مطارات اليمن بدون لوحات إلكترونية.. وصالة وصول ومغادرة واحدة بصنعاء بنيت في السبعينات

الاتحاد الأوروبي يقوم بمراجعة إجراءات الرقابة الخاصة بالبوابات وجوازات السفر في مطار صنعاء

رجال أمن يمنيون داخل مطار صنعاء (رويترز)
TT

يتجاوز عدد قوات الأمن والعاملين في المطار الرئيسي باليمن أحيانا إجمالي عدد الركاب فيه منذ بدأت صنعاء حملة أمنية بعدما أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن هجوم فاشل على طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. يقول الخبراء إنه رغم أن توفير الأمن بشكل فاعل يمثل تحديا فإن إنشاء صالة وصول جديدة تتسع لعدد أكبر من الركاب وربما أكثر أمنا لن يتسنى قبل عامين على الأقل.

يعمل مطار صنعاء، شأنه شأن مطار عدن في الجنوب، دون لوحات إلكترونية لبيان مواعيد إقلاع ووصول الطائرات ويجري إصدار بطاقات الصعود إلى الطائرة مكتوبة بخط اليد في بعض الرحلات. ولا يطلب من الركاب المحليين في كثير من الأحيان سوى إظهار تصاريح الصعود إلى الطائرة لتجنب المرور بإجراءات الهجرة ولدخول صالة الأمتعة التي يشتركون فيها مع الركاب الدوليين. ويضطر موظفو الجمارك آنئذ إلى الفصل بين الركاب المحليين والدوليين.

وركز الهجوم الفاشل على طائرة ديترويت في 25 ديسمبر الماضي على الأمن الجوي في اليمن، حيث يعتقد أن المتهم بمحاولة التفجير يعتنق آراء متشددة. وأعلنت صنعاء حربا مفتوحة على «القاعدة» وتشن حملة لتعقب أعضائها. وقال فوزي الزيود، من المنظمة الدولية للهجرة، لوكالة «رويترز»، إن خبراء مولهم الاتحاد الأوروبي يعكفون حاليا على مراجعة إجراءات الرقابة الخاصة بالبوابات وجوازات السفر في مطار صنعاء وغيره من المطارات اليمنية الأخرى.

وأضاف أنه يأمل في أن تتعاون المنظمة مع السلطات لسد الثغرات، مضيفا أنه سيوصي باستخدام مزيد من المعدات لتعزيز الرقابة على جوازات السفر وتدريب العاملين الذين لا يحسن بعضهم التحدث بالإنجليزية. وتابع أنه اتضح من المناقشات التي أجرتها المنظمة في اليمن أن السلطات منفتحة وراغبة في تحسين الوضع. وحتى مع استخدام أجهزة مثل الماسح الضوئي للجسم بالكامل الذي يمكنه رصد متفجرات كالتي استخدمت في محاولة التفجير الفاشلة للطائرة المتجهة إلى ديترويت في 25 ديسمبر، فإن المهمة لن تكون يسيرة.

وقال ديفيد ليرماونت، محرر شؤون العمليات والسلامة بمجلة «فلايت إنترناشونال» وموقع «فلايت غلوبال» على الإنترنت المتخصصين في شؤون الطيران، لـ«رويترز» «حتى إذا قدر لليمن أن يستخدم أجهزة مسح الجسم فإن طاقم الأمن في المطار عليه أن يشغلها بعناية ومهارة». وأضاف «المملكة المتحدة، وهي الهدف المفضل المقبل للإرهابيين الإسلاميين بعد الولايات المتحدة، تشعر بأنها لا يمكنها المجازفة باستقبال طائرة قادمة من اليمن».

وعلقت بريطانيا الرحلات المباشرة من اليمن الشهر الماضي لأسباب أمنية.

ولا يوجد حتى الآن سوى صالة وصول ومغادرة واحدة في مطار صنعاء الذي بني في السبعينات لاستقبال كل من الرحلات الداخلية والدولية وتتشارك طائرات الركاب في المدارج مع مهمات سلاح الجو ضد المتمردين الشيعة في الشمال. ويحاول اليمن مكافحة تهديد مقاتلي «القاعدة» بالإضافة إلى قمع تمرد الحوثي في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب.

ويخشى الغرب ودول إقليمية من أن يصبح اليمن دولة فاشلة بما يمكن «القاعدة» من استغلال الفوضى التي تنجم عن ذلك لتحويله إلى قاعدة انطلاق لمزيد من الهجمات الدولية. ويقول موقع شركة الخطوط الجوية اليمنية (اليمنية) على الإنترنت، إن الشركة تسير رحلات لنحو 40 مقصدا في أوروبا وأفريقيا وآسيا. ومن أجل شغل الطائرات بالركاب تجمع الشركة بين مقاصدها الداخلية والخارجية في رحلة واحدة، وهو ما يمثل تحديا آخر فيما يتعلق بالنقل والإمداد والتموين.

فالرحلة الجوية من صنعاء إلى أبوظبي على سبيل المثال تمر عبر عدن، حيث تقوم عناصر الأمن بفصل الركاب المحليين والدوليين قبل مراجعة جوازات السفر لتتركهم يختلطون ثانية عند البوابة. وتذهب مسارات خارجية أخرى عبر ميناء الحديدة بغرب اليمن أو المكلا وهو مطار صغير للغاية في جنوب شرقي البلاد النائي. ومع ذلك فإن السلطات ترى أن صغر حجم مطار صنعاء الذي يتعامل مع 30 رحلة يوميا ميزة. وقال محمد الفراسي نائب مدير مطار صنعاء لـ«رويترز» إنه لا توجد فرصة لأي راكب كي يتفادى الخضوع لإجراءات الأمن. وأضاف أن المفتشين البريطانيين عبروا عن رضاهم من مستوى المطار في نهاية يناير (كانون الثاني) ولم يقدموا سوى اقتراحات قليلة تتركز أساسا على أن يراجعوا إدارة البوابة خلال شهر. وتابع «جاءت لجنة بريطانية أو فريق بريطاني لتفقد مطارنا وعبر أعضاء الفريق عن ارتياحهم الكامل تجاه جميع الإجراءات وكل القواعد المنظمة للعمل والتقنيات وكل العوامل البشرية هنا في المطار».