العولقي: عمر الفاروق أحد تلامذتي وأؤيد ما قام به

قال في مقابلة صحافية إنه التقى المشتبه به في حادثة تفجير طائرة أميركية

TT

اعترف أنور العولقي، رجل الدين اليمني، الأميركي المولد، الهارب والمتهم بصلاته بجماعات إرهابية، للمرة الأولى، لصحافي يمني، أجرى معه مقابلة، بأنه التقى النيجيري المشتبه به في حادثة تفجير طائرة عيد الميلاد الأميركية، لكنه أنكر اضطلاعه بأي دور في الحادث.

وقال العولقي إنه التقى وتحدث مع المشتبه به النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في اليمن الخريف الماضي.

وعلى الرغم من أن المقابلة التي أجريت الأسبوع الماضي لم يتم التأكد من مصداقيتها من مصدر مستقل، فإن الصوت الموجود على الشريط مطابق لصوته في التسجيلات الأخرى الخاصة به. وقال العولقي في التسجيل: «عمر الفاروق واحد من تلامذتي، وقد تحدثت معه، وأنا أؤيد ما قام به، لأن أميركا تؤيد قتل إسرائيل للفلسطينيين، وتقتل المدنيين في أفغانستان والعراق».

وكان مسؤولون يمنيون قد أعربوا في السابق عن اعتقادهم بأن العولقي ربما يكون التقى عبد المطلب، لكنهم لم يقدموا دليلا على ذلك. غير أن فرع «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» زعم المسؤولية عن التخطيط للهجوم الذي فشل فيه عمر الفاروق في تفجير الطائرة فوق ديترويت باستخدام متفجرات كان قد أخفاها في ملابسه الداخلية. وتنصل العولقي، في التسجيل، من المشاركة في التخطيط أو التنفيذ للهجوم، لكنه لم يقل إذا ما كان لديه علم مسبق به أم لا. وقال مبديا فخره بعبد المطلب «أنا لم أطلب منه القيام بعملية، لكنني أؤيده».

وأجرى المقابلة الصحافي اليمني عبد الإله شائع، وهو باحث سابق بمركز سبأ للدراسات الاستراتيجية في صنعاء، وهو الصحافي الوحيد الذي التقى قادة فرع «القاعدة في شبه الجزيرة العربية». وبعد مقابلته معهم العام الماضي نشرت الجماعة صوره مع قائد الجماعة ناصر الوحيشي. وخلال التسجيل الأخير حض العولقي علماء اليمن المحافظين - الذين أصدروا مؤخرا تحذيرا ضد أي مزيد من التدخل الأميركي في اليمن - إلى الدعوة إلى قتل الجيش الأميركي ومسؤولي الاستخبارات الذين يساعدونهم في برامج مكافحة الإرهاب. يذكر أن الولايات المتحدة ضاعفت من مساعداتها العسكرية لليمن خلال العام الماضي لمواجهة تواجد «القاعدة» المتنامي هناك.

وأدت دعوة العولقي الجديدة لقتل المسؤولين الأميركيين، مرة أخرى، بمسؤولي مكافحة الإرهاب إلى مراقبته عن كثب على مدى ما يقرب من عقد، فقد كانت لديه صلات بثلاثة من مختطفي الطائرات في 11 سبتمبر (أيلول) في مساجد عمل بها في سان دييغو وفولز تشيرش بولاية فيرجينيا، حيث دافع في خطب صلاة الجمعة عن العمليات الجهادية، ويعتقد أنه نجح في إقناع الكثير من الشباب بأفكاره عن طريق الإنترنت. وكان من أبرز من تأثروا بالعولقي عن طريق الإنترنت الميجور نضال حسن الطبيب النفسي بالجيش الأميركي والذي يواجه تهما بقتل 13 من زملائه في قاعدة «فورت هود» بولاية تكساس في نوفمبر (تشرين الثاني) إذ تبادل رسائل البريد الإلكتروني معه. وبعد «عملية فورت هود» امتدح العولقي - الذي غادر الولايات المتحدة في عام 2002 - الميجور نضال ووصفه بالبطل قائلا: «إن العمل في الجيش الأميركي الذي يحارب المسلمين خيانة للإسلام».

وتسعى السلطات اليمنية إلى القبض على العولقي الذي اعتقل لمدة 18 شهرا عقب عودته لليمن. لكنه يمكث الآن في ظل حماية قبيلته القوية في محافظة شبوة، حيث التقاه شائع الأسبوع الماضي. وقد زادت شعبية العولقي -وأصداء رسائله المناوئة للولايات المتحدة - من صعوبة مهمة الحكومة في هذا الشأن، إذ لا تملك سوى سيطرة محدودة على المناطق اليمنية النائية.

من ناجية أخرى، كانت الطائرات اليمنية قد شنت غارة جوية في الرابع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) بمساعدة أميركية على تجمع لقادة «القاعدة»، حيث اعتقدوا أن العولقي كان موجودا بينهم، لكن القادة هربوا، ولم يكن العولقي، الذي يزعم أنه ليس من أعضاء «القاعدة» في الموقع، موجودا في المكان بحسب بعض الأفراد الذين يعرفونه. ومنذ ذلك الحين يقول المسؤولون اليمنيون إنهم يضغطون على قبيلة العولقي لتسليمه. لكن شائع قال إن العولقي أخبره أن ذلك غير صحيح وأن قبيلته لا تعلم بأي مفاوضات أو جهود لاعتقاله.

* خدمة نيويورك تايمز