كرزاي يؤدي العمرة ويبحث مع أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي المصالحة الأفغانية

مسؤول بالخارجية السعودية يجدد ضرورة قطع طالبان علاقتها بابن لادن للعب دور في المصالحة

الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لدى وصوله إلى جدة أمس وكان في استقباله الأمير مشعل بن ماجد (واس)
TT

يعقد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي اليوم مباحثات متعلقة بتطورات الشأن الأفغاني مع البروفسور إكمال الدين إحسان أغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والتي تأتي في ظل تأزم الأوضاع الأمنية في كابل. ومن المقرر أن يبحث سبل الخروج من الصراع الدائر مع حركة طالبان، وسيعقب اللقاء مؤتمر صحافي مشترك يعقده الرئيس الضيف مع أوغلي.

وتأتي زيارة كرزاي إلى السعودية بعد أيام من مؤتمر لندن لأفغانستان الذي عقد الخميس الماضي بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، والذي أعلن فيه أنه يتطلع إلى دور أساسي يلعبه خادم الحرمين الشريفين في المصالحة الأفغانية.

وكرر أمس مسؤول في الخارجية السعودية لـ«رويترز» ما أعلنه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريحات نشرتها «الشرق الأوسط» يوم الجمعة الماضي بأن السعودية لن تتدخل في عملية المصالحة ما لم تقطع حركة طالبان كل صلاتها بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وتمتنع عن توفير ملاذ آمن له. وهذا الموقف ليس جديدا للسعودية، وفقا للمسؤول في الخارجية، مشيرا إلى أن هذا يعد إعادة تأكيد لموقف بلاده في ضرورة أن تعلن طالبان بوضوح قطع كل صلاتها بابن لادن وتطرده من مناطقها.

وكانت «الشرق الأوسط» نقلت عن وحيد عمر الناطق باسم كرزاي في عدد أمس أن «عموم الأفغان ينظرون إلى بلاد الحرمين باعتبارها قلب العالم الإسلامي، وإلى خادم الحرمين باعتباره أهم شخصية إسلامية حول العالم، ويرون أن السعودية هي البلد الوحيد المهيأ حكومة وشعبا لإنجاح مفاوضات السلام الأفغانية، بإقناع قيادات طالبان بالدخول العملية السلمية».

وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي والوفد المرافق له وصل إلى جدة مساء أمس، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والسفير الأفغاني لدى المملكة عزيز الله كرزاي، وجميل الصبان مدير عام المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة وعدد من المسؤولين، أدى بعدها الرئيس كرزاي والوفد المرافق له مناسك العمرة بعد وصوله في وقت لاحق من مساء أمس إلى مكة المكرمة.

من جانب آخر أفادت مصادر مطلعة في منظمة المؤتمر الإسلامي لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء بين الرئيس الأفغاني والأمين العام للمنظمة الإسلامية سيتم من خلاله بحث المبادرة التي عرضها أغلو للخروج من الأزمة الأفغانية، وتفعيل دور المنظمة في الشأن الأفغاني». وأضاف المصدر: «إن المحور الأساسي الذي سيدور حوله اللقاء هو دور المنظمة الإسلامية في تهدئة الأوضاع الأمنية المتوترة وتحقيق المصالحة الداخلية، وذلك وفقا لتوصيات مؤتمر لندن الذي عقد مطلع هذا الأسبوع، وينص على أهمية تفعيل دور المنظمة الإسلامية للخروج من الأزمة الأفغانية»، مشيرا إلى «أهمية المبادرة التي طرحها أوغلي والتي تنص على عقد مؤتمر للحوار لعلماء المسلمين في أفغانستان».

كما سيبحث اللقاء توصيات المؤتمر الإقليمي بإسطنبول، والتي تهدف إلى احتواء الأزمة الأفغانية، وشارك فيها كل من الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، وأمين المنظمة الإسلامية الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي.

ويرافق الرئيس الأفغاني وفد رفيع، حيث يضم وزير الخارجية زلماي رسول، ومستشار الرئيس للعلاقات الدولية الدكتور رانجين دافترسانتا، ووزير الحج يوسف نيازي أحمد، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين الأفغان، يتقدمهم مستشار الرئيس للشؤون الدينية نعمة الله شهراني.