باراك يشدد على استراتيجية السلام مع سورية لأن البديل لذلك هو حرب شاملة

في حديث له مع حشد من كبار ضباط الجيش

رئيس الوزراء الايطالي برليسكوني مع وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان قبيل لقائهما في القدس المحتلة امس (أ. ف. ب)
TT

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بأن هناك أهمية استراتيجية للسلام مع سورية، فإذا لم تبرم إسرائيل معها اتفاقية سلام، فإن حربا شاملة ستنشب في المنطقة.

وكان باراك يتحدث، الليلة قبل الماضية، أمام حشد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، فتطرق إلى استراتيجية العمل الأمني والعسكري بشكل عام في المنطقة، ومهمات الجيش في رسم مستقبل إسرائيل، وقال، وفقا لمصادر إعلامية مقربة منه: «الشرق الأوسط هو حارة صعبة جدا، لا توجد إمكانية العيش للضعفاء، ولا تعطى لأحد فرصة ثانية، ما دام أن هناك من يرى أن إسرائيل ضعيفة، فإنه لن يفتش عن تسوية سياسية معها، يجب أن يدرك الجميع أن إسرائيل قوية، بل أقوى دولة في المنطقة، وأنها لن تقع في مصيدة العسل الدبلوماسية، على حساب أمنها وقوتها ومكانتها، ولا يمكن إنهاك قواها، ونحن نعرف جيدا أن الطرف الآخر لن يأتي إلى عملية السلام برغبة منه، إنما بالشعور بأن لا خيار آخر أمامه، فإن نشأ لديهم شعور بأنه بالإمكان تدمير إسرائيل وإسقاطها، فلن يختاروا السلام، من هنا، نحن أقوياء ونزداد قوة ونفرض على الآخرين صنع السلام معنا، بسبب قدراتنا نستطيع التوجه لصناعة السلام أكثر من أي وقت مضى، ولكي نحافظ على جيشنا قويا ومتماسكا، يجب أن نقنع جنودنا بأننا عملنا كل ما يجب عمله لكي نصنع السلام، ولكن من دون أوهام، فهو السلام الذي نستله استلالا منهم».

وأضاف باراك، أن سورية تبدي رغبة في السلام، وينبغي امتحان نواياها بجدية، فإذا كانت جادة، لا يجوز لإسرائيل أن تضيع فرصة السلام معها، لأن إضاعة فرصة كهذه، لا يعني سوى التدهور في حرب شاملة، تكون سورية عنصرا أساسيا فيها، وهذا أمر لا تحبذه إسرائيل، ليس لأنها تخاف، فهي منتصرة حتما في كل حرب، بل لأننا نفضل السلام على الحرب، خاصة إذا كانت تلك حربا شاملة.

يذكر أن مفهوم الحرب الشاملة في إسرائيل اليوم يعني حربا مع ما يسمى بمحور الشر، أي مع إيران وحزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، إضافة إلى سورية في آن واحد، وقد جوبه تصريح باراك باستغراب الكثيرين في إسرائيل فتساءلوا عما إذا كان يوجه كلامه إلى رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، المعروف برفضه فتح ملف المفاوضات مع سورية، واستئنافها تحت الوساطة التركية، أم يوجهه إلى سورية، لكن تصريحه حظي بترحيب من اللوبي الإسرائيلي للسلام مع سورية، وقال رئيس هذا اللوبي، ألون لئيل، إنه يتمنى أن يكون باراك جادا في توجهه للسلام مع سورية: «فنحن نعتقد أن سورية جاهزة منذ عدة سنوات للتفاوض الجاد معنا حول السلام».

وأكد لئيل أن باراك كان واحدا من الأعمدة الأساسية للوبي الإسرائيلي المساند للسلام مع سورية، بل هو ممن يفضلون هذا السلام على المسار الفلسطيني، لأنهم يرون فيه دعما للسلام مع الفلسطينيين، فمن دون أن تسير سورية في السلام مع إسرائيل من الصعب أن نتخيل سلاما بين إسرائيل والفلسطينيين، فدمشق تمتلك أوراقا كثيرة لمنع الفلسطينيين من التقدم نحو سلام كهذا، يكفها عن أن تستخدم أدواتها الفلسطينية.