إسرائيل تغلق شواطئها تحسبا من براميل متفجرات جديدة مرسلة من غزة

قالت إنها سلاح بدائي آخر.. ولكنها تعكس تفكيرا خطيرا

TT

أغلقت إسرائيل شواطئها الجنوبية، طوال الليلة قبل الماضية، وكذلك نهار أمس، وأجرت عمليات تمشيط بحرية وجوية بحثا عن براميل متفجرات مرسلة من قطاع غزة، مثل البرميلين اللذين اكتشفا الليلة قبل الماضية على شواطئ أسدود وعسقلان.

وكان البرميل الأول قد اكتشف بالصدفة، بعد أن وصل إلى شاطئ عسقلان، واستقر على الرمال. فاستدعى الصياد الإسرائيلي، الذي اكتشفه، قوات الشرطة، فأغلقت المكان وفككت البرميل. فيما اكتشف البرميل الثاني وهو ما زال في الماء. وتبين أن كل برميل يحتوي على 80 كيلوغراما من المتفجرات.

وأغلق الجيش الإسرائيلي الشواطئ أمام المستجمين والصيادين، وبدأت عملية تحقيق واسعة حول هذا النوع من السلاح وأهدافه وإمكاناته. وحسب تسريبات من التحقيق يبدو أن التنظيمات الفلسطينية التي أرسلته، بدأت في عملية تطوير لنشاطات مسلحة بحرية ضد إسرائيل، لكنها ما زالت في مرحلة البدايات الأولى. ولم تصل إلى مستوى النشاط البحري الذي وصل إليه حزب الله اللبناني بمساعدة إيران، ولا مستوى نشاط قوات البحرية التابعة لحركة فتح التي عملت في لبنان، قبل عهد حزب الله.

وقال رون بن يشاي، الخبير في الشؤون العسكرية والمقرب من مصادر المعلومات العسكرية، إن «هناك ما يجعلنا نتحسب من هذا النشاط، لكن علينا أن لا نرتعب. فالبراميل التي أرسلت إلى شواطئنا هي سلاح بدائي مثل صواريخ القسام ومثيلاتها. ولكن المقلق في الأمر هو اتجاه التفكير، الذي يعتبر خطيرا. فقبل أسابيع، تلقت المخابرات الإسرائيلية معلومات تفيد بأن هناك نوايا لدى حماس لتوجيه ضربات بحرية ضد مواقع استراتيجية في إسرائيل. ويبدو أنهم فعلا يخططون لذلك. وإذا كانت أساليبهم بدائية حتى الآن، فهذا لا يعني أنهم لن يتطوروا. وهناك مسألة مثيرة حول كيفية وصول هذه البراميل إلى الشاطئ. فهي حتى الآن من دون محرك، مما يعني أنها لا تستطيع إصابة هدف دقيق. ولكي تصبح دقيقة، ينبغي نقلها بوسيلة ما. فإن لم يكن هناك محرك، فينبغي أن يكون ذلك وسيلة ملاحة بسيطة تحت الماء، وهذا أمر خطر».

وكان الفلسطينيون قد أعلنوا أن هدف هذه البراميل هو تفجير أهداف استراتيجية في إسرائيل، حيث إن منطقتي وصول البرميلين تحوي ميناء رئيسيا وآبار تنقيب عن النفط وشواطئ ضخمة تعج بالمستجمين. وقالوا إن هذه العملية تأتي ردا على ممارسات إسرائيل ضد قطاع غزة والضفة الغربية وعلى اغتيال محمود المبحوح أحد قادة حماس، في دبي.

لكن ناطقا بلسان سلاح البحرية الإسرائيلي دحض هذه الأهداف وقال إن مثل هذه العمليات تحتاج إلى وقت طويل لإعدادها. وإن حماس تحاول تبرير نشاطها الإرهابي التقليدي للظهور كما لو أنها تدافع عن نفسها. وأضاف أن سلاح البحرية الإسرائيلي جاهز لمجابهة خطر تنفيذ عمليات بحرية ضد أهداف إسرائيلية، وهو غير قلق. لكنه في الوقت نفسه ينظر بجدية إلى الأهداف التي يضعها الفلسطينيون ويحاولون تنفيذها عبر البحر. وهدد بالرد عليها وتصفيتها وهي في المهد، ولن ننتظر حتى يتمكنوا ويستطيعوا تحويلها إلى رافعة للإرهاب البحري ضدنا».