قوى «14 آذار» ترحب بمشاركة بري في ذكرى الحريري.. ونائب يتمنى لو يحضرها نصر الله وعون

أكدت أن المناسبة وطنية ومن يرى نفسه معنيا مرحب به

TT

رحبت قوى «14 آذار» بمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري في إحياء ذكرى الرئيس الراحل رفيق الحريري في 14 فبراير(شباط) الحالي، معتبرة أن ذكرى الحريري «هي لكل اللبنانيين ومن يرى نفسه معنيا بها مرحب به». وسأل النائب عقاب صقر عضو تكتل «لبنان أولا» الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري: «لماذا لا تشارك جميع القوى في ذكرى 14 شباط (فبراير) لأنها ذكرى أليمة على كل لبنان واستهداف لدماء اللبنانيين؟» وأضاف «يجب على (8 آذار) أن لا تترك الساحة في 14 شباط لـ(14 آذار) حتى لا يتبيّن أن فريقا غير معني في هذه المناسبة». وقال: «ليحضر الرئيس بري ويحولها من ذكرى وطنية إلى ذكرى وطنية جامعة شاملة»، لافتاً إلى أنه «يجب على الجميع أن يشارك برفض الاغتيال السياسي لشخصية وطنية لها وزن عربي مثل الرئيس رفيق الحريري، ولكل الشخصيات اللبنانية والشهداء الذين سقطوا سواء مسؤول أو غير مسؤول والكل يريد حماية دماء اللبنانيين». واعتبر أنه «في الأمس كان هناك اصطفاف وانشقاق ولم يكن هناك حكومة وحدة وطنية، اليوم لا يوجد مبرر لعدم مشاركة الجميع». وأشار صقر إلى أن «بعض الدوائر الإعلامية والسياسية الخارجية تريد أن توحي بأن هناك فريقا شارك في هذا الاغتيال، وهذا الفريق وتحديدا حزب الله والرئيس بري التقط هذا، وعليهم المشاركة الكثيفة في الذكرى لقطع الطريق على هذه الأبواق الخارجية، وللتأكيد أن هذه المشاركة وطنية وجامعة»، مؤكدا أن «الدعوة عامة لا تستثني أحدا». وقال: «فليأت الجميع ويخطبون أمام (14 آذار) وجمهورهم ويتحدثون عن وجهة نظرهم في الاغتيال السياسي تحت شعار لا للاغتيال السياسي ونعم للحقيقة وللمحكمة الدولية».

وكشف صقر أن «اللمسات الأخيرة (حول الكلمات) لم توضع بعد»، مشددا على أن «بيان (14 آذار) رسم الخط الاستراتيجي لتوجه (14 آذار) في هذا الاحتفال ومقاربة شفافة لكثير من الأمور بانفتاح». وأكد أن «الكل سيلتزم بهذا السقف الذي لا يتخلى عن أي مطلب ويقدم بالصورة الإيجابية المطلوبة لمواكبة حكومة الوحدة الوطنية».

وحول وجود خطوات جدية لكسر الحواجز التي تعيق مشاركة الجميع، قال صقر: «نحن نرحب بحضور الرئيس بري والسيد حسن (نصر الله) والعماد عون ولمن يريد أن يحضر هذه المناسبة لما فيه مصلحة الوحدة الوطنية»، مؤكدا أن «حضور هذه المناسبات سيكون له الأثر الكبير على جمْع الساحات ويمكن للرئيس بري أن يؤسس لمرحلة جديدة ننطلق منها».

وعن مشاركة النائب وليد جنبلاط، أجاب صقر: «إذا لم يحضر إلى الساحة سأكون جد مستغرب، لأن جنبلاط من المؤسسين لهذه الساحة وأكثر الحاملين لإرث الشهداء وتحديدا لقضية الرئيس رفيق الحريري»، وقال: «اعتقد أن حضور جنبلاط طبيعي».

أما الرئيس السابق أمين الجميل فأشار بعد زيارته الحريري أمس إلى أنه «سيكون هناك لقاء جماهيري كبير في ساحة الشهداء وسنشارك فيه جميعا، كلبنانيين مخلصين وسنلتقي جميعا في هذه المناسبة للتأكيد على الإيمان والتصميم»، وردّا على سؤال عن موقفه من إمكانية مشاركة قيادات «8 آذار» في الذكرى، قال: إن «الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبيار الجميل (نجله اغتيل في عام 2007) لم يستشهدا بسبب قضية شخصية أو مصلحة ذاتية أو مصلحة الفئة التي يمثلانها، بل استشهدا في سبيل لبنان... فإذا كانت هذه المناسبة جامعة فهذه أمنية وفرحة كبيرة أن يكون الاستشهاد جَمَعَ كل اللبنانيين ليصرخوا بصوت واحد لمصلحة لبنان؛ القضية والرسالة والحرية والكرامة». وهل وُجهت أي دعوات إلى الرئيس بري أو غيره، أوضح الجميل أن «الدعوات عامة في مثل هذه المناسبة، وليس هناك من لزوم لتوجيه دعوات خاصة»، متمنيا أن «يعتبر كل اللبنانيين أنفسهم مدعوين لهذه المناسبة».

وفي المقابل شدد رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع على أن أهداف «14 آذار» هي هي «ولم يتغيّر أي شعرة منها ولن تتغير»، ووصف شعب 14 آذار بـ«الواعي والملتزم والمناضل وسينزل إلى ساحة الحرية في 14 شباط ليؤكد مرة أخرى تمسكه بهذه الأهداف وضرورة العمل الدؤوب للوصول إلى تحقيقها».

وتمنى رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أن «يشارك جميع اللبنانيين في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري لأنه لجميع اللبنانيين وليس لفريق معين» لافتاً إلى «أننا في سنة وفاق وانفتاح كما هي سنة تضامن في البلد، وعندما سنرى مجددا صورة الـ 2005 فأنا أرى أن المتضرر الأول منها هو الشيخ سعد الحريري، وآل الحريري هم من يقررون سياستهم ويقررون نظرتهم للأمور السياسية، أما من وجهة نظرنا فنحن نرى أن هذا يضرّهم ولا يضرّ أحدا آخر غيرهم». وأضاف: «نحن نرى ذكرى جامعة ورسمية لهذا العام، أما بالنسبة إلى الذكرى الشعبية فالشيخ سعد ليس مضطرا ليرينا قوّته الشعبية، وبالتالي الذكرى إذا كانت سياسية فنحن نعرف رأي (14 آذار) مع أنهم يغيّرونه كل يومين ولكننا حفظناه عن غيب، ولقد رأينا أن البعض ينسحب من (14 آذار) ويعود إليها خوفا من أن يذهب دورهم وفرصتهم في الكلام، فهذا أصبحنا نعرفه». وتمنت وزيرة الدولة منى عفيش المقربة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على أن «هذه الذكرى أليمة لأن الرئيس الحريري كان يجمع الكل ولا يفرق»، متمنيةً أن «تكون الذكرى لجمْع اللبنانيين». وقال القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش: «نحن ننطلق من مقولة أساسية أن (14 آذار) أساسها شعبي وعفوي، ومن حرّك هذه الظاهرة هم اللبنانيون ومن بعدهم أتى القادة ليمسكوا الدفة».وأضاف: «لا شك أن تصرفات النائب جنبلاط في الآونة الأخيرة هي نوع من الافتراق السياسي عن الاتجاه الأساسي الذي يمثله الرئيس الحريري وهو الانتماء الكامل إلى 14 آذار بصرف النظر عن كونه رئيسا للحكومة، ولكن الاعتماد الرئيسي للرئيس الحريري هو على كونه يستند إلى أكثرية شعبية ونيابية، وهذا ما تأثر بسبب المواقف التي اتخذها النائب وليد جنبلاط»، مضيفا «لكن الرئيس الحريري يريد في الوقت نفسه الحفاظ على الصداقة وعلى التفاهم ولو بالحد الأدنى مع جنبلاط، وهذا ما يدفعه دائماً إلى أخذ المبادرة واللقاء معه».

أما أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي شريف فقد أعلن أن «اللقاء الديمقراطي» والحزب الاشتراكي سيشاركان في ذكرى 14 شباط لافتا إلى أنه سيُحدد شكل المشاركة بعد تحديد شكل المناسبة. واعتبر فياض أن كلام البعض عن عدم استعداد جمهور قوى 14 آذار لاستقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري «خطأ كبير» لافتا إلى أنه لا يحق لأحد أن يحتقر رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري.