العلاقات الصينية ـ الأميركية أزمات ومحطات

TT

اتسمت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بالحذر والسكون تارة، وبالتوتر والخلاف تارة أخرى. ومن أبرز المحطات والخلافات في العلاقات بين البلدين:

* شكلت قضية استقلال تايوان أبرز نقاط الخلافات بين البلدين، حيث اندلعت أول أزمة بينهما خلال الفترة من 11 أغسطس (آب) 1954 وحتى مايو (أيار) 1955، بسبب التهديد الصيني بغزو تايوان، حيث سارعت الولايات المتحدة بتحذير الصين من القيام بأي عمل عسكري، لكن الصين قصفت الجزيرة ولم ترضخ للضغوط الأميركية، مما جعل واشنطن توقع معاهدة دفاع مشترك مع تايوان في 2 ديسمبر (كانون الأول) 1954، مما ساهم في انتهاء القصف الصيني للجزيرة في 1 مايو 1955. وتكررت الأزمة عام 1958 بسبب قيام القوات الصينية يقصف الجزيرة مجددا، كما انخرطت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس كيتي هاوك» في مواجهة استمرت ثلاثة أيام مع غواصة نووية صينية في البحر الأصفر عام 1995، بعد أن اعترضت بكين على المحاولات المتكررة لانفصال تايوان.

* يعتبر الصينيون أن الولايات المتحدة تشكل أكبر تهديد لبلادهم، خصوصا في ما يتعلق بالتدخلات الأميركية في مجال حقوق الإنسان والقوميات والأديان، ولذلك اعتبرت قضية «استقلال التيبت» والانتهاكات الصينية للمعارضين هناك (من وجهة نظر الغرب) وعلى رأسهم الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، من أبرز نقاط الخلاف بين البلدين. وطالبت الصين الولايات المتحدة مرارا بوقف تدخل واشنطن في شؤونها الداخلية، وتشدد دائما أنها لن ترضخ للضغوط الأميركية للتحاور مع الدالاي لاما إلا عندما يتخلى عن تأييده لاستقلال التيبت ويوقف أنشطته الانفصالية.

* كان أول وفد أميركي يزور الصين منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية هو فريق كرة الطاولة الأميركي الذي زار الصين في الفترة من 10 إلى 17 أبريل (نيسان) 1971، وهو ما فتح أبواب الزيارات المتبادلة بعد قطيعة استمرت 22 عاما، وأطلق على ذلك اسم «دبلوماسية كرة الطاولة». ثم قام الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون بزيارة رسمية للصين في 21 فبراير (شباط) 1972. وخلال هذه الزيارة صدر بيان مشترك يعرف باسم «إعلان شانغهاي»، ليبدأ بعد ذلك عمل مكتبي الاتصال، اللذين أقامهما كل من البلدين في عاصمة الآخر، عملهما في 1 مايو 1973.

* في 16 ديسمبر 1978 أصدرت الصين والولايات المتحدة بيانا مشتركا حول إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عرف باسم «إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة»، ثم أقامتا رسميا العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء في 1 يناير (كانون الثاني) 1979، وإثر ذلك أعلنت واشنطن سحب قواتها من تايوان وألغت معاهدة الدفاع المشترك بينها وبين تايوان.

* في 17 أغسطس 1982 أصدرت حكومتا البلدين بيانا مشتركا تعهد فيه الجانب الأميركي بتقليل بيع الأسلحة إلى تايوان تدريجيا حتى وقفها.

* في 22 يوليو (تموز) 1985، قام الرئيس الصيني لي شيان نيان بزيارة للولايات المتحدة، وهي الأولى التي يقوم بها رئيس صيني للولايات المتحدة.

* عاد التوتر بين البلدين مرة أخرى عندما قام حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة بشن هجوم صاروخي على السفارة الصينية لدى يوغوسلافيا في 8 مايو 1999، ما أدى إلى مصرع 3 صحافيين صينيين وأصيب آخرون بجراح، وأعربت الصين عن احتجاجها الشديد وطالبت الأطلسي بتحمل كافة المسؤولية عن ذلك، ليقدم بعد ذلك الرئيس الأميركي اعتذارا علنيا وتعويضا عن الخسائر للصين.

* كذلك هناك الحروب التجارية المستمرة بين البلدين. وتبرز من حين إلى آخر قضية إغراق السوق الأميركية بالسلع الصينية، وأشهرها قضية «سوق عصير التفاح الصيني في أميركا»، و«أنابيب النفط» الواردة من الصين، والأجهزة الإلكترونية. كما تتهم الولايات المتحدة الصين بتعمد تخفيض قيمة عملتها المحلية (اليوان) حتى تظل المنتجات الصينية أقل سعرا في الأسواق العالمية مقارنة بمنتجات الولايات المتحدة.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»