وزيرة بريطانية سابقة تتهم بلير بالكذب وبأنه ضلل البرلمان في حرب العراق

كلير شورت دعت في شهادتها أمام لجنة شيلكوت إلى مراجعة العلاقات «المميزة» مع واشنطن

TT

شنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية السابقة، كلير شورت، هجوما عنيفا على رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ووصفته بالـ«كاذب» وبأنه ضلل البرلمان البريطاني لحثه على الموافقة على المشاركة في غزو العراق، وذلك خلال تقديم شهادتها أمام لجنة التحقيق في حرب العراق. وكانت شورت قدمت استقالتها من منصبها بعد 8 أسابيع على بدء الحرب، اعتراضا على الفوضى التي أعقبت الغزو، وقدمت في ما بعد استقالتها أيضا من حزب العمال وترشحت للانتخابات النيابية بصفة مستقلة، اعتراضا على الحرب التي كانت وافقت عليها على مضض. وتعتبر شهادة شورت الأكثر انتقادا لبلير وحكومته منذ بدء لجنة شيلكوت بالاستماع إلى مسؤولين سابقين في حكومة بلير. وعلى الرغم من أن اللجنة استمعت من قبل إلى شخصين على الأقل قدما استقالتهما من حكومة بلير اعتراضا على حرب العراق، فإن شورت هي الأولى التي تهاجم بلير بهذا الشكل اللاذع. وقالت شورت إنها أجرت محادثة مع بلير عام 2002، أكد لها فيها أن لا تحضيرات لشن حرب على العراق. وأضافت أنها اكتشفت بعد ذلك أن التحضيرات كانت قائمة منذ ذلك الحين، وأن بلير لم يكن يقول لها الحقيقة. ووجهت الوزيرة السابقة، والمعروفة بيساريتها الشديدة، انتقادات إلى اللورد غولدسميث، المدعي العام السابق، الذي غير رأيه حول قانونية الحرب قبل 3 أيام من الغزو، وكتب لبلير رسالة يعطي فيها الضوء الأخضر للقوات البريطانية. إلا أن نصائحه السابقة حول عدم قانونية مشاركة بريطانيا بالحرب، لم تصل إلى الحكومة ولا إلى البرلمان، وهو ما وصفته أمس شورت بأنه «مضلل». ووصفت بلير بأنه كان «أضعف» من أن يقف في وجه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وقالت إن بلير كان عليه أن يطلب من الأميركيين الانتظار أكثر ريثما يعطي للمفتشين الدوليين فرصة أكبر، إلا أنه «لم يكن يتمتع بالشجاعة الكافية» لذلك. وقالت: «كان متحمسا جدا لكي يكون مع أميركا، لدرجة أنه رمى بكل شيء». وأضافت أنه لو لم يفعل ذلك، لكان «دوره ودور بريطانيا في التاريخ أكثر احتراما». وتابعت أن بلير لم يحصل على شيء مقابل ما أعطاه للأميركيين، وقالت: «لا أعتقد أنه كان لنا تأثير على شيء، أعتقد أن هذا أمر مثير للشفقة، لقد أهان ذلك بريطانيا». كما دعت في ختام شهادتها إلى مراجعة «العلاقات المميزة» بين بريطانيا والولايات المتحدة وأصرت على أن لندن تتصرف وكأنها تابعة لواشنطن وبررت شورت سبب تقديم استقالتها فورا بعد بدء الغزو، بأن بلير ضللها وقدم لها وعودا بأن الأمم المتحدة ستشارك في أعمال إعادة الإعمار في العراق. وكانت قد عبرت قبل بدء الحرب عن مخاوفها من فوضى ما بعد الغزو. وقالت أيضا إن بلير وعدها أيضا بأن بوش سيدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة. إلا أن الوزيرة السابقة التي لم توفر انتقادا في بلير والمقربين منه، دافعت عن رئيس الوزراء الحالي غوردن براون الذي كان يشغل منصب وزير الخزانة، ومن المتوقع أن يقدم شهادته أمام اللجنة في نهاية الشهر الحالي. وقالت شورت إن براون كان في فترة التحضير للحرب «غير سعيد ومهمش». وكانت شورت قال لهيئة الإذاعة البريطانية أمس، إن براون كان خائفا على منصبه، وأنه كان متأكدا من أن بلير سيجري تعديلات في حكومته بعد الحرب وأنه كان متخوفا من أن يأخذ منه حقيبة الخزانة. وأضافت: «لم يكن يؤيد الحرب، ولا يعارضها، كان مشغولا بأمور أخرى». وتعرض براون لضغوط كثيرة من المعارضة لكي يوافق على المثول أمام اللجنة قبل الانتخابات العامة المرجح إجراؤها في 6 مايو (أيار)، بعد أن كان السير جون شيلكوت الذي يرأس اللجنة قد أعلن أن مثول براون سيتم تأجيله لما بعد الانتخابات كي لا يؤثر على النتائج. إلا أن براون رضخ في ما بعد وقبل بإعطاء شهادته قبل الانتخابات.