هنية يدعو واشنطن إلى فتح حوار مع حماس

المصالحة الفلسطينية تنتظر التوافق مع مصر على ملاحظات الحركة

TT

دعا إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال أمس الإدارة الأميركية إلى سلوك «طريق الحوار» مع حركته التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية.

وقال هنية، القيادي البارز في حركة حماس، في مقابلة خاصة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن الحركة «مستعدة للحوار مع كل الأطراف الإقليمية والدولية بما في ذلك الإدارة الأميركية و(اللجنة الدولية) الرباعية» مضيفا «ليست لدينا مشكلة في ذلك».

وتابع هنية «عليهم أن يبحثوا عن طريق آخر هو طريق الحوار مع هذه الحكومة ومع حركة حماس».

وتضع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حركة حماس على لائحة المنظمات الإرهابية. وتسيطر حركة حماس منذ صيف 2007 على قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي خانق.

واعتبر هنية أن معاناة قطاع غزة الحالية هي «بسبب الاحتلال والذين رفضوا الاعتراف بنتائج الانتخابات (الفلسطينية التي حصلت فيها حماس على أكثرية المجلس التشريعي) وفرضوا الحصار على الشعب الفلسطيني».

ودعا هنية إلى «إعادة النظر في هذه السياسة الفاشلة»، معتبرا أن «الهدف من فرض الحصار وشن العدوان على قطاع غزة هو كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإسقاط هذه الحكومة، لكنهم فشلوا».

وعقب هنية على الانقسام الفلسطيني الحالي بعد سيطرة حماس على القطاع بقوله «الانقسام ضار للقضية الفلسطينية، ونريد أن يكون لنا وطن واحد وشعب واحد وحكومة واحدة».

واتهم هنية الإدارة الأميركية وإسرائيل بعدم الرغبة في تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، وقال «ليس سرا أن الإدارة الأميركية وإسرائيل لا ترغبان في تحقيق المصالحة، وتمارسان الضغوط على كل الأطراف لعدم تحقيق هذه المصالحة، إلا أننا مصممون على التوصل إليها».

واعتبر هنية أن التوقيع على ورقة المصالحة ينتظر «التوافق مع الإخوة في مصر على كيفية التعامل مع ملاحظات حركة حماس بشان هذه الورقة». وشرح سبب عدم قيام حماس بالتوقيع على هذه الورقة وقال إنها «أسقطت بعض الأمور التي تم التوافق عليها، والحركة (حماس) تطالب بما تم الاتفاق عليه».

وأشار إلى أن الاتفاق تم على «تشكيل لجنة الإشراف على الانتخابات بالتشاور والتوافق بين الفصائل، قبل أن يصدر مرسوم من الرئيس محمود بتشكيلها، إلا أن الورقة نصت على التشاور وأسقطت كلمة التوافق، وحماس تقول (ضعوا كلمة التوافق)».

واعتبر أن «مطالب حماس ليست تعجيزية»، مؤكدا أن «الاتصالات مع مصر لم تنقطع، وأنا وجهت رسالة للرئيس حسني مبارك، وهناك ردود تأتي عبر القنوات التي يتصل عبرها الإخوان (حماس) بالمخابرات المصرية».

ويعود الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس إلى حزيران (يونيو) 2007، حين سيطرت حماس على قطاع غزة بعد مواجهات مسلحة مع ناشطي فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأعلنت مصر إرجاء توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، بعدما رفضت حركة حماس توقيعه في الموعد الذي كانت حددته القاهرة وهو 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2009.

وفي خطاب ألقاه في 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، شن الرئيس المصري حسني مبارك هجوما عنيفا على حركة حماس و«قوى إقليمية وعربية»، معتبرا أنها «تقوم بحملات مكشوفة ضد مصر».

ودعا هنية لـ«عدم الوقوع في شرك الضغوط الإسرائيلية الأميركية، ثم لا بد من احترام ما يتم التوقيع عليه».

وشدد على تمسك حركته بالانتخابات، لكنه اشترط إجراءها بعد تحقيق المصالحة. وقال هنية «نريد أن تأتي الانتخابات في سياق المصالحة وليس قبل المصالحة، نريد انتخابات لكل الوطن الفلسطيني بما فيه القدس».

وأكد هنية أن الولايات المتحدة «إذا كانت تريد الاستقرار في المنطقة فلا بد من معالجة القضية الفلسطينية، وهذا هو الطريق إلى الحل».

وحول ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط قال هنية «إذا كان هناك شعور بالألم الإنساني تجاه الجندي الإسرائيلي فإننا نأمل أن يصل هذا الألم إلى 8000 أسير فلسطيني. نحن نشجع الفصائل الفلسطينية على الاستمرار في المفاوضات للتوصل إلى صفقة تعالج هذا الموضوع»، مشيرا إلى أن الوسطاء الألمان «يعتبرون أن الإسرائيليين تراجعوا عن التفاهمات».

وشدد على «العلاقات الاستراتيجية بين الشعبين الفلسطيني والمصري» مضيفا «على الرغم من أننا نرحب بكل الجهود العربية للمصالحة.. فإننا نقول في الوقت نفسه لا غنى عن الدور المصري».

وأشار إلى أن لجنة التحقيق في الأحداث التي وقعت في رفح (الشهر الماضي) والتي شكلتها حكومته تقترب من «الوصول إلى النتائج حول الأحداث.. عبرنا (في حينه) عن أسفنا الشديد لاستشهاد الجندي المصري».

وختم هنية أنه لا يتوقع وقوع حرب إسرائيلية جديدة على غرار الحرب العام الماضي «رغم أننا لا نأمن جانب الاحتلال الإسرائيلي».