مسؤول خليجي لـ «الشرق الأوسط»: من حق دول الخليج حماية أراضيها ضد أي تهديدات محتملة

قال: إن إيران تمتلك أحدث الأسلحة الهجومية «فلماذا يحرم علينا الدفاع عن دولنا؟»

نبيل الحمر («الشرق الأوسط»)
TT

قال مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط»: إن من حق دول الخليج حماية أراضيها بالطريقة التي تضمن لها الدفاع عن شعوبها وأراضيها من أي هجوم محتمل، مستغربا ردة الفعل الإيرانية «المبالغ فيها» بشأن نشر الولايات المتحدة لأنظمة دفاع صاروخية في عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأكد نبيل بن يعقوب الحمر رئيس مجلس التنمية السياسية ومستشار ملك البحرين للشؤون الإعلامية، أنه «يحق لدول الخليج حماية أمنها من أي اعتداءات محتملة من أي دولة أو جهة كانت، وأنه لا ينبغي لأي طرف أن ينتقد سعي دول الخليج عن الدفاع عن أراضيها وهو ما تفعله كل دول العالم».

وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا أن الولايات المتحدة نصبت أنظمة دفاع صاروخي على الأرض وفي البحر في منطقة الخليج لمواجهة التهديد الإيراني، وأضاف المسؤولون: إن هذه العمليات شملت نصب منصات إطلاق لنظام باتريوت للدفاع الصاروخي على البر في الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين إضافة إلى سفن القوات البحرية المزودة بأنظمة دفاع صاروخي في منطقة البحر المتوسط.

ويقول المسؤول البحريني: «لا أعتقد أن خطوة نشر أنظمة صواريخ دفاعية يمكن أن تعتبر موقفا عدائيا كما تصوره بعض الأطراف»، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من وراء نشر هذه المنظومة «هو عملية دفاعية بحتة.. فنحن لن نضربهم (إيران) بل هو حماية لدولنا، هو منظومة دفاعية وليس منظومة هجومية، فهل أصبح ممنوعا على دول الخليج أن تحمي نفسها؟ هذا هو المبدأ الذي ننطلق منه».

ولأكثر من مرة هدد مسؤولون إيرانيون دول الخليج بأن صواريخ إيران ستصل إليهم في إذا نشبت حرب بين الولايات المتحدة وطهران، في الوقت الذي تؤكد دول مجلس التعاون الخليجي دائما أنها ضد توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، وأكدت الدول الخليجية أيضا أنها لن تسمح باستخدام أراضيها منصة لهجمات ضد طهران. وفي أغسطس (آب) الماضي قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني: «إن قواته ستكثف وجودها في خليج عدن لضرورات دفاعية، وإن صواريخ بلاده دقيقة جدا وتصيب أهدافها في أي مكان»، وهددت إيران بأنها ستغلق مضيق هرمز إذا نشبت مواجهة عسكرية بينها وبين الولايات المتحدة.

ولكن ماذا عن ردة الفعل الإيرانية تجاه منظومة الأسلحة الدفاعية؟ ولماذا هذا الهجوم الكبير عليها؟ يرد نبيل الحمر بقوله: «طهران تبالغ دائما في ردة فعلها، والغريب أنهم يملكون، كما يصرحون، أحدث الأسلحة الهجومية التي يصل مداها لدول الخليج جميعا، فلماذا يحرمون على دول الخليج الدفاع عن أراضيها.. لم يقل أحد إن هذه الأسلحة الدفاعية موجهة ضد إيران تحديدا، فلماذا اعتبرت إيران أنها المقصودة من هذه الخطوة؟».

وهاجمت إيران بشدة خطوة المنظومة الدفاعية، وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية للتلفزيون الرسمي: «ننظر لهذه الإجراءات كمؤامرة وحيلة من دول أجنبية لخلق مشاعر الخوف من إيران».

ويؤكد رئيس مجلس التنمية السياسية في البحرين أن الحكومات الخليجية مطالبة من قبل شعوبها بالدفاع عنهم وعن أراضيهم، «وليس معقولا أن يستقطب الجميع أحدث الأسلحة وعندما يأتي الدور على دول الخليج للدفاع عن أراضيها، تعتبر هذه المسألة موجهة لإيران وحدها.. لديهم أسلحة هجومية ولدينا أسلحة دفاعية ولا يمكن أن نقبل أن نبقى مكشوفين على أي طرف كان».

نبيل الحمر أيضا يشدد على رغبة دول الخليج في أن تكون هناك علاقات جوار قوية مع طهران، ويشير إلى أن دول الخليج لم تقف أي موقف عدائي مع «الجارة إيران»، لكن الحمر يشدد في نفس الوقت على أن بحث دول المنطقة عن حماية أمنها وشعوبها، ينبغي أن لا يعتبر رسالة موجهة لطهران أو غيرها، ويقول: «كل دولة في العالم لها الحق في البحث عن مصالحها وحماية أمنها، مادامت لم تعتد على الآخرين أو تسجل ضدهم مواقف عدائية، وهو الأمر الذي لم تفعله دول الخليج إطلاقا، لا ضد إيران ولا غيرها».

وبحسب قائد القوات الأميركية الوسطى، التي تدير عمليات عسكرية تمتد بين الخليج وآسيا الوسطى، فإن تسريع عملية نشر البطاريات المضادة للصواريخ يشمل نشر ثماني بطاريات بمعدل اثنتين في كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات، مضيفا أن بلاده تنشر صواريخ إيجيس الموجهة والمزودة بنظام رادار مضاد للصواريخ، التي يمكن أن تستهدف الصواريخ المتوسطة المدى، وذلك على مركبات متحركة.

ويأتي نشر هذه المنظومة الدفاعية في الوقت الذي يسود القلق منطقة الخليج من جراء الخلاف طويل الأمد، بين الغرب وطهران بشأن برنامج إيران النووي، في الوقت الذي يدعو الغرب إلى فرض جولة رابعة من عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم.

لكن الولايات المتحدة وإسرائيل لم تستبعدا القيام بعمل عسكري، إذا فشل الحل الدبلوماسي في حسم النزاع حول برنامج إيران النووي، الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى صنع قنابل.

ويسود قلق بالغ في أوساط الشارع الخليجي من احتمال حدوث مواجهة عسكرية، بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تكون منطقة الخليج العربي مسرحا لهذه المواجهة، خاصة في ظل التصريحات الإيرانية المتكررة في أن جميع الأهداف في المنطقة ستكون هدفا مشروعا للهجمات الإيرانية. والقرب الجغرافي للسواحل الخليجية العربية من نظيرتها الإيرانية، يزيد من مساحة القلق من تضرر دول الخليج المباشر من أي هجوم إيراني محتمل.