ساركوزي لولي عهد قطر: نريد علاقة استراتيجية مع الدوحة

الشيخ تميم نقل نتائج مباحثاته في طهران إلى باريس

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يصافح ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد اجتماعهما في قصر الإليزيه بباريس أمس (أ.ب)
TT

يختتم ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم زيارة رسمية من ثلاثة أيام إلى فرنسا بدعوة من الرئيس ساركوزي الذي استقبله أمس في قصر الإليزيه وعقد معه جولة مباحثات في إطار غداء عمل.

ورتبت لولي العهد القطري لقاءات مع أركان الدولة الفرنسية: رئيس الحكومة ورئيسي مجلسي الشيوخ والنواب، ووزراء الداخلية والدفاع والتعليم العالي، فضلا عن لقاء وفد من هيئة أرباب العمل الفرنسيين.

وقالت مصادر رئاسية فرنسية عقب لقاء الإليزيه ظهر أمس إن الرئيس ساركوزي شدد على حرصه على بناء «علاقة شراكة» استراتيجية وسياسية واقتصادية مع بلدان الخليج من أجل أمن واستقرار المنطقة. وبخصوص قطر، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن التعاون القائم بين الدوحة وباريس «يتخطى الإطار الاقتصادي» ويهدف إلى أن يكون «علاقة استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى». وتوافق الجانبان في الرأي حول ضرورة قيام «حوار سياسي» بينهما كما يحصل عادة بين «الحلفاء والأصدقاء».

وشكلت محادثات الإليزيه فرصة لتتناول ملف العلاقات الثنائية من جهة والمواضيع الإقليمية الخليجية والشرق أوسطية من جهة أخرى بما فيها لبنان والعلاقة الفرنسية السورية المتجددة ودور قطر فيها والملف النووي الإيراني والسودان والوساطة القطرية في دارفور.

ونقلت المصادر الرئاسية أن وجود فرنسا في منطقة الخليج حيث ترتبط باتفاقيات دفاعية مع العديد منها كما لها قاعدة بحرية - جوية في أبوظبي يهدف إلى «الوقوف إلى جانب الحلفاء وتوفير الاستقرار في منطقة تهم العالم كله».

ولم يناقش ساركوزي مع الشيخ تميم تفاصيل العقود الدفاعية بين الجانبين المفترض أن تكون قد تم تداولها مع وزير الدفاع هيرفيه موران، علما بأن قطر زبون رئيسي للصناعات الدفاعية الفرنسية. وبالمقابل، قال ساركوزي إنه «لا يريد علاقة بائع بشارٍ بل علاقة شراكة تفضي إلى تبادل المعرفة والمهارات والتكنولوجيات» مضيفا أن باريس «ملتزمة» بذلك.

وعرض ولي العهد القطري نتائج زيارته إلى طهران التي غادرها إلى باريس. ولم تكشف مصادر الإليزيه ما إذا نقل رسائل إيرانية إلى باريس. لكن المصادر الفرنسية قالت إن ساركوزي اعتبر أن كل جهة «قادرة على طريقتها في المساهمة بإقناع إيران باحترام تعهداتها الدولية وأن ثمة تكاملا بين الدوحة وباريس». وترى فرنسا أن البرنامج النووي الإيراني «مصدر قلق» لدول الخليج قبل غيرها. وقالت الخارجية الفرنسية إن الزيارة يمكن أن تسهم في تعميق علاقات الصداقة والثقة بين البلدين وأنها فرصة لتناول الملفات الأساسية ومن بينها الأمن والدفاع فضلا عن الاقتصاد والتعليم والتعاون العلمي والثقافي. وفي ملف الشرق الأوسط والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، تداول الطرفان في المساعدة التي يمكن لفرنسا أن توفرها من أجل دعم الجهود القطرية وإعادة إحياء الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي. واتفق الجانبان على اعتبار تعاونهما بخصوص لبنان وأيضا بخصوص الانفتاح الفرنسي على دمشق بتشجيع من قطر كمثال على التعاون «الناجح» بينهما. وتوفر باريس الدعم لقطر في وساطتها في دارفور بين الحكومة السودانية والفصائل المقاتلة من جهة وبين الفصائل نفسها من جهة أخرى. وقلد ساركوزي الشيخ تميم الوشاح الأكبر لجوقة الشرف. وزيارته إلى باريس هي الثانية الرسمية التي يقوم بها.