«14 آذار» تدعو اللبنانيين إلى مشاركة كثيفة في ذكرى الحريري

قيادي في «المستقبل»: العلاقة بينها وبين جنبلاط وصلت إلى الخصومة

TT

دعت قوى «14 آذار» جمهورها إلى المشاركة بكثافة في إحياء ذكرى الرئيس الراحل رفيق الحريري في وسط بيروت في 14 فبراير (شباط) الجاري. وحضت الأمانة العامة لـ«14 آذار» اللبنانيين كافة على أن «يجعلوا بحضورهم إلى ساحة الشهداء يوم 14 شباط هذا العام كما في السنوات الأربع الماضية يوم التصميم على رفض محاولات النيل من إنجازاتهم في انتفاضة الاستقلال، وعلى التشبّث بالقيم والأهداف التي جسّدها الشهداء، وعلى رفضٍ لكل الاستهدافات السياسية والمعنوية التي تسعى إلى إسقاط النتائج التي حققوها في الانتخابات النيابية الأخيرة، والنيل من صمودهم وعزيمتهم ومعنوياتهم في العبور إلى الدولة المؤسّسة على الشراكة المسيحية - الإسلامية، بعيدا عن المحاولات المتكررة للالتفاف على اتفاق الطائف والدستور اللبناني بتفسيرات واجتهادات فئوية». وتوصلت أمس «النقاشات» عبر وسائل الإعلام حول شكل إحياء الذكرى التي اتخذت في سنوات الأزمة طابعا أكثر حدة، تبعا للوضع السياسي القائم آنذاك، التي تحاول قوى الأقلية البرلمانية السعي لخفض سقفها السياسي تبعا لأجواء المصالحات القائمة.

ورأى نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري المقرب من رئيس الحكومة سعد الحريري أنه «من الممكن أن تتغير اللهجة والوجوه بعض الأحيان، وهناك أشخاص ينضمون أو يغادرون، إنما تبقى الثوابت والمبادئ هي نفسها ثوابت الأغلبية اللبنانية». وأضاف: «أنا متأكد أن الناس سيكونون موجودين في الساحة، وليسوا بحاجة إلى دعوة مني أو من غيري للنزول، لأنهم يعتبرون أن المواضيع التي نزلوا على أساسها في السابق ما زالت في صلب قناعاتهم وأمانيهم، فليس من اجتمع في البريستول هم من قلب الطاولة، بل الشعب اللبناني هو من قلب الطاولة وغيّر المعادلات، وأعتقد أنهم لا يزالون على ثوابتهم وقناعاتهم، وبالنسبة لهم فهذا الموضوع هو موضوع مبدئي، وأنا مقتنع أن الساحة ستمتلئ كما في السنوات السابقة». وإذ رحب مكاري برئيس مجلس النواب نبيه بري (الذي أبدى استعداده للمشاركة في الذكرى إذا كانت وطنية جامعة) وغيره للمشاركة في الذكرى، قال: «ونحن نحلم بأن يصبحوا من فريق (14 آذار)، ولكن من يريد دعوة رسمية أو يريد معرفة نوع الخطابات هو من يجد الأعذار لعدم النزول، ولكن في كل الأحوال أهلا وسهلا بهم، فالخطاب سيكون خطابا ولكن سيكون بلغة مختلفة لأنه منذ خمس سنوات كانت المصيبة في أوجها، وطريقة الأسلوب في التعاطي مختلفة عما هي عليه اليوم، ولكن في النهاية اللغة التي كانت موجودة في عام 2005 لغة المليون شخص». وأكد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن ذكرى 14 شباط ذكرى وطنية كبيرة، «وأهلا وسهلا بكل من يحب أن يشارك»، ولكنه اعتبر في الوقت عينه أن «14 شباط ليست فقط لنقرأ الفاتحة على روح رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري فقط، بل تحمل معاني كبيرة بحكم الواقع الذي نعيش فيه». واعتبر عضو تكتل «لبنان أولا» النائب محمد كبارة أن «الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا العام تكتسب معنى خاصا، نتيجة ما يقال عن تسويات إقليمية مزعومة وتحليلات تعكس رغبات البعض، توحي وكأن معرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري قد بدأت تفقد زخمها وتحولت إلى شعار سياسي يستغل من قبل البعض من أجل تحقيق غايات ومصالح سياسية ضيقة». وقال: «نحن مطالبون هذا العام وأكثر من أي عام مضى أن نشارك بكثافة بذكرى 14 شباط كي لا يتحول المترددون إلى مشككين والمشككون إلى شامتين والمتربصون إلى قتلة من جديد». وأكد أن «ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري ما كانت في يوم من الأيام إلا مناسبة وطنية».

وأكد القيادي في تيار «المستقبل» مصطفى علوش أن الخطاب في مناسبة 14 شباط سيكون على شاكلة مؤتمر البريستول الأخير، وطنيا يحمل المعاني الأساسية لـ«14 آذار». وكشف علوش عن «طلب الرئيس الحريري من المحيطين ترك العلاقة مع جنبلاط للعلاقة الشخصية بينهما، وأنا شخصيا أفضل في هذه المرحلة أن لا يشارك وليد جنبلاط في ذكرى 14 شباط، ورأيي هذا لا يعكس ما يرغب فيه الرئيس الحريري ولا قيادة تيار المستقبل». وأضاف علوش: «العلاقة بين جنبلاط و(14 آذار) وصلت إلى مرحلة الخصومة، وهذه المناسبة في فحواها هي ملك لـ(14 آذار)».