بائع ملابس عسكرية في بغداد لـ«الشرق الأوسط»: مستمر بخياطتها وبيعها لمن يريد

وزارة الداخلية: أردنا سد ثغرة أمنية يستغلها المسلحون.. والمخالفون سيحاسبون

خيّاطان يفصلان ملابس في محل لبيع الملابس العسكرية في بغداد (أ.ف.ب)
TT

على الرغم من التعليمات التي أصدرتها وزارة الداخلية العراقية بتحجيم عمل محلات بيع الملابس العسكرية في محاولة لتضييق دائرة المستخدمين لها من قبل مجموعات مسلحة تنفذ عملياتها بهذه الملابس، فإن «أبو علاء»، صاحب أحد المحال الشهيرة لبيع هذه الملابس في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد، مستمر بخياطة هذه الملابس وبيعها لمن يريدها، لكنه قال أيضا «أحاول أن أتبع التعليمات الصادرة من وزارة الداخلية بضرورة استحصال رخصة العمل من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والحصول على موافقة العمل من وكالة المعلومات والتحقيقات الوطنية في وزارة الداخلية».

وأضاف أبو علاء «لـ«الشرق الأوسط» أن بعض المستفيدين من هذه الملابس من دوائر معينة يأتون إليه بكتاب رسمي وبعض الأشخاص لا يفعل ذلك، مؤكدا أن المخصص له من الملابس لم يكن ضمن قياساته فهو إما أن يكون طويلا جدا أو أنه بدين بعض الشيء. وأصدرت وزارة الداخلية العراقية في التاسع عشر من الشهر الجاري تعليمات إلى أصحاب المحال المنتشرة في عدة مناطق من بغداد وخصوصا منطقة الباب الشرقي وبعض المحافظات العراقية ممن يبيعون هذه الملابس وألزمت الوزارة أصحاب المحال باستحصال إجازة ممارسة مهنة الخياطة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وحصول الموافقة الأمنية من وكالة المعلومات والتحقيقات الوطنية والالتزام بالتعليمات التي تصدرها وزارة الداخلية لتنظيم عمل هذه المحلات وأسلوب التعامل مع الجهات المستفيدة من الملابس.

وأكد علاء الطائي المستشار الإعلامي لوزارة الداخلية العراقية أن هذه التعليمات صدرت لإغلاق بعض الثغرات التي تمكنت من خلالها المجاميع المسلحة من النفاذ إليها عبر شرائها لملابس الشرطة والجيش وارتدائها وتنفيذ بعض العمليات باسم القوات الأمنية، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أصحاب المحال وخصوصا في منطقة الباب الشرقي استجابوا للتعليمات ونفذوها لكنه لمح إلى أن بعض المحال ما زالت لم تحصل على الموافقات المطلوبة وهذا ما سيعرضها لمحاسبة القضاء العراقي.

وتنتشر محال بيع الملابس العسكرية بشكل لافت للنظر في مناطق الباب الشرقي ومنطقة العلاوي وتبيع كذلك تجهيزات أخرى كالدروع الواقية من الرصاص وحافظات الأسلحة النارية الخفيفة والخوذ.

ويؤكد أحد ممارسي مهنة الخياطة لهذه الملابس، وهو رجل كبير في السن، أنه كان يقوم بخياطة الملابس العسكرية منذ الزمن السابق وكان بعض الجنود يأتون إليه لتصليح ملابسهم أو تضييقها أو توسيعها، مؤكدا أن الملابس العسكرية القديمة كانت تخضع للكي والترتيب أكثر من الآن حيث إن القائد العسكري يدقق في ملابس جنوده بشكل كبير لكنه الآن لا يلتفت كثيرا إلى هذا الجانب.

صلاح من زاوية محله الصغير في منطقة العلاوي يراقب الأحداث اليومية عن كثب كما يقوم بخياطة بدلة عسكرية واحدة على الأقل ويؤكد أن غالبية زبائنه من المتطوعين للجيش وهم صغار السن ويحاولون الظهور بأجمل شكل، إضافة إلى أن البعض منهم يأتي ببدلته التي تسلمها من الوحدة التي ينتمي لها ليقوم بترتيبها بشكل أفضل. ويضيف أن غالبية من يأتونه هم من الطبقة الفقيرة ويحاولون أن يجعلوا ثمن التصليح أو الخياطة أقل ما يمكن حتى لا يؤثر على مرتبهم الذي يصل إلى 500 ألف دينار عراقي (نحو 450 دولارا أميركيا).