مرشح مستقل للرئاسة في السودان: نحتاج إلى معجزة ليبقى الجنوب ضمن حدودنا

كامل إدريس لـ الشرق الاوسط»: أتعهد بحل مشكلة دارفور في الـ100 يوم الأولى

د. كامل إدريس
TT

شدد الدكتور كامل إدريس، المرشح المستقل ضمن 4 مرشحين مستقلين للسباق الرئاسي في الانتخابات السودانية، المقرر لها أبريل (نيسان) المقبل، في حوار مع الـ«الشرق الأوسط» على أنه ترشح للفوز بمقعد الرئاسة والقيادة والريادة. وتعهد إدريس الذي يقترب من الستين عاما بأنه إذا ما فاز بالرئاسة سيحل مشكلة دارفور في الـ100 يوم الأولى من حكمه.

وقال إدريس إن «إطفاء الحرائق في دارفور أولى أولياته» الانتخابية. وكشف إدريس، وهو المدير العام السابق للمنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو»، وأمينها العام السابق، أنه من مقعد الرئاسة سيشن الحرب على الجبايات في البلاد، وقال «إنها أثقلت كاهل المواطن ولم تغن الحكومة». وحدد إدريس شعاره الرئاسي بـ«إنسان السودان قبل كل شيء».

يحمل إدريس درجة بكالوريوس فلسفة، جامعة القاهرة (القسم الأول بمرتبة الشرف)، وليسانس حقوق، جامعة الخرطوم (مرتبة الشرف)، وماجستير شؤون دولية، جامعة أوهايو، الولايات المتحدة الأميركية (المرتبة الأولى)، ودكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية، جامعة جنيف (بامتياز)، وموضوعها «دراسة حول المعاهدة المنشئة لمنطقة التجارة التفضيلية». وحسب إدريس فإن انفصال الجنوب بات حتميا، «وكي يحدث العكس يحتاج الأمر إلى معجزة عبر مشاريع عملية للجنوبيين في الجنوب والشمال، بعيدا عن الحديث المتكرر عن الوحدة الجاذبة». وحدد أنه يراهن على الصامتين من أبناء الشعب، والصامتين المغلوبين على أمرهم في الأحزاب والشباب والقطاعات الضعيفة. وكشف أنه قصد بالترشح تحت مظلة الاستقلالية توسيع فكرة الانتماء، والابتعاد عن الممارسة السياسية القائمة على «الغمز واللمز الحزبي» وفيما يلي تفاصيل الحوار..

* كيف ومتى فكرتم في خوض السباق لانتخابات الرئاسة؟

- اعتمدت الفكرة منذ أكثر من عامين، وقلت في نفسي إذا لم تحل الأزمة في إقليم دارفور حتى قدوم الانتخابات، فسوف أخوض الانتخابات الرئاسية من أجل إطفاء النار في دارفور. هي بالنسبة لي أولى الأوليات.

* ثم ماذا في قائمة الأوليات؟

- شعاري كما تعلم، هو «إنسان السودان قبل كل شيء».

* ولكن هذا الشعار هو شعار يردده أي مرشح، سواء كان رئاسيا أو للمستويات الانتخابية الأخرى؟! - نعم، يرددونه.. هذا صحيح.. ولكن دون مشاريع محددة وأوليات محددة.. أنا حددت أنني في حال فوزي سأطفئ حريق دارفور.. وسأبدأ بتعويض النازحين ثم توطينهم، كأولوية مبدئية، ثم أنتقل إلى الحلول، حيث أبدأ برفع الطوارئ عن الإقليم.. وسأشن الحرب على الجبايات وعلى الضرائب العشوائية التي تسود البلاد.. الجبايات أثقلت كاهل المواطن السوداني، كما أنها لم تغن الحكومة.. هذه الجبايات التي نراها تسهم في تردي معيشة المواطن حتى وصل إلى درجة تحت خط الفقر. السودان منذ استقلاله وحتى الآن بلا دستور دائم ولا بد من العمل في هذا الاتجاه ليكون في السودان خلال أعوام قليلة دستور، وفي الأعوام القليلة ذاتها، خلال 10 أعوام على الأكثر، يتحول من دولة فقيرة في عالم ثالث إلى دولة قوية.

* وهل هذا يكفي برنامجا للحكم؟

- لا.. أنا لدي برنامج مكتوب على موقعي، وسينشر على ناطق واسع.. سأركز على قضايا الشباب، والمعاقين، والعطالة، وكل القطاعات الضعيفة، حتى لا أقول مهمشة، لأنهم كلهم يرددون هذه الكلمة. البرنامج يرتكز على ضرورة بناء دولة الحكم الراشد والشفافية في كل خطوة في الدولة.. ومحاربة الفساد.. لأن السودان حسب تقرير المراجع العام السوداني ومنظمة الفساد الدولية فيه نسبة كبيرة من الفساد.. لا بد من إتاحة الفرصة للسلطة الرابعة للتحقيق بحرية في قضايا الفساد.

* هل واجهتكم صعوبات تذكر في عملية توفير شروط الترشيح خلال الفترة الماضية؟

- نعم حصلت ضغوط من جهات كثيرة.. ولكن هناك إصرارا من جهات كثيرة على المضي قدما في اتجاه الترشيح.. حتى من شرائح داخل القوى السياسية.

* من أين تبدأ تنفيذ أولوياتك في حال الفوز؟

- نريد في الـ100 يوم الأولى أن نحل القضايا العاجلة.. سنحل الأزمة في دارفور في هذه الأيام، ومعها بالتزامن التوجه إلى حل قضايا إنسان السودان.. ومن مشاغلي العمل على إنهاء الأسباب التي أتت بالقوات الدولية إلى بلادنا، فهي أتت لحماية السودانيين بعضهم من بعض، وسأعمل على إزالة هذه الأسباب.

* وما هي رؤيتكم لما يدور من جدل حول انفصال الجنوب عن شماله في الاستفتاء الشعبي المقرر له عام 2011؟

- شبح الانفصال يملأ الساحة.. يلوح بقوة.. وبات الأمر حتميا إلا إذا حصلت معجزة، ولن تحدث المعجزة إلا بتوفير فرص الوحدة الحقيقية للجنوبيين، وليس مجرد الحديث عن الوحدة الجاذبة، كما يردد الآن.. لا بد من مشاريع تنموية مباشرة لسكان الجنوب، ولا بد من حل عاجل لمشاكل الجنوبيين في الشمال.. لا بد من التحرك العملي في اتجاه كل الأسباب التي تجعل الجنوبي يتوجه نحو الانفصال في الاستفتاء، لا بد من التحدث عنها بشفافية حتى نجعله يتوجه نحو الوحدة..الحديث النظري عن الوحدة الجاذبة لن يحقق شيئا.

* المرشحون الحزبيون يراهنون على قواعدهم الحزبية في تحقيق الفوز في الانتخابات، على من يراهن كامل إدريس في هذا السباق الذي يتنافس فيه 13 مرشحا للرئاسة؟

- أنا أراهن على ضمير الأمة السودانية..هناك القوى الصامتة من خارج الأحزاب، وهناك الشباب، والقطاعات الأخرى غير المنضوية تحت عضوية الأحزاب، في دارفور والنيل الأزرق والجزيرة وغيرها من مناطق السودان التي لم تصبها التنمية في السابق.. ظللنا منذ الاستقلال نعمل بعشوائية مع قضايا الناس والتنمية..وعليه نحن نحتاج إلى تقويم وإلى منهج جديد في تناول أمور الإنسان السوداني.

* ألا ترى أن الوقت مبكر لخوض المستقلين سباقا انتخابيا رئاسيا أو غيره في بلد حتى الآن يرى محللون أنه موزع بين ولاءات إما حزبية أو قبيلة أو عائلية، أو على هذا النحو؟

- نعم هذا الكلام صحيح.. ولكن كلمة مستقل التي نترشح تحتها قصدنا منها إعطاء مساحة من الحيدة في التفكير السياسي والولاء السياسي.. الغرض منها توسيع فكرة الولاءات السياسية، والارتفاع بفكرة الانتماء السياسي من هذه الممارسة الضيقة للعمل السياسي، والارتفاع بها من خانة الغمز واللمز الحزبي الضيق، إلى رحاب السودان الواسع الذي يحتوي الجميع ويعترف بالجميع. نحو 40% من الذين زكونا للترشيح هم قوى صامتة في السودان وشرائح صامتة مغلوبة على أمرها داخل الأحزاب.. هؤلاء يفكرون بطريقة ذكية، يحتاجون إلى طريق آخر لفهم السودان والممارسة السياسية والتعامل مع قضاياه.

* من أين أتيتم بالتمويل لهذا السباق الرئاسي، وهو مكلف، حسب قانون الانتخابات؟

- التمويل شخصي.. كما بدأنا منذ الآن حملة تبرعات فتحنا الباب لها عبر موقعنا على الإنترنت.. الحساب موجود هناك، كل خطوة مالية تتم بشفافية ومراجعة رسمية.