طالبان تتبنى مسؤولية تفجير أدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين في باكستان

هولبروك: لا يوجد سر حول وجود الجنود الأميركيين في باكستان

باكستاني يحمل طفلا أصيب في الانفجار الذي تبنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليته (رويترز)
TT

قتلت قنبلة تم تفجيرها عن بعد 10 أشخاص أمس بينهم 3 عسكريين أميركيين في مهمة لتدريب القوات شبه العسكرية الباكستانية على أعمال مواجهة المتطرفين المسلحين وذلك وفقا لما قالته مصادر عسكرية باكستانية لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وتبنت حركة طالبان الباكستانية المسؤولية عن تفجير وقع أمس أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في شمال غربي البلاد وهددت بشن المزيد من الهجمات.

وقال أعظم طارق، المتحدث باسم طالبان، بالهاتف لـ«رويترز» من موقع غير معروف «سنواصل الهجمات من هذا النوع على الأميركيين». وزرعت القنبلة خارج مدرسة للبنات في شمال غربي باكستان في منطقة طهرت إلى حد كبير من مقاتلي طالبان. وقتلت ثلاثا من الطالبات في المدرسة و4 مارة وجرح حوالي 70 شخصا بما في ذلك جنديان أميركيان وضابط باكستاني برتبة كولونيل.

وقلل الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك من شأن وجود جنود أميركيين في باكستان، الأمر الذي انكشف بعد مقتل 3 من مشاة البحرية الأميركية «مارينز» وجرح اثنين آخرين في تفجير قرب المنطقة القبلية الواقعة شمال غربي باكستان والمجاورة للحدود مع أفغانستان. وعلى الرغم من تعبيره عن حزنه لمقتل الجنود الثلاثة، رفض هولبروك اعتبار الحادثة أنها دليل على وجود أميركي عسكري في باكستان أوسع مما تم الإعلان عنه سابقا، قائلا: «لا يوجد سر حول وجودهم هناك». وتحرص الإدارة الأميركية على إظهار وجود القوات ضمن الشراكة الأميركية – الباكستانية العسكرية والتبادل العسكري بين البلدين، في وقت تؤكد فيه عدم رغبتها إرسال قوات قتالية للبلاد. ووصف هولبروك الجنود بأنهم ضمن فرق «استشارية» في باكستان. ولم تعلن وزارة الدفاع الأميركية على الفور هويات الجنود المقتولين، قائلة إنها تريد إبلاغ عائلاتهم أولا ومنحهم فترة حداد قبل الإعلان عن أسماء ورتب المقتولين الثلاثة. ويذكر أن الجريحين ليسا في حالة خطرة وقد تم إسعافهما على الفور.

وقال هولبروك في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية الأميركية أمس «تم قتل 3 أميركيين بينما جرح اثنان تم نقلهما إلى إسلام آباد»، معتبرا الحادثة «مأساة ونأسف لخسارة الأرواح». وأوضح أن الجنود كانوا «في طريقهم إلى افتتاح مدرسة بنات غرب باكستان.. وحقيقة أنهم كانوا في طريقهم إلى افتتاح مدرسة يظهر ما يقوم به الأميركيون حول العالم، يساعدون الآخرين». وردا على سؤال حول وجود القوات الأميركية في باكستان، قال هولبروك إن الجنود كانوا في باكستان «لتدريب القوات الحدودية» الباكستانية لحماية الحدود مع أفغانستان.

وصرح هولبروك بأن التحريات الأولية للسفارة الأميركية في إسلام آباد تشير إلى أن الجنود لم يستهدفوا تحديدا في التفجير الذي نتج عن عبوة ناسفة، مضيفا: «السفير لا يعتقد أنهم استهدفوا مباشرة». وانفجرت القنبلة التي وضعت على جانب الطريق بينما كانت قافلة عسكرية في طريقها إلى مدرسة البنات التي بنيت بأموال المعونة الأميركية. ودمرت تماما السيارتين العسكريتين اللتين كان الجنود الأميركيون يستقلونهما بينما تحطمت جزئيا السيارة العسكرية الباكستانية المرافقة. وفي مشاهد أصبحت مألوفة في المعركة بين مقاتلي طالبان والدولة أخذت فتاة صغيرة محاصرة تحت أحجار جدار منهار تصرخ طلبا للمساعدة في الوقت الذي كان الناس يحاولون فيه إنقاذها. ويسلط الانفجار، الذي قالت الشرطة إنه نجم عن تفجير عبوة عن طريق التحكم عن بعد، الضوء على مرونة مقاتلي طالبان المصممين على إسقاط حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. وفجرت طالبان أسواقا ومدارس ومنشآت للجيش والشرطة على الرغم من حملات أمنية حكومية ضخمة أدت إلى تدمير بعض من قواعدها وهجمات شنتها طائرات أميركية بلا طيار وأدت إلى قتل زعمائها. والجنود الأميركيون الثلاثة جزء من وحدة صغيرة تدرب فرق الحدود الباكستانية المسؤولة عن الأمن في المناطق الشمالية الغربية قرب الحدود الأفغانية والتي تعتبر جزءا من معقل عالمي للمتشددين. وقالت السفارة الأميركية إنها «ستصدر بيانا في وقت لاحق اليوم (أمس) الأربعاء».

وقالت «رويترز» إنه بعد الهجوم الذي خلف حفرة خارج المدرسة مشى رجل عبر الدمار ممسكا بكومة من الكتب في الوقت الذي وقف فيه جنود يتفرجون. وحاول سكان بلدة تايمرجارا إنقاذ تلميذات المدارس المحاصرات تحت الأنقاض. وساعد آخرون في نقل الجرحى. وأكدت السفارة الأميركية في إسلام آباد في بيان لها أن «ثلاثة أميركيين قتلوا وأصيب اثنان بجروح، وهم عسكريون كانوا موجودين في باكستان كمدربين بدعوة من حرس الحدود الباكستاني».

وأضافت السفارة في بيانها: «كانوا يحضرون تدشين مدرسة للفتيات تم تحديثها بفضل مساعدة إنسانية أميركية». ومساء أول من أمس، أوقع هجوم للطائرات الأميركية دون طيار هو الأكبر في شمال غربي باكستان، 31 قتيلا على الأقل غالبيتهم من المتمردين بحسب الجيش الباكستاني.

وقال شهود ومسؤولون إداريون أو عسكريون إنهم أحصوا 10 طائرات دون طيار وانفجار 18 صاروخا على الأقل في الهجوم الذي تركز مساء الثلاثاء على مغاور ومعسكرات تدريب للمتمردين في محيط داتاخيل. وتلك المنطقة نائية جدا في الجبال في ولاية وزيرستان الشمالية المتاخمة لأفغانستان.

وقال مسؤول عسكري في بيشاور لوكالة الصحافة الفرنسية رافضا الكشف عن اسمه «لم تقع هجمات بهذا الحجم في السابق.