«إيساف» والقوات الأفغانية تخططان لهجوم جديد على طالبان في هلمند

معهد الدراسات الاستراتيجية: خطة التودد لمعتدلي الحركة أكثر تعقيدا مما يعتقد

TT

أعلن متحدثون باسم الجيش الأفغاني وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن جنودهم يعتزمون شن هجوم ضد معاقل طالبان في جنوب أفغانستان.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الجنرال زاهر عزمي، المتحدث باسم وزارة الدفاع إن هدف العملية الجديدة هو «فصل المدنيين المحليين عن المتمردين وحماية المدنيين وتسهيل عملية الإعمار والحكم الجيد في الأقاليم الجنوبية».

وقال إريك تريمبلاي، المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية بقيادة حلف الناتو: «إنه سوف يتم تنفيذ العملية في وسط إقليم هلمند». وأضاف بأن «من ناحية القوة سوف يشارك نحو ألف جندي أفغاني وألف جندي من رجال الشرطة الأفغان، بالإضافة إلى عدة آلاف من قوات (إيساف) في الهجوم على معقل طالبان».

وقال المسؤولون إن الهجوم الذي من المقرر أن يبدأ قريبا سوف يجبر مسلحي طالبان في المناطق غير الخاضعة للقانون في المنطقة التي يتحكمون فيها حاليا على الخروج.

وشهد إقليم هلمند، الذي ينتج أكثر من نصف الأفيون في البلاد ويتمركز فيه نحو 10 آلاف جندي من القوات البريطانية، قتالا مكثفا بين المتمردين والقوات الدولية العام الماضي. ويأتي الإعلان عن الهجوم المقرر في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الأميركية لإرسال 30 ألف جندي إضافي لأفغانستان هذا الصيف بالإضافة إلى نحو 70 ألف جندي متمركزين هناك بالفعل.

ومن المقرر أن ترسل الدول الأخرى الأعضاء في «الناتو» أكثر من 7000 جندي إضافي هذا العام ليرتفع بذلك عدد جنود القوات الدولية هناك إلى 140 ألف جندي بحلول الصيف المقبل.

والهجوم المعتزم يعقب المؤتمر الذي عقد بشأن أفغنستان في لندن الأسبوع الماضي، حيث صدقت دول «الناتو» على خطة مصالحة جديدة قدمتها الحكومة الأفغانية. وتنص المبادرة الجديدة على توفير الحماية والوظائف وتقديم حوافز اقتصادية لمقاتلي طالبان مقابل تخليهم عن العنف.

وقال مسؤولو «الناتو» إن المتمردين الذين وسعوا سيطرتهم على مناطق أكبر في البلاد خلال الأعوام الماضية لن يقبلوا بعروض الحكومة الأفغانية حتى تكون لقوات «الناتو» السيطرة على أرض المعركة. وفي لندن حذر محللون عسكريون، أمس، من أن الاستراتيجية الرامية للتوصل إلى «سلام تفاوضي» من خلال التودد للعناصر المعتدلة في حركة طالبان المسلحة هي موضع ترحيب، لكن قد يتبين أنها أكثر تعقيدا مما يعتقد. وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقييمه السنوي للقدرات العسكرية العالمية الذي حمل عنوان «التوازن العسكري لعام 2010» إن «التمرد الأفغاني أمر معقد».

وذكر المعهد أن الخطة التي تمت الموافقة عليها في المؤتمر الذي عقد الأسبوع الماضي بشأن أفغانستان في لندن وتتضمن تخصيص تمويل لإعادة دمج مقاتلي طالبان الذين وضعوا أسلحتهم بالفعل إنما يلزم تطبيقها في سياق «تعاون إقليمي متجدد».

وأشار التقرير إلى أن «المسلحين الموجودين أكثر بكثير من قدرة (إيساف) (قوة المساعدة الأمنية الدولية) على قتلهم بأي حال من الأحوال». كما أكد التقرير أن صلات طالبان مع «القاعدة» أو الجماعات التابعة لها «متباينة تباينا كبيرا» وتجعل تقييمها من «وجهة نظر مكافحة الإرهاب الضيقة» أمرا صعبا. وأشار إلى أنه «علاوة على ذلك، فإن الإغلاق الفعال للحدود مع باكستان... يتطلب نوعا من التعاون مع باكستان، وهو ما لم يتحقق بعد». وأضاف التقرير أن الصورة «تتعقد أكثر جراء القلق الهندي» من حكمة السعي للتمييز بين «السيئ»، ومن «يمكن التصالح معهم على الأرجح» من مقاتلي طالبان.