تزايدت الانتقادات الغربية تجاه صفقة يجري الحديث عنها بشأن عزم فرنسا بيع نسخة من حاملاتها للطائرات المروحية «ميسترال» إلى روسيا بنحو 750 مليون دولار. وفي حال تمت الصفقة التي قيل إن وزارة الدفاع الفرنسية تتفاوض بشأنها، فإنها ستكون أول تحرك لروسيا لشراء أسلحة كبيرة ومتطورة، من الخارج، في تاريخها المعاصر.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» أمس إن إيكا تكيشيلاشفيلي، رئيس مجلس الأمن القومي الجورجي، قال أول من أمس إن حكومة بلاده قد احتجت على الصفقة المرتقبة على اعتبار أنها تعطي إشارة على قبول الغرب للحضور الروسي في الأراضي الجورجية، وترفع الضغط العسكري الروسي على المناطق المجاورة. وأشارت الصحيفة إلى أن ستة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي كانوا كتبوا رسالة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى السفير الفرنسي في واشنطن بيير فيمون، محتجين فيها على الصفقة «غير المناسبة»، وقالوا إنها ستعني في حال تمت أن فرنسا توافق على السلوك الروسي «العدواني وغير الشرعي». وذكّرت الرسالة برفض روسيا الاستجابة إلى شروط الهدنة التي تفاوض بشأنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في صيف عام 2008، لإنهاء الحرب القصيرة الأمد مع جورجيا.
يشار إلى أن حاملة المروحيات الفرنسية «ميسترال» تبلغ حمولتها 21 طنا، وطولها الأقصى 210 أمتار، وتحمل على متنها قوات إنزال يصل عددها إلى 450 فردا أو 900 فرد لمدة قصيرة. ويمكنها أن تتسع لست مروحيات على مدرج الإقلاع في آن واحد.
وكان قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فلاديمير فيسوتسكي، قال في الآونة الأخيرة إن حاملة المروحيات «ميسترال» ستكون إضافة، مرحبا بها للأسطول الروسي المتهالك. وأضاف أن القوات الروسية كانت ستهزم جورجيا في حرب 2008 «في غضون 40 دقيقة» لو كانت تتوافر على «ميسترال».
وقال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين للصحافيين، خلال زيارته إلى باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «أستطيع أن أؤكد لكم أننا إذا اشترينا هذا السلاح فإننا سنستخدمه متى اعتبر ضروريا». وبدورها، اعتبرت الحكومة الفرنسية أن الصفقة المقترحة تعد أمرا منطقيا بالنظر إلى تصريحات حلف شمال الأطلسي المتكررة للعمل مع روسيا كشريك وليس عدوا. وقال فيمون خلال زيارة بوتين إلى باريس إن رفض إتمام الصفقة «سيعني تضاربا في تصريحاتنا» تجاه العمل مع روسيا كشريك.