«خطأ» حول ذوبان ثلوج الهيمالايا.. يثير زوبعة علمية حول العالم

رئيس لجنة التغيرات المناخية يؤكد أنه لا يقلل من أدلة التسخين الحراري في الأرض

راجندرا باشاوري
TT

في جو من الاتهامات المتبادلة بين أنصار ومعارضي نظرية التأثير الضار للتغيرات المناخية على كوكب الأرض، اعترف راجندرا باشاوري رئيس اللجنة الدولية حول التغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة أمس، بوجود ثغرات في تقارير اللجنة حول مدى التغيرات التي تقود إلى ظاهرة الاحتباس الحراري في الأرض، والادعاء بذوبان ثلوج الهيمالايا في نحو ربع قرن، وأبدى أسفه لذلك، إلا أنه رفض الاعتذار شخصيا بسببها، وأشار إلى الأهمية العلمية المتينة للدلائل على ازدياد شدة ظاهرة التسخين الحراري.

وتأتي تصريحات باشاوري هذه بعد الكشف عن تدخل العلماء المناصرين لنظرية الاحتباس الحراري لمنع الباحثين الآخرين الذين لا تنطبق نتائج دراساتهم مع نظريتهم، في نشر دراساتهم في المجلات العلمية، بل محاربة المجلات التي تنشر دراساتهم. ومن بين هؤلاء البروفسور فيل جونز رئيس وحدة أبحاث المناخ في جامعة إيست أنغليا البريطانية في نورويتش الذي قدم استقالته بعد أن نجح متسللون إلكترونيون في اختراق بريده الإلكتروني وكشفوا عن مراسلاته، التي طلب فيها من الباحثين معه الامتناع عن تزويد أي جهة تطلب بيانات حول أبحاث التغيرات المناخية استنادا إلى قانون «حرية المعلومات» البريطاني. وقد اعترف جونز أمس بخطئه علنا.

وقال باشاوري: إن الاعتذار عن إيراد الادعاء الكاذب بأن الأنهار الجليدية على قمم جبال الهيمالايا قد تتعرض للذوبان بحلول عام 2035 «سيكون نوعا من النفاق», وكانت هذه الفقرة قد وردت في تقرير لجنة الأمم المتحدة قدم عام 2007. وأشار في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية نشرت أمس إلى أنه «لا يعتبر نفسه مسؤولا عن كل كلمة من التقرير الحاوي على 3 آلاف صفحة». وعلق الدكتور سيد حسنين الباحث في جامعة جواهر لال نهرو في دلهي بأن هذا الادعاء لم يكن سوى «واحد من التكهنات»، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلي تلغراف». وكان تقرير اللجنة قد أشار أيضا إلى انحسار ثلوج جبال الإنديز والألب وثلوج جبال أفريقيا، بسبب الاحتباس الحراري في الأرض. وأضاف باشاوري، وهو يدافع عن مواقفه بشأن التغيرات المناخية، أنه يعترف بأن هذا الخطأ قد أضر بشكل كبير بمصداقية اللجنة الدولية حول التغيرات المناخية، الأمر الذي منح المعارضين أسلحة قوية. وقال: إن الخطأ كان منعزلا، وراجعا إلى خطأ بشري، وهو ليس من طبيعة عمل اللجنة. إلا أنه شدد أن هذا لا يقلل البتة من متانة الدلائل على تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها النشاط البشري.

ويشير مضمون الرسائل الإلكترونية التي سرقت من جامعة إيست أنغليا إلى أن باحثين بريطانيين وأميركيين ساهموا في مهمات معارضة نشر النتائج التي لا تدعم توجهاتهم. وتدور أقوى المناقشات بين العلماء حول صحة ما يسمى بالمخطط البياني لدرجات الحرارة في العالم على مدى الألف سنة المنصرمة، وهو مخطط مثير للجدل بين صفوف المعارضين والمؤيدين على السواء. ودافع باشاوري عن استخدام اللجنة التي يرأسها لدراسات «مستخلصة من مواقع رمادية» أي تلك التي لا تمتاز بالدقة العلمية الكافية والتي لا تنشر في المجلات العلمية الرصينة، مثل تقارير مجموعات الناشطين، أو تقارير الشركات، أو الدراسات الطلابية. وقال: إن اللجنة أخذت معلوماتها حول ذوبان ثلوج جبال الهيمالايا من منظمة بيئية معروفة هي «صندوق الحياة البرية».

وأضاف أنه طلب من العلماء المكلفين بإعداد التقرير المقبل للجنة بالتدقيق في مصادرهم. واختتم بالقول: إن «هذا الخطأ بخصوص جبال الهيمالايا قد كلفنا الكثير حقا.. فكل إنسان يعتقد أن اللجنة تتمسك بمعايير ذهبية وأنها لا يمكن أن تخطئ. ولكني أرجو من الناس النظر إلى اللوحة الواسعة للأمور وعدم التسرع بالتركيز على خطا منفرد». وقال: إن اللوحة الواسعة متينة ومهمة جدا لأن التغيرات المناخية تهدد كوكب الأرض فعلا.