الأسد: الإسرائيليون كالأطفال وعليهم ألا ينتظروا أن أمنحهم السلام الذي يتوقعونه

قدم نصيحة لأوباما بقبول العرض الإيراني

TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الإسرائيليين «لا يعرفون ماذا يفعلون»، ووصف القادة السياسيين الحاليين في إسرائيل بأنهم «كالأطفال يتعاركون مع بعضهم ويعبثون بالمنطقة». وأضاف الأسد في تصريحات للصحافي الأميركي سميور هيرش من مجلة «نيويوركر»، إن الإسرائيليين «لا يمكن أن يتوقعوا أني سأمنحهم السلام الذي يتوقعونه»، مضيفا أن «الشيء الوحيد الذي يستطيع حماية إسرائيل هو السلام، لا شيء آخر... ليس بمقدور أي عدد من الطائرات أو الأسلحة حماية إسرائيل».

وقال إن وقوف الأميركيين إلى جانب الإسرائيليين «هو الوضع التقليدي»، مضيفا: «نحن لا نتوقع منهم أن يكونوا حياديين في المستقبل القريب، لذا بمقدورنا التعامل مع هذا الأمر... ولكن الرؤية لا تبدو واضحة على الجانب الأميركي بشأن ما يريدون حقا أن يحدث في الشرق الأوسط».

وعن إيران، رأى أن فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، بل سيسرعه، مضيفا أن الإيرانيين بإمكانهم إثارة مشاكل للأميركيين أكثر من المشاكل التي تقدر الولايات المتحدة أن تثيرها للإيرانيين. وقال: «لو أنني أحمدي نجاد، فلن أسلم كل اليورانيوم لأنني لا أملك أي ضمانات (استجابة للإصرار الأميركي والأوروبي أنه ينبغي إرسال معظم اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب للخارج للخضوع لمزيد من التخصيب وذلك لجعله قابلا للاستخدام في مفاعل الأبحاث، لكن ليس من أجل صنع قنبلة)... لذا، فالحل الوحيد هو أنهم يستطيعون إرسال جزء لك وتعيده إليهم مخصبا، ثم يرسلون جزءا آخر». وأضاف: «النصيحة الوحيدة التي أستطيع أن أقدمها لأوباما هي قبول هذا الاقتراح الإيراني لأنه صائب وواقعي للغاية».

ووصف الأسد الأوروبيين بأنهم مثل «ساعي البريد» لصالح واشنطن، في مقاربتهم لإيران. وقال: «إن المبادرة التي يتبناها الأوروبيون الآن ليست مبادرة أوروبية بل مبادرة طرحها بوش. فالأوروبيون مثل ساعي البريد؛ يتظاهرون بأنهم ليسوا كذلك، لكنهم يشبهون ساعي البريد؛ فهم سلبيون تماما وقد أخبرتهم بذلك. لقد أخبرت الفرنسيين بذلك عندما زرت فرنسا».

وعن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال: «ورث أوباما عن بوش تركة مثقلة بالأعباء، التي لا تزال تلقي بظلالها، على المجتمعين المحلي والدولي. ولكن أوباما يجد صعوبة في كيفية التعامل معها». وأضاف: «تغير النهج الأميركي، فلم يعد هناك مزيد من الإملاءات بل مزيد من الإنصات ومزيد من الاعتراف بمشكلات أميركا حول العالم، لا سيما في أفغانستان والعراق. لكن، في الوقت نفسه، لا توجد نتائج ملموسة... ما لدينا هو فقط الخطوة الأولى».

وعن لبنان، قال الأسد: «من المحتمل أن تندلع الحرب الأهلية في لبنان في غضون أيام؛ إنها لا تحتاج أسابيع أو شهورا. من الممكن أن تحدث بين عشية وضحاها. ولا يستطيع الفرد أن يشعر بالاطمئنان بشأن أي شيء في لبنان ما لم يغيروا النظام برمته».

وأشار هيرش، نقلا عن أحد المسؤولين السوريين، إلى أن سورية «جددت خلال العام الماضي مشاركتها للمعلومات الاستخباراتية بشأن الإرهاب مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومع خدمة الاستخبارات السرية البريطانية (إم آي 6) بعد طلب من أوباما نقله جورج ميتشل، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط». وقال إن البيت الأبيض رفض التعليق على ذلك. وقال الأسد إنه وافق على فعل ذلك، ثم أضاف أنه حذر أيضا ميتشل من أنه «إذا لم يحدث شيء من الجانب الآخر – (فيما يتعلق بالتقدم السياسي) – فسنوقف ذلك».

* نص الموضوع كاملا على موقع newyorker.com