عاصفة ثلجية تغطي واشنطن.. وتصيبها بالشلل

100 مليون دولار خسائر و50 ألف منزل ومكتب من دون تيار كهربائي

تساقط الثلوج في واشنطن في ثاني عاصفة ثلجية تضرب العاصمة الأميركية هذا الشتاء (أ.ف.ب)
TT

تسببت العواصف الثلجية الشتوية التي ضربت منطقة واشنطن في إصابة الحياة بالشلل التام، أمس، نظرا إلى هبوب عاصفة هي الأقوى في نوعها، التي تشهدها المنطقة، حيث وصلت كثافة الثلوج ما بين 12 إلى 21 بوصة خلال الليل.

وأوردت الشرطة تقارير عن حدوث حالتي وفاة - أب وابنه - في فيرجينيا صدمتهما شاحنة خلال توقفهما لمساعدة راكب دراجة نارية، ومع تساقط الثلوج يتوقع أن تسارع الجرافات إلى إزالتها. وناشد المسؤولون المواطنين بالتزام مساكنهم، والابتعاد عن الطرقات حتى تتحسن الأحوال الجوية.

وحاولت شركات السفر الالتزام بهذه التعليمات، حيث أصبح السفر على الطرقات أكثر صعوبة، نتيجة للأشجار التي سقطت بفعل الرياح العاتية وغزارة الثلوج المتراكمة.

وفتحت محطات المترو، التي تشكل رافد الحياة للمواطنين، أبوابها من الساعة السابعة صباحا، لكن الخدمة كانت مقتصرة فقط على المحطات الواقعة تحت الأرض، وكان الرحلة تستغرق ثلاثين دقيقة. وتوقفت رحلات حافلات المتروباص بين الضواحي، وحذر المسؤولون المواطنين من أنه لن تكون هناك مواصلات عامة أمس. كما أشارت تارا هاميلتون، المتحدثة باسم هيئة مطار العاصمة واشنطن، إلى تعليق الرحلات الجوية في مطار ريغان الدولي، أمس، وأن نذرا يسيرا من الرحلات الدولية سيتم استقبالها في دالاس، أما مطار بالتيمور واشنطن الدولي فقد ألغيت نسبة كبيرة من رحلاته. وقال جون ليزلي، بإدارة نقل الضواحي: «هناك رسالة واحدة للمواطنين في واشنطن: (الزموا منازلكم ما لم تضطروا إلى ذلك)»، ويشمل التحذير من العاصفة غالبية المنطقة حتى العاشرة مساء. وقال مصلحة الأرصاد الوطنية: «هذه عاصفة خطيرة للغاية، يتوقع أن ينتج عنها معدلات تساقط ثلوج مرتفعة في منطقة العاصمة واشنطن». وحذرت الهيئة من أن أحوال السفر ستكون أكثر خطورة وتهدد السلامة، ومن ثم «تحث المواطنين على الالتزام بمنازلهم».

وتشير التوقعات إلى إمكان تساقط الثلوج مرة أخرى على منطقة العاصمة، حيث يتوقع أن تصل معدلات الثلوج إلى ما بين 5 إلى 8 بوصات، وتخف حدة تساقط الثلوج في فترة ما بعد الظهيرة. التعامل مع العاصفة الضخمة، التي ضربت العاصمة، اختلف عن العاصفتين الرئيستين اللتين سبقتاها هذا الموسم، فهذه المرة انهمرت الأمطار بغزارة، وكذلك تساقطت الثلوج بكثافة، فغطت الأشجار وأعمدة الكهرباء حتى قبل حلول الليل. وقد بدأت الخرائط، التي تتعقب أبراج الطاقة في فيرجينيا وميريلاند والعاصمة، في تسجيل أعطال، كما سقطت الأشجار في جنوب غرب فيرجينيا. وكان أكثر من 50.000 منزل وشركة في المنطقة القريبة من العاصمة قد قضت، أمس، من دون تيار كهربي، فيما كان عدد المنازل والشركات في فيرجينيا 33.000 وفي منطقة العاصمة ومقاطعات مونتغومري وبرنس تاون فبلغت 19.000.

وأقيمت بعض الأنشطة الرياضية العامة في الكثير من أنحاء المنطقة نظرا إلى سقوط كرات الثلج في أماكن مختلفة، وهو ما أبهج الكثيرين.

وسمحت الحكومة الاتحادية في واشنطن لموظفيها بالحصول على إجازة، لكنها فتحت أبوابها لمن اختاروا العمل. لكن من حضروا إلى العمل عادوا إلى منازلهم في وقت مبكر.

وقال جون بيري، مدير مكتب إدارة شؤون الموظفين: «أهدف إلى إخلاء المدنية بحلول الساعة الثانية بعد الظهر، وكنت أتابع بعناية وأنا في طريقي إلى المنزل الساعة 3:30 بعد الظهر للتحقق من أن المدينة خاوية».

بيري، الذي يقرر فتح مكاتب منطقة العاصمة الاتحادية أو إغلاقها، أشار إلى أنه يأمل في التوصل إلى قرار قبل اليوم حول إمكان إعادة فتح المقار الحكومية من عدمه. ويقدر المسؤولون تكلفة إغلاق المكاتب الفيدرالية في منطقة واشنطن على دافعي الضرائب بنحو 100 مليون دولار.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»