معالجات لبنانية - سورية لكلام الأسد عن ضرورة «تغيير النظام» في لبنان

«المستقبل» يرى أن ما نقل عنه «ليس دقيقا»

TT

أكدت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» وجود «جهد مشترك» لبناني - سوري لتجاوز تداعيات كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن «ضرورة تغيير النظام» في لبنان، الذي قوبل في لبنان بتجاهل تام من قبل حلفاء سورية، وعلامات استفهام من كل تيار المستقبل الذي بدا جليا أنه ينتظر «توضيحات»، فيما انتقدت القوى المسيحية في «14 آذار» كلام الأسد باعتدال واضح.

وكان الأسد قد قال في مقابلة أجراها معه الصحافي سيمور هيرش لمجلة «نيويوركر»: «من المحتمل أن تندلع الحرب الأهلية في لبنان في غضون أيام، إنها لا تحتاج أسابيع أو شهور. من الممكن أن تحدث بين عشية وضحاها. ولا يستطيع الفرد أن يشعر بالاطمئنان بشأن أي شيء في لبنان ما لم يغيروا النظام برمته».

وتوقف مصدر قيادي في تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري، عند ما نشر أمس من تعليق لمصادر سورية رفيعة على ما نسب إلى الأسد، فاعتبر المصدر القيادي في «المستقبل» أن هذا التعليق «يعبّر عن وجهة نظر مسؤولة، حيال مقاربة المسائل الإقليمية والعلاقات اللبنانية - السورية تحديدا، وهي في حد ذاتها، كافية لسحب كل سجال داخلي لبناني حول الموضوع، خصوصا لجهة تأكيد المصادر السورية، أن مقال الصحافي الأميركي، لم يتضمن تحديدا واضحا للتمييز بين كلام الرئيس الأسد وفهم هيرش للموقف السوري».

ولفت المصدر إلى أن «المصادر السورية، أوضحت أن دمشق ضد أي طائفية سياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتعايش الطوائف والمكونات، وأن النظرة السورية لهذا الموضوع واسعة وتشمل جميع دول الشرق الأوسط ولا تقتصر على لبنان أو بلد بعينه، وأن شعوب المنطقة ستشعر بكثير من الاطمئنان والاستقرار والأمان بإزالة أي عوامل طائفية وتعزيز التعايش بين جميع الطوائف والمكونات، وأن دعوة الرئيس الأسد خلال لقائه هيرش جاءت ضمن هذا السياق». واعتبر عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر أن ما فهمه البعض من كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن أن لبنان يقف على أبواب حرب أهلية «ليس دقيقا»، مشيرا إلى أن «المقصود من كلامه أن إمكانية اشتعال حرب أهلية في لبنان لا تتطلب وقتا طويلا بفعل كثرة الخلافات السياسية الداخلية». ورأى الجسر أن كلام الأسد وجهة نظر، «إلا أننا في لبنان تجاوزنا هذه الأمور، وتعلمنا من تجاربنا التي مررنا بها على كل الأصعدة رغم بعض الملفات الشائكة، على أمل التحلّي بمزيد من الوعي كي لا نقع في الحرب والتصادم الداخلي وأن لا نسمح للآخرين بذلك».

وقال عضو تكتل لبنان أولا، النائب عقاب صقر، إن النظام اللبناني بحاجة إلى بحث لتغيير الشوائب الموجودة فيه وخاصة الطائفية. وأضاف: «نقبل النقد السوري البناء ونرفض تغيير النظام بالقوة»، مشيرا إلى أن على سورية أيضا أن تقبل النقد اللبناني البناء في كثير من الأمور.

واعتبر عضو كتلة الكتائب، النائب نديم الجميل، أن كلام الرئيس السوري الأخير «خطر جدا ويعيد البلاد إلى الوراء ثلاثين سنة» داعيا إلى أخذ كلامه بحذر. كما اعتبر الجميل أن «الزيارات التي تقوم بها شخصيات لبنانية كثيرة إلى سورية غير مفيدة للدولة اللبنانية لأنها تكون من خارج إطار الدولة»، لافتا إلى أن العلاقة مع سورية ليست سليمة لا بالنسبة لسورية ولا للبنان.