تركي الفيصل يشرح ملابسات ما حدث مع أيالون في ميونيخ: نزل من المنصة واعتذر.. وقبلت اعتذاره لي وللسفير التركي

قال إن جيران إسرائيل العرب يريدون السلام لكن لا يمكنهم تحمل تصرفات تندرج في إطار السرقة

الأمير تركي الفيصل (أ.ف.ب)
TT

شرح الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية بالرياض ورئيس الاستخبارات والسفير السابق في لندن وواشنطن ملابسات ما حدث بينه وبين داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في مؤتمر ميونيخ للأمن أول من أمس عندما أثار أيالون أن الأمير تركي الفيصل رفض الجلوس معه على المنصة, وبعد ذلك اعتذر له عندما نزل عن المنصة. وشدد الأمير تركي الفيصل على عدم إخراج هذه الواقعة من إطارها أو إساءة فهمها، مؤكدا أن اعتراضاته القوية و«إدانتي للسياسة والممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تبقى كما هي دون تغيير». جاء ذلك في بيان أصدره الأمير تركي الفيصل أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه, وفي ما يلي نص البيان:

خلال مؤتمر ميونيخ للأمن المقام في ميونخ الذي افتتح (أول من) أمس، وجّه داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الكلام إلَيّ بصورة غير مباشرة بالقول: «شخص من دولة معينة تمتلك الكثير من النفط رفض أن يجلس معه في مجموعة حوار واحدة. وأن المملكة العربية السعودية بكل ثروتها لم تقدم مليما واحدا للسلطة الفلسطينية». وقد رددت عليه بأنني اعترضت على جلوسي معه في جلسة واحدة لا لأنه نائب وزير خارجية إسرائيل ولكن بسبب سلوكه الفظ مع السفير التركي في تل أبيب أحمد أوغور تشيليكو. كما أني أرفض مزاعمه بشأن دعم بلادي للسلطة الفلسطينية بتذكيره أن المملكة قدمت أكثر من 500 مليون دولار في السنوات الخمس الأخيرة إلى السلطة الفلسطينية كإجراء لسد العجز.

ثم طلب مني أيالون بعد ذلك الصعود إلى المنصة ومصافحته كدليل على عدم وجود ضغينة، وأشرت إليه بأن عليه هو أن ينزل هو إلَيّ، وعندما وقفنا وجها لوجه قال إنه يأسف على ما قاله، ورددت عليه بأني قبلت اعتذاره، ليس فقط لشخصي ولكن للسفير التركي أيضا.

كان السيناتور جوزيف ليبرمان عضو مجلس الشيوخ الأميركي معه على المنصة ورفض في بادئ الأمر اعتراضي المفترض على الجلوس مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، لكنه بعد أن سمع كلماتي قال أيضا إنه يأسف على تفسيره الخاطئ لتصرفي وامتدحني على تبريري المباشر للموقف.

لكن لا يجب أن يتم إخراج هذه الواقعة من إطارها أو إساءة فهمها، فاعتراضاتي القوية وإدانتي للسياسة والممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تبقى كما هي دون تغيير. من الواضح أن جيران إسرائيل العرب يريدون السلام، إلا أنهم لا يمكنهم تحمل تصرفات تندرج في إطار السرقة ومن ثم يجب أن لا يضغط عليهم لمكافأة إسرائيل على إعادة الأرض التي لم تكن لها في الأساس.

حتى تلبي إسرائيل نداء الرئيس الأميركي باراك أوباما بإزالة كل المستوطنات، يجب أن لا تكون إسرائيل لديها أي أوهام أنه يمكن للسعودية تقدم لها أكثر شيء تريده وهو الاعتراف الإقليمي.