خريطة المواقع النووية الإيرانية

لديها آلاف من أجهزة الطرد المركزي للتخصيب حتى مستويات مرتفعة

TT

لدى إيران آلاف من أجهزة الطرد المركزي التي تسمح لها بتخصيب اليورانيوم حتى مستويات مرتفعة تتيح الحصول على عملية انشطار نووي لأغراض مدنية أو عسكرية، وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية استندت فيه إلى خبراء. وفي حين يستخدم اليورانيوم الضعيف التخصيب، أي بين 3 و5%، كوقود لمحطات توليد الكهرباء، ينبغي تخصيب اليورانيوم حتى 90% لصنع السلاح النووي، وهذا يعني أن إيران تحتاج إلى أن يحتوي الوقود النووي على نسبة 90% من نظير اليورانيوم 235 الانشطاري.

ويتألف اليورانيوم الطبيعي بنسبة 3.99% من اليورانيوم 238، وهو نظير غير انشطاري، أما اليورانيوم الانشطاري فلا يشكل أكثر من 0.7%. ومن أجل الحصول على الوقود للمفاعلات النووية، ينبغي في البدء تحويل اليورانيوم إلى سداسي فلورايد اليورانيوم أو هكسا فلورايد اليورانيوم (يو إف 6) ثم تخصيبه في أجهزة طرد مركزي لرفع نسبة اليورانيوم 235 إلى ما بين 3 و5%.

ويقول اتيان بوشون مدير الأمن ومنع الانتشار النووي في مفوضية الطاقة الذرية في فرنسا: «إنه ينبغي تحويل هكسا فلورايد اليورانيوم إلى أكسيد اليورانيوم (يو أو 2) الذي يتم بعدها ضغطه على شكل كبسولات صغيرة يتم إدخالها في أنابيب تجمع في رزم، وتوضع داخل المفاعل». وأعلنت إيران في أبريل (نيسان) 2009 أنها تجاوزت هذه المرحلة من خلال تدشين مصنع في أصفهان حيث كانت تصنع هكسا فلورايد اليورانيوم. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية أغسطس (آب) 2009، أن إيران أنهت تركيب 8308 أجهزة طرد مركزي، أي بزيادة ألف جهاز عما كان عليه العدد في يونيو (حزيران). وفي سبتمبر (أيلول)، أعلنت إيران أن لديها جيلا جديدا من أجهزة الطرد المركزي أفضل أداء. وقال أحمدي نجاد حينها لوسائل الإعلام الأميركية إن بلاده يمكنها شراء اليورانيوم المخصب لأغراض البحث الطبي من الولايات المتحدة الأميركية. ويثير إنتاج نظائر اليورانيوم المشع لغرض البحث الطبي أو الصناعي في مفاعل البحث الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيلة في منشأة «اراك» قلقا جديا لدى الدول الغربية، إذ يمكن من خلال تعديلات بسيطة تحويله لإنتاج البلوتونيوم المستخدم لأغراض عسكرية. وفيما يلي المواقع التي تطورها أو تستخدمها إيران في إطار برنامجها النووي، والتي ستستعملها للبدء بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، حسب حصر لوكالة الصحافة الفرنسية:

* نطنز: كشف عن وجود منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز وسط إيران في 2002، وهي على الأرجح أبرز المنشآت النووية الإيرانية المعروفة، هذا المركز الخاضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يضم في الوقت الحاضر أكثر من 8 آلاف جهاز للطرد المركزي منها نحو 4600 قيد التشغيل، والمنشآت تحت الأرض في نطنز يمكن أن تضم 50 ألف جهاز طرد مركزي.

* قم: منشأة لتخصيب اليورانيوم تقع في فوردو بين مدينتي طهران وقم على بعد 100 كلم من العاصمة، كشفت إيران عن وجودها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر2009، وفي السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) بعد قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش لهذا الموقع، طلبت الدول الكبرى الست من إيران «التعليق الفوري» لأعمال البناء فيه. وبحسب مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي فإنه «موقع بديل» يقع في منطقة جبلية قرب قاعدة عسكرية بغية حمايته من أي هجوم جوي. وهذا الموقع «أصغر» من نطنز، وتفيد معلومات صحافية بأن هذا المركز يمكن أن يحتوي على 3 آلاف جهاز طرد مركزي.

* أصفهان: مصنع التحويل في أصفهان بوسط إيران وقد تمت تجربته صناعيا في 2004 وهو يسمح بتحويل «الكعكة الصفراء» (يلو كيك) أي مسحوق اليورانيوم المركز المستخرج من مناجم الصحراء الإيرانية، إلى غازات رباعي الفلورايد (تترافلورايد) وسداسي الفلورايد (هكسافلورايد)، وينبغي إدخال هذين الغازين بعد ذلك في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، وهذا الموقع يخضع بانتظام لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

* مصنع لإنتاج الوقود النووي في أصفهان، دشنت هذه المنشأة في أبريل 2009، وتملك طاقة لإنتاج 10 أطنان من الوقود النووي سنويا، ويستخدم اليورانيوم المخصب في هذا المصنع لإنتاج الوقود النووي المخصص للمفاعلات النووية.

* اراك: بناء مفاعل اراك غرب إيران الذي يعمل بالمياه الثقيلة انتهى تقريبا، وهذا المفاعل مخصص كما يعلن رسميا لإنتاج البلوتونيوم لغايات البحث الطبي، وقد سمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أغسطس الماضي بزيارة هذا المجمع الذي يضم مصنعا لإنتاج المياه الثقيلة.

* بوشهر: من المتوقع أن يبدأ تشغيل محطة بوشهر النووية في جنوب إيران في النصف الثاني من السنة الحالية 2010. وقد وقعت موسكو في 1995 اتفاقا بقيمة مليار دولار لإنهاء هذه المحطة التي بدأ الألمان ببنائها قبل الثورة الإسلامية في 1979، لكن في عام 1992 رفضت ألمانيا استئناف أشغال البناء تحت ضغط الولايات المتحدة متذرعة بخطر انتشار التكنولوجيا النووية الحساسة، ويخضع الموقع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

* طهران: تمتلك إيران مركزا للأبحاث في طهران يضم مفاعلا للأبحاث بقوة 5 ميغاواط قدمه الأميركيون قبل الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة، ويخضع هذا المفاعل كذلك لرقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

* سغند: منجم اليورانيوم في سغند بوسط إيران مع احتياطي يقدر بما بين 3 آلاف و5 آلاف طن من أكسيد اليورانيوم، يسمح لإيران بإنتاج «الكعكة الصفراء» التي تستخدم فيما بعد في مصنع التحويل في أصفهان. أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في 30 نوفمبر 2009 عن بناء 10 مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، من دون أن يحدد زمنا لانتهاء عمليات البناء ولا مكان هذه المصانع.