كرزاي يرغب في تطبيق نظام التجنيد الإجباري في أفغانستان

كابل تريد توجيه «إشارة قوية» بالهجوم في الجنوب الأفغاني

جندي أفغاني يفحص آثار التفجير الذي أودى بحياة أربعة من الشرطة الأفغانية في قندهار أمس (رويترز)
TT

قال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إنه يرغب في تطبيق نظام التجنيد الإجباري في بلاده. وأوضح كرزاي خلال المؤتمر الدولي للأمن في مدينة ميونيخ الألمانية أمس أن «أفغانستان لديها تقاليد قوية فيما يخص مسألة التجنيد الإجباري». وأضاف كرزاي أن قادة القبائل طلبوا منه أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية العودة إلى نظام التجنيد الإجباري، وقال «على الشباب في بلادنا أن يتعرفوا على المناطق المختلفة في بلادنا في مراكز تدريبية ويتعلموا بعض الشيء ثم يعودوا إلى مناطقهم». وأكد «هذه مسألة سنواصل متابعتها».

يذكر أن قوام الجيش الأفغاني حاليا يقدر بنحو 100 ألف جندي، ومن المقرر أن يرتفع بحلول عام 2011 إلى 171 ألف جندي.

إلى ذلك، قال ريتشارد هولبروك، الممثل الأميركي الخاص إلى باكستان وأفغانستان أمس، إن الولايات المتحدة لا تجري محادثات مباشرة مع متمردي طالبان في أفغانستان. وقال هولبروك أمام مؤتمر ميونيخ الأمني «دولتنا لا تجري أي محادثات مباشرة مع طالبان». وأضاف أن أي محادثات من هذا النوع يجب أن تتزامن مع نجاح عسكري.

من جهة أخرى، حذر مسؤولون بارزون من بريطانيا والولايات المتحدة أمس من أن هذا العام سيشهد قتالا عنيفا وارتفاعا في عدد القتلى في أفغانستان، قبل أن تبدو أي إيماءة للانتصار على طالبان. ومن المقرر تعزيز القوات العاملة تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان بنحو 40 ألف جندي هذا العام، في محاولة لتوجيه ضربة تعجيزية لتمرد طالبان لشل حركته. وقال السيناتور الأميركي والمرشح السابق للرئاسة الأميركية جون ماكين، خلال المؤتمر الدولي للأمن المنعقد في مدينة ميونيخ الألمانية «سنمر بعام صعب في 2010. سيسقط ضحايا. ينبغي علينا أن نخبر حلفاءنا بذلك. من المنتظر أن يكون عاما صعبا للغاية». واتفق معه في ذلك وزير الدفاع البريطاني بوب إينسورث قائلا «سيكون 2010 عاما صعبا، لكنه أيضا سيكون عاما حاسما. ينبغي أن يكون كذلك. ينبغي علينا تنبيه شعوبنا بشأن الصعوبات المقبلة. لا يمكن أن (نتركهم) يعتقدون أنه لن يكون هناك ضحايا خلال الشهور المقبلة».

وتقاتل قوات الناتو في أفغانستان منذ 8 أعوام، لكن عدد الضحايا يرتفع دون ظهور دلائل على تراجع التمرد. ومن المتوقع أن يؤدي تعزيز القوات إلى زيادة شديدة في المواجهات، حيث يتوقع أن تقوم قوات الغرب بعملية عسكرية كبيرة في إقليم هلمند خلال الأيام المقبلة. وقال إينسورث «يميل المواطنون للاعتقاد بأن هذه العمليات يمكن أن تكون خالية من المخاطر، وينبغي علينا مواجهة ذلك إذا أردنا تنفيذ العمليات بنجاح».

من ناحية أخرى، أعلن قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال أمس، أن العملية العسكرية الواسعة التي يجري التحضير لها حاليا في جنوب أفغانستان، ترمي إلى تقديم إثبات للمتمردين الإسلاميين بأن حكومة كابل «تبسط سيطرتها» على البلاد. ويحضر الآلاف من الجنود الأفغان وجنود حلف شمال الأطلسي لتنفيذ عملية واسعة في ولاية هلمند جنوب أفغانستان معقل التمرد الإسلامي الذي انطلق منذ أكثر من ثماني سنوات. وقال الجنرال الأميركي خلال مؤتمر صحافي «ستبعث هذه العملية رسالة قوية مفادها أن الحكومة الأفغانية تبسط سيطرتها أمنيا» في البلاد. وتقع مارجاه في قلب إحدى أول المناطق المنتجة للأفيون، المصدر الأساسي لتمويل تمرد طالبان. وقال الجنرال إنه «ليس أمام سكان مارجاه الذين يعيشون تحت سلطة طالبان، مع وجود مهربي المخدرات، أي خيارات». وأضاف «نحاول أن نقول لهم إنه عندما ستفرض الحكومة الأمن سيكون أمامهم خيار». وتابع «سيمكنهم اختيار ما يريدون زراعته وبيع المنتجات في الأسواق، ولن يضطروا إلى التعامل فقط مع مهربي المخدرات الذين يرغمونهم على زراعة الأفيون». وأكد الجنرال الأميركي أيضا أنه في إطار برنامج المصالحة الذي اقترحه الرئيس حميد كرزاي مع اعتماد سياسة اليد الممدودة إلى المتمردين التائبين، فإن العملية التي يتم التحضير لها لن تكون عسكرية فقط. وقال الجنرال «نحاول ألا نجعل هذه العملية عملية عسكرية فقط بل مدنية وعسكرية معا، لأن ما سيتغير ليس المستوى الأممي بل أيضا حسن الإدارة». وأضاف «بالتالي فإن مدنيين حضروا لهذه العملية بدعم من الجيش، وهي بالتأكيد عملية تقودها أفغانستان».

وفي قندهار (أفغانستان)، أعلنت الشرطة أن أربعة شرطيين قتلوا وأصيب مدنيان في انفجار قنبلة لدى مرور سيارتهم (الأحد) في قندهار كبرى مدن جنوب أفغانستان. وقال العقيد في الشرطة عبد الأحمد إن «قنبلة شديدة القوة» وضعت تحت جسر انفجرت لدى مرور سيارة الشرطة، موضحا أن «أربعة شرطيين قتلوا». وأضاف أن القنبلة فجرت بواسطة جهاز تحكم عن بعد، وهو أسلوب يحمل بصمات طالبان.

وولاية قندهار حيث نشأت حركة طالبان في التسعينات وولاية هلمند المجاورة هما أبرز معاقل التمرد. والخميس انفجرت قنبلة وأسفرت عن سقوط ستة قتلى و18 جريحا في مدينة قندهار. ويتوقع أن تشن قوات حلف شمال الأطلسي والجيش الأفغاني هجوما في الأيام المقبلة في ولاية هلمند المجاورة لقندهار.

وقال قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ماكريستال، الذي يتولى قيادة 113 ألف جندي أميركي ومن الحلف الأطلسي منتشرين في هذا البلد، الأحد للصحافيين، إن هذه العملية «ستوجه إشارة قوية مفادها أن الحكومة الأفغانية توسع سيطرتها في مجال الأمن».

والعملية المشتركة التي أطلق عليها اسم «عملية مشترك» - باللغة الدارية لأن القوات الأفغانية تنضم إلى القوات الدولية - تأتي بعد عمليتين أخريين العام الماضي في هذه المنطقة، هما بين الأكثر خطورة في أفغانستان. وفي المقابل أكد عناصر طالبان أنهم حشدوا عددا كبيرا من المقاتلين في محيط مرجة، وأكد المتحدث باسم حركة طالبان يوسف أحمدي في اتصال هاتفي من مكان بقي سريا: «إننا نسيطر على الوضع، ونحن على استعداد للقتال». وفي حين يستمر التحضير للعملية منذ أسابيع، فإن مروحيات الحلف الأطلسي ألقت بمنشورات تحذر الثمانين ألف نسمة في الوادي من هجوم وشيك. وروى حبيب الله (48 عاما) الذي فر قبل شهرين إلى لشكركاه عاصمة الولاية، أن «عناصر طالبان يوجدون بأعداد كبيرة هناك، ويتعاملون بعنف معنا، ويتهموننا بأننا جواسيس لحساب القوات الأجنبية، ويطلبون منا مواد غذائية باستمرار». وأضاف: «ويوجد أيضا أناس يعيشون هناك، ولا يزال عناصر طالبان يسيطرون على القطاع». وبينما يفر السكان، تنتظر السلطات في الولايات وصول سبعة آلاف عائلة إلى لشكركاه خصوصا. وتقع مرجة في قلب إحدى أبرز المناطق المنتجة للأفيون الذي يشكل أحد أهم مصادر التمويل لحركة تمرد طالبان. وقال الجنرال ماكريستال: «إن سكان مرجة الذين يعيشون تحت سيطرة طالبان، ومع وجود مهربي المخدرات، لا يتمتعون بخيارات كثيرة».