«ليجين أكاديمي» تقدم دروسا للأفغان في خوض الحروب

دورات تدريبية عسكرية مكثفة في قندهار

TT

عمل السيرجنت جاكوب موس على تفقد رقعة ممتدة يغطيها الغبار وتحيطها أسلاك شائكة وحواجز، ثم هتف صائحا: «هذه بغيتي».

يذكر أن موس عمل سابقا في مسابقات ركوب الثيران، وكان يحلم بافتتاح مصنع لإنتاج العصائر في كولورادو عندما انضم إلى الجيش. لكنه الآن يعكف على بناء مدرسة لمن مِن المنتظر أن يخوضوا القتال بعد رحيله عن أفغانستان.

تعرف الدورة التدريبية التي يشرف عليها موس باسم «ليجين أكاديمي» (أكاديمية الفيلق)، وهي عبارة عن دورة تدريبية تنظمها الكتيبة الثانية من الفوج الأول من لواء سترايكر الخامس المتمركز في ولاية قندهار. وترمي الدورة التي تستمر لأسبوعين إلى تعريف الجنود الأفغان وأفراد الشرطة والاستخبارات بأساسيات خوض الحروب.

في هذا الصدد أكد موس: «هذه المهمة ليست بالأمر اليسير، حيث تعتمد في جزء كبير منها على عضلات الذاكرة والأعمال المتكررة والحفظ. ولا أدري مستوى التدريب الذي حظي به هؤلاء الأفراد. إننا نعمل فحسب على البدء معهم من الأساسيات».

وقد بنى موس بالفعل منزلا للطلاب للتدريب فيه على تنظيف غرفة ما من مصادر الخطر، وتبادل إطلاق النار من مسافات قريبة. ومن المنتظر إضافة تجهيزات جديدة للتدريب على الرماية، وجزء من طريق وتزويده بمجارير وقنابل وهمية للتدريب على أشهر سلاح يجري استخدامه داخل أفغانستان.

بحلول أواخر يناير (كانون الثاني) كان موس يشارك في الدورة التدريبية الثالثة التي ضمت 22 طالبا جرى جمعهم من دوريات ونقاط تفتيش على الطرق السريعة بغرض تدريبهم، بحيث يعاودون العمل مع كتيبة موس داخل ضاحية مايواند في ولاية قندهار. والملاحظ أن المؤسسة العسكرية الأميركية تعكف على بذل جهود متسارعة لتدريب وتجهيز عشرات الآلاف من الأعضاء الجدد بقوات الأمن الأفغانية. وقد اجتذبت «ليجين أكاديمي» اهتمام القادة والوحدات الأخرى في أفغانستان. وقال جنود وضباط شرطة أفغانيون إنهم يرحبون بمثل هذه الإرشادات، واعترف الكثيرون منهم بأن الطريق لا يزال طويلا أمامهم حتى يصلوا إلى المستوى العسكري المنشود.

من جهته قال اللفتنانت كولونيل محمد نصر، الذي يعمل في ضاحية زاري المجاورة: «ليس بإمكان الجيش الوطني الأفغاني محاربة الإرهابيين بمفرده، ولا تخص هذه القضية أفغانستان وحدها، وإنما هي جزء من الإرهاب الدولي. إننا لا نتمتع بعد بالقدرة على الفوز في الحرب ضد الإرهاب داخل أفغانستان».

وعليه فإن مثل هذه البرامج، مهما بلغت ضآلة حجمها، تشكل أولوية ملحة بالنسبة للمؤسسة العسكرية الأميركية.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»