اعتقالات وتعزيزات أمنية وحظر تغطية الإعلام الأجنبي تظلل «يوم الثورة»

المعارضة الإصلاحية تتوقع خروج 3 ملايين متظاهر اليوم

TT

حظرت إيران ولأول مرة على الإعلام الغربي تغطية المسيرات التي ستجرى في شوارع طهران اليوم احتفالا بالذكرى الـ31 لقيام الثورة الإيرانية عام 1979، وجاءت خطوة حظر تغطية المسيرات على الإعلام الغربي، وسط حملة اعتقالات واسعة ضد الموالين للحركة الخضراء في إيران، وتعزيز الوجود الأمني، وذلك استباقا لمسيرات ضخمة من المعارضة الإصلاحية التي أعلن قادتها أنهم سيخرجون في الشوارع في ذكرى الثورة، مشددين على أن الثورة «ليست حكرا على تيار واحد» في البلاد.

وقال مسؤول إيراني عن تنظيم التغطية الإعلامية إنه لن يسمح للمراسلين والمصورين سوى بتغطية خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الاحتفالات التي ستجرى في ساحة ازادي (الحرية) جنوب غربي طهران، ولن تسمح لهم بتغطية المسيرات التي ستجرى في شوارع المدينة. ويشارك مئات آلاف الإيرانيين في مسيرات كل عام في طهران وغيرها من المدن الإيرانية إحياء لذكرى الإطاحة بنظام الشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة في عام 1979. ولكن ومنذ اندلاع الخلاف على إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في يونيو (حزيران) الماضي، تستغل المعارضة هذه الاحتفالات لتنظيم مسيرات مناهضة للحكومة.

وتستعد السلطات الإيرانية لمواجهة هذه الاحتجاجات، وحذرت من حملة قمع قاسية ضد المشاركين فيها. وقالت الشرطة أمس إنها اعتقلت عددا من الأشخاص كانوا يخططون لإفساد احتفالات ذكرى قيام الثورة. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن إسماعيل أحمدي، مقدم قائد الشرطة، قوله «نراقب عن كثب أنشطة حركة الفتنة، واعتقل عدد من الناس الذين كانوا يخططون لتعطيل احتفالات 11 فبراير (شباط)». ولم يقدم المزيد من التفاصيل. كما نقلت عنه وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إشارة إلى «خطط حركة الفتنة» في احتفالات اليوم، قوله «لا قلق في هذا الصدد. نحن مستعدون تماما لتنظيم حشد عظيم آمن». وقال ملمحا إلى أن قوات الأمن ستنتشر بأعداد كبيرة إن الشرطة والحرس الثوري وقوات الباسيج «جاهزة لأي حادث محتمل في 11 فبراير، ولن تسمح لأحد بخلق حالة من انعدام الأمن».

وستجرى احتفالات الثورة في شتى أنحاء إيران، لكن الاحتفال الرسمي الرئيسي سيجرى في ساحة ازادي بطهران، حيث من المتوقع أن يلقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمة أمام حشد.

ورغم إجراءات الأمن والاعتقالات والتحذيرات، حث زعماء المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي الإيرانيين على الخروج بأعداد كبيرة اليوم. وقال كروبي «لنشارك جميعنا في الاحتفال بذكرى الثورة بهدوء وحزم، لنتحل بالصبر ونبتعد عن العنف اللفظي والجسدي». فيما قال الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي إن هذه الاحتفالات «ليست ملكا لفصيل أو معسكر». وأكد موسوي من ناحيته أن المعارضة يجب أن «تكون موجودة في هذه اللحظات.. لكي تحاول التأثير على الآخرين من خلال سلوكها». وقال ردا على تحذيرات السلطات إن «النظام يسيء إلى الإسلام من خلال الاعتقالات والضرب وغيرها من وسائل المواجهة التي تمارس باسم الإسلام». وقالت مواقع المعارضة الإلكترونية إن 3 ملايين شخص من أنصار المعارضة سيتظاهرون اليوم.

إلى ذلك، قال محامي نائب وزير الداخلية الإيراني السابق الإصلاحي مصطفى تاج زاده إنه تم الحكم على موكله بالسجن خمسة أعوام لدوره في الاحتجاجات التي وقعت في أعقاب الانتخابات الرئاسية السابقة. وأكد المحامي هوشانغ أزهري التقارير الأولية التي تناقلتها مواقع المعارضة والتي ذكرت أن محكمة الاستئناف خفضت الحكم الذي قضت به محكمة أول درجة من 15 عاما إلى خمسة أعوام فقط. يذكر أن تاج زاده كان نائبا لوزير الداخلية في ظل رئاسة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وكان من أنصار زعيم الحركة الخضراء المعارضة مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية. كما أنه من الأعضاء المؤسسين لجماعة «مجاهدي الثورة الإسلامية» اليسارية.

يأتي ذلك فيما خفضت محكمة استئناف إيرانية حكما بالسجن من 15 إلى خمسة أعوام على الأميركي الإيراني كيان تاجبخش، المدان بلعب دور في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، حسبما أفاد محاميه أمس. وصرح المحامي هوشانغ أزهري لوكالة «فارس» للأنباء بأن «محكمة الاستئناف حكمت على موكلي بالسجن خمس سنوات»، دون أن يحدد التهم الموجهة إليه.

وكان تاجبخش، الخبير في التخطيط المدني، من بين آلاف اعتقلوا في المظاهرات التي جرت احتجاجا على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في 12 يونيو. وكان تاجبخش من بين عشرات جرت محاكمتهم في أغسطس (آب)، وقد حكم عليه في أكتوبر (تشرين الأول) بالسجن 15 عاما. وقالت وكالة «فارس» إنه اتهم بـ«العمل ضد الأمن والتجسس والارتباط بأجانب يعارضون النظام (الإسلامي)» وكذلك لعلاقته بمعهد «المجتمع المفتوح» التابع للملياردير الأميركي جورج سوروس.