مستشار نجاد: سمعنا من الدوحة نفيا للمعلومات حول نشر صواريخ أميركية في قطر

مسؤول خليجي لـ «الشرق الأوسط»: الصواريخ «نشرت بالفعل» في بعض دول الخليج

TT

قال اسفنديار رحيم مشائي مستشار الرئيس الإيراني في تصريحات: إنه سمع من الدوحة نفيا للمعلومات عن نشر الولايات المتحدة أنظمة مضادة للصواريخ في قطر تحسبا لأي نزاع مع إيران.

وقال مشائي للصحافيين في الدوحة بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية: «إن رئيس مجلس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أعلمنا أنه لا توجد أصلا أي درع صاروخية جديدة أقيمت أو منصات صاروخية تم نُصبها مؤخرا في هذه الدولة». وأضاف في تصريحات أدلى بها ليل الخميس – الجمعة، أن رئيس الوزراء أبلغه «بأن قطر لن تسمح بمثل هذا العمل في هذه الدولة» وأن «المسؤولين في قطر ليس لديهم أي قلق تجاه البرنامج النووي الإيراني، ولا يشكون في سلمية هذا البرنامج وهم يعتقدون أن البرنامج النووي الإيراني سلمي مائة في المائة، وهم يعتقدون بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية».

ورأى مشائي أن دول الخليج غير قلقة من رفع نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران إلى 20%. وقال وفقا للمترجم الرسمي المعتمد: «نحن لم نقم ولن نقوم بجولة في دول المنطقة لكي نخفف مما يقال عن قلقها من رفع نسبة التخصيب، لأن هذا القلق غير موجود أصلا لدى دول المنطقة». الى ذلك ابلغ مسؤولا خليجيا مطلعا «الشرق الأوسط» أمس، في تصريح مقتضب، أن الأنظمة الأميركية المضادة للصواريخ «نشرت بالفعل»، في بعض من دول المنطقة دون ان يشير الى الدول التي نشرت بها,كما انه تحفظا عن ذكر الموعد الذي نشرت فيه هذه الصواريخ. واكتفى المسؤول الخليجي بقوله: إن هذه الأنظمة عملية دفاعية بحتة ولا تربطها الدول الخليجية «بأي توجه سياسي ضد أي دولة»، في إشارة إلى إيران.

وفيما رفض مسؤولون بقوات البحرية الأميركية التحدث عن الإجراءات التي اتخذتها أميركا حيال التهديدات الإيرانية في الخليج بسبب السرية حول التحركات العسكرية، قال مسؤولون بالإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: إن الولايات المتحدة «تحركت بالفعل مع دول الخليج وحلفائها في المنطقة لردع أي هجمات قد تؤثر على الأمن والاستقرار في تلك المنطقة الحيوية من العالم»، موضحين: «إذا كان السؤال: هل المنطقة آمنة ضد الهجمات الصاروخية؟ الإجابة هي نعم». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد قالت في نهاية يوليو (تموز) الماضي: إن واشنطن سترد على أي تهديد إيراني بنشر «مظلة دفاعية تشمل دول الخليج» وذلك في إطار التعاون الدفاعي بين الطرفين. ثم نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مطلع الشهر الحالي أن الولايات المتحدة أسرعت في نشر نظام لدرع صاروخي في الخليج لمواجهة أي هجوم إيراني محتمل. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولي الإدارة الأميركية أن واشنطن نشرت قبالة السواحل الإيرانية بوارج متخصصة وصواريخ اعتراضية في أربع دول هي: قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت. وأشارت التقارير إلى نشر الإدارة الأميركية سفنا متخصصة تتمتع بأنظمة لتعقب الصواريخ وإصابتها قبالة السواحل الإيرانية، فضلا عن نشر بطاريات مضادة للصواريخ. وتملك السعودية منذ سنوات نظام «باتريوت» المضاد للصواريخ وتقدمت الإمارات في 2008 بطلب لشراء هذا النظام. أما البحرين فهي مقر الأسطول الأميركي الخامس، وتستضيف قطر على أرضها مقر قيادة القوات الأميركية الوسطى. وتحظى واشنطن أيضا بقاعدة كبيرة في الكويت.

وردت إيران في فبراير (شباط) الحالي بانتقاد الخطوة، واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لتغذية مشاعر «الخوف من إيران» أو «إيران فوبيا» في الشرق الأوسط بنشر أنظمة الدفاع الصاروخية في الخليج، مشددة على أنها تتمتع بعلاقات طيبة مع دول الجوار، وأن الوجود العسكري الأميركي المتزايد في المنطقة من شأنه أن يزيد التوتر. وقال رامين مهمانبرست المتحدث باسم الخارجية الإيرانية للتلفزيون الرسمي ساعتها: «ننظر لهذه الإجراءات باعتبارها مؤامرة وحيلة من دول أجنبية لخلق مشاعر الخوف من إيران». وانتقد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أيضا التحرك الأميركي بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية. وقال أمام البرلمان: «من الغريب أن المسؤولين الأميركيين لم يلاحظوا أن المشكلة في المنطقة هي وجودكم، وكلما نشرتم المزيد من المدفعية زاد قلق الدول المضيفة». وذكر لاريجاني أن إيران لم تهاجم أحدا من جيرانها منذ الثورة الإسلامية في 1979.

وانتقد أحمدي نجاد لدى استقباله ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 2 فبراير (شباط) الحالي السياسة الغربية في المنطقة.

وقال: «إن الدول الغربية لا تريد أن يسود الأمن في المنطقة وأن تكون العلاقات بين دول المنطقة جيدة»، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي.