نجاد: إذا اعتقد أحد أن بإمكانه إجبار الشعب الإيراني على شيء.. سيتلقى ردا على ذلك

فرنسا: من الأفضل انتظار تعاون الصين في مسألة عقوبات إيران

TT

أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن بلاده لن تتراجع فيما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل، على الرغم من تهديدات الغرب بفرض عقوبات، وقال نجاد في مقابلة أجرتها معه قناة «إن تي دبليو» التلفزيونية الروسية: «إذا اعتقد أحد أن بإمكانه استخدام وسائل اقتصادية لإجبار الشعب الإيراني على قبول فكرة ما، فإنه خاطئ وسوف يتلقى ردا على ذلك»، وتابع الرئيس نجاد حديثه قائلا: «لن نقبل أن يناقشنا الآخرون فيما علينا فعله»، وانتقد نجاد اعتزام الغرب فرض عقوبات على إيران قائلا، إن الغرب بذلك خان مبادئه «فليس من الممكن أن ينادي الغرب بمبادئ الاقتصاد الحر ثم يتشبث بعد ذلك براية العقوبات».

وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده تمتلك تقنية تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 80% وهي نسبة كافية لتصنيع قنبلة نووية، غير أنه قال إنه لن يفعل ذلك «طالما أنه ليس هناك ضرورة لذلك».

وكان نجاد أعلن، أول من أمس، أن بلاده نجحت في إنتاج أول كمية من الوقود النووي المخصب بنسبة 20%، وذلك بعد يومين من انطلاق عملية رفع التخصيب، وشدد الرئيس الإيراني في كلمته بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية، التي انطلقت عام 1979، على أن المستقبل القريب سيشهد زيادة في إنتاج إيران من الوقود النووي إلى 3 أمثال ما هو عليه الآن، ومن المقرر أن يتم تحويل اليورانيوم عالي التخصيب إلى قضبان وقود في منشأة مجاورة في أصفهان على أن يتم استخدامه في مفاعل طهران الطبي.

من ناحيته قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن إيران من بين أكبر الدول فيما يتعلق بالتكنولوجيا النووية، ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن علي أكبر صالحي «من بين الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية البالغ عددها 150 دولة، نعد نحن من بين الدول الـ15 المتقدمة في هذا المجال»، وقال صالحي: «لسنا طبعا على نفس مستوى اليابان ولكننا الدولة الأولى في العالم الإسلامي»، وأضاف «إذا كانت باكستان تملك القنبلة الذرية، فإن هذا لا يعني أنها تملك كل التقنيات النووية»، وتذكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هناك 436 مفاعلا للطاقة تعمل في 30 دولة مختلفة ولو أن عددا قليلا من هذه الدول تخصب (احتياجاتها) من اليورانيوم، ولا تعتزم إيران أن تبدأ العمل هذا العام إلا في مفاعل بوشهر للطاقة النووية الذي شيدته روسيا.

وقال صالحي، إن إيران سوف تكون قادرة في غضون شهور قليلة على تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الذي لديها إلى قضبان الوقود المطلوبة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية، موضحا أن بلاده أنتجت بنجاح أول دفعة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في غضون 48 ساعة فقط منذ بدء المشروع، وأن هذه العملية تسير بسلاسة، وتابع أن إيران لديها منشآتها الخاصة بالتخصيب بل ولديها القدرة على تصنيع المزيد من أجهزة الطرد المركزي التي ربما تحتاج إليها في المستقبل.

وعزز إعلان إيران تخصيبها اليورانيوم بنسبة 20% الاعتقاد أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيدا بين إيران والعالم وحتى في الداخل الإيراني، واعتبر المحلل الإيراني المقرب من المحافظين المعتدلين أمير محبيان أن «تعبئة الخميس لصالح النظام تعزز معارضة إيران في وجه الغربيين في الملف النووي» متوقعا أن تعتمد طهران من الآن فصاعدا «موقفا حازما» من هذه المسألة، فيما قال محلل غربي طلب عدم ذكر اسمه لـ«رويترز» «إن هذه الخطوة الجديدة في تحدي الأسرة الدولية لا يمكنها إلا أن تسرع في تشديد العقوبات الاقتصادية والسياسية وأن تؤدي إلى تزايد عزلة وإضعاف إيران»، وأضاف: «إذا لم يستغل النظام عرضه للقوة للتفاوض على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء، بل يشدد مواقفه، فإن انتصار الخميس قد لا يكون إلا فوزا من دون أفق».

إلى ذلك قال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار ارود، إن القوى الكبرى التي تناقش فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي يجب أن تتأنى قدر الإمكان حتى تكسب تأييد الصين، وقال ارود لجمع من الأكاديميين والطلاب والدبلوماسيين من جامعة كولومبيا في نيويورك «من الضروري للغاية التعاون مع الصين حتى إذا اقتضى ذلك الانتظار بعض الشيء».

ورفض أن يذكر تفاصيل بشأن المفاوضات الخاصة بفرض حزمة رابعة من العقوبات على طهران، التي تجري حاليا بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، وكانت الصين أشارت إلى أنها لا تؤيد متابعة السعي لفرض عقوبات جديدة على طهران التي تربطها ببكين روابط اقتصادية وثيقة، وقال ارود، إن روسيا والصين ساندتا من قبل 3 قرارات لمعاقبة إيران، وإنهما ملتزمتان بمواجهة البرنامج النووي لإيران، وقال: «لا أتصور الاستغناء عن الصين».

وأقر المبعوث الفرنسي أن الأعضاء الخمسة الدائمين لمجلس الأمن الدولي وألمانيا لا يتبنون دائما مواقف واحدة بشأن أفضل استراتيجية للتعامل مع إيران. وقال: «من الطبيعي أن توجد اختلافات بين الأعضاء»، وأضاف أن ما يجمعهم هو قلقهم المشترك بشأن البرنامج النووي لطهران، وأضاف «هذا القلق المشترك ما زال قائما»، وسئل ماذا سيحدث إذا لم يستطع المجتمع الدولي إقناع إيران بعدم السعي إلى اكتساب أسلحة نووية فأوضح أن إسرائيل قد تستخدم القوة.

وقال: «الفشل قد ينطوي على خطر بالغ، وهناك احتمال وقوع مواجهة عسكرية»، وأضاف المبعوث الفرنسي قوله إن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط قد ينطلق وقد ينتج عن ذلك «انهيار معاهدة منع الانتشار النووي»، وإيران عضو موقع على هذه المعاهدة، ورفض أيضا فكرة أن ترسانة إسرائيل النووية المفترضة تلعب أي دور في قرار إيران متابعة برنامج نووي سري، وقال: «إسرائيل لا صلة لها بالبرنامج النووي الإيراني»، وأضاف أن تصريحات التهديد الصادرة عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأن إسرائيل ليست سوى «ستار دخان».

وعلى صعيد متصل ضبطت السلطات الألمانية شحنة من المواد العسكرية الهامة كانت في طريقها إلى إيران، وذكرت الجمارك الألمانية أمس أن عملية تنسيق دولية كشفت النقاب عن المواد والشخص الذي أرسلها، وأكدت أن عملية الضبط نفذت في مطار كولونيا غرب ألمانيا، وأوضحت الجمارك أن الإجراءات القانونية اتخذت بحق المرسِل، دون أن ترد تفاصيل عن محتوى الشحنة أو هوية المرسِل.

وأشارت السلطات إلى أن نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شهدت انطلاقة عملية دولية شاركت فيها 18 دولة لملاحقة عمليات تصدير السلاح بشكل غير مشروع إلى إيران، وأضافت السلطات أن الجهات المختصة الدولية تابعت أكثر من 170 تحذيرا رسميا بوجود عمليات تهريب مواد عسكرية لإيران.