الأفغان يحاولون طمأنة الزعامات القبلية بشأن هجوم محتمل

كابل تتعهد بتنفيذ مشروعات تنموية في الجنوب الأفغاني

TT

مع ظهور مؤشرات على قرب شن عملية عسكرية في الأفق، التقت قيادات أفغانية، أول من أمس، بزعماء قبليين ينتمون لمدينة مارجا الجنوبية، لإطلاعهم على أن الحكومة وقوات «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) تنوي قريبا اجتثاث مقاتلي «طالبان» من المنطقة، وأن قوات الشرطة والجنود الأفغان سيبقون بالمنطقة بعد انتهاء القتال.

وأخبر حنيف أتمار، وزير الداخلية الأفغاني، مجموعة مؤلفة من نحو 350 من زعامات القبائل الرئيسة في مارجا بأن العملية العسكرية الكبرى بالمنطقة ستبدأ قريبا. وقال إنها عند انتهائها، سيجري تكليف قرابة 1000 من قوات الشرطة بمهمة المساعدة في الإبقاء على طالبان خارج المنطقة. وتعهد أتمار أيضا بأن تشرع الحكومة في تنفيذ مشروعات تنموية في المنطقة، بينها بناء طرق ومنشآت صحية.

في المقابل، أعرب الزعماء القبليون في مارجا، الذين احتشدوا داخل مكتب الحاكم في لاشكار غاه القريبة، عن تأييدهم العملية العسكرية الرامية للقضاء على وجود طالبان في مارجا، وفقا لما ذكره الكثير من الأفغان وقائد أميركي رفيع المستوى حضروا الاجتماع. وقال بعض القادة القبليين إنهم سيشاركون في جهود إقناع طالبان بالرحيل قبل اندلاع المعركة، وإخطار الجنود الأفغان والأميركيين بأماكن العبوات الناسفة المخبأة في طريقهم.

إلا أنه في الوقت الذي قال فيه قادة مارجا إنهم لا يكنون أي تعاطف مع طالبان، أبدى الكثيرون منهم تشككهم العميق في وفاء القادة الأفغانيين بوعودهم بحمايتهم من المتمردين.

في هذا السياق، أكد حاج عبد الرشيد، أحد الزعامات القبلية، أمام أتمار «نعم، نود تنفيذ هذه العملية في منطقتنا، لكن لا ترحلوا بعدها، مثلما فعلتم بالمناطق الأخرى، وتسمحوا لـ«طالبان» بالعودة. نرغب في حكومة قوية هنا. نرغب في حكومة تولي اهتماما بمارجا». من ناحية أخرى، تعهد أتمار ومسؤولون آخرون بأن تبقى القوات الأفغانية وقوات حلف الناتو بعد انتهاء العملية العسكرية. يعد هذا الاجتماع أحدث الجهود التي يبذلها الأفغان والأميركيون للإعلان عن نواياهم العسكرية مسبقا، في خطوة غير تقليدية يأملون في أن تسهم في الحفاظ على أرواح المدنيين. ويبدو أن هذا الإعلان دفع الكثير من مقاتلي «طالبان» إلى الفرار من المدينة بالفعل. من غير الواضح بعد متى ستبدأ العملية العسكرية، ولم يصرح المسؤولون الأميركيون والأفغان سوى بعزمهم الدخول إلى مارجا قريبا. من جهة أخرى، أشار أفغان محليون إلى أنه رغم فرار الكثير من مقاتلي «طالبان»، بل وبعض قادة الجماعة من المنطقة، فإن عدة مئات آخرين ينوون البقاء والقتال. كان المسؤولون الأفغان قد دعوا إلى عقد الاجتماع - الذي يعرف باسم الشورى - بهدف اجتذاب تأييد القادة المحليين للعملية المقبلة.

من ناحيتهم، أعربت القيادات القبلية أمام المسؤولين الأفغان عن شعورها بالقلق حيال سقوط قتلى مدنيين. وقال بعضهم إنه يتعين تفتيش المنازل في مارجا أثناء العملية، وإن ذلك ينبغي أن يجري من قبل أفغان فحسب. وأوضح أحد الزعماء القبليين لدى انتهاء الاجتماع أن «الناس ينتابهم خوف بالغ، خاصة حيال تعرض مدنيين للقتل». وقد رفض الإفصاح عن اسمه خشية التعرض للقتل. وأضاف «أخبرنا أعضاء طالبان بأنهم سدوا جميع الطرق بزرع ألغام في كل الطرق والممرات. وأخبرونا بأنه من الأفضل لأبناء القرى التزام منازلهم أو مغادرة المدينة». إلا أن اهتمام بعض الزعامات القبلية بدا منصبا على ما بعد العملية. ووافق زعماء القبائل أثناء الاجتماع على تشكيل مجلسين لتقديم المشورة إلى الحكومة الجديدة، بحيث يضطلع أحدهما بمهمة تقديم توصيات بشأن قضايا مثل تعيين مسؤولين محليين وأنماط ومواقع مشروعات تنموية، بينما يعاون المجلس الآخر الحكومة على إعادة دمج مقاتلي طالبان في المجتمع بمجرد انتهاء القتال. في مارجا، يتعهد الكثير من مقاتلي طالبان بخوض القتال. وقال قائد بالجماعة خلال مقابلة أجريت معه عبر الهاتف إن رجاله منهمكون في اتخاذ مواقع مناسبة استعدادا لهجوم القوات الأفغانية وقوات الناتو. علاوة على ذلك، أردف القائد، ويدعى مير أزار، بأن طالبان دفنت آلاف الألغام في طرق مارجا ورمالها. وأضاف «دائما ما يستخدم الجنود الأفغان والأجانب ممرات المشاه أثناء سيرهم وقيامهم بالدوريات. لذلك، أولينا اهتماما كبيرا لها».

* شارك موظف أفغاني لدى «نيويورك تايمز» في تقديم تقرير من لاشكار غاه بأفغانستان

* «نيويورك تايمز»