جرح جنود أميركيين في أفغانستان

القوات الأميركية والأفغانية تدعو سكان مارجا الأفغانية إلى عدم مساعدة طالبان

جندي تركي من قوات «إيساف» العاملة في أفغانستان يضع لمساته على وجه جندي أفغاني تحت التدريب في معسكر «أناضول» في العاصمة كابل (أ.ب)
TT

أصيب «عدد» من الجنود الأميركيين في انفجار وقع أمس داخل قاعدة أميركية-أفغانية مشتركة في شرق أفغانستان، كما أعلن البنتاغون. وقالت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان: إن ثلاثة جنود أميركيين أصيبوا أمس بانفجار استهدف موقعا قتاليا مشتركا مع القوات الأفغانية بولاية بكتيكا. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) هذه الأنباء في بيان رسمي، لكنها أوضحت أنه لم يتسن لها التحقق بعد ما إذا كان الانفجار ناجما عن هجوم مسلح. وأكدت القوة الدولية للمساعدة على تثبيت الأمن والاستقرار (إيساف) في بيان صدر، أمس، وقوع اشتباك مع عدد من مسلحي طالبان بأحد المنازل بولاية بكتيكا أمس، مما أسفر عن مقتل عدد من المسلحين بهذه العملية واعتقال عدد من الرجال والنساء والأطفال الذين خرجوا من المنزل المستهدف. إلى ذلك حذرت القوات الأميركية والأفغانية التي تعلن منذ أسبوعين أنها تستعد لشن هجوم على أحد معاقل طالبان في جنوب أفغانستان، الجمعة، سكان المنطقة من مساعدة مقاتلي طالبان. وأوضح الناطق باسم حاكم ولاية هلمند داود أحمدي أن منشورات وزعت على مارجا جاء فيها: «لا تأووا طالبان، امنعوهم من دخول أراضيكم، القوات قادمة لمساعدتكم، إننا نأتيكم بالسلام فانعموا بالسلام والازدهار». وتناقلت الإذاعات المحلية الرسالة.

وأفاد أحد مصوري «فرانس برس» وهو يرافق قوات المارينز الأميركية التي تشكل أكبر جزء من القوات التي تتمركز حول مارجا: إن هذه القوات تبث في ضواحي المدينة بولاية هلمند رسائل مشابهة عبر مكبرات الصوت. ومنذ أسبوعين تعلن (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي والجيش الأميركي، أنهما يستعدان لشن هجوم «وشيك» على مارجا بولاية هلمند أكبر معاقل طالبان في البلاد. ونزح ما بين 300 إلى 400 عائلة، بين ألفين وثلاثة آلاف شخص من السكان الثمانين ألفا من تلك المنطقة خلال الأيام الأخيرة حسب سلطات الولاية. وهددت طالبان أول من أمس بالرد على الهجوم بعمليات تندرج في إطار حرب عصابات واستنزاف مكنتها من تكثيف مقاومتها كثيرا خلال السنتين الماضيتين وقتل أعداد متزايدة من الجنود الأجانب. ولم تقاوم الحركة الإسلامية خلال هجمات الحلفاء السابقة في هلمند وغيرها وانسحبت إلى مناطق جبلية يستحيل اكتساحها أو اختفت وسط السكان. لكن في مارجا سيستخدم المقاتلون العبوات اليدوية الصنع والألغام والكر والفر كما توعد الناطق باسم طالبان يوسف أحمدي. وأعلن الناطق باسم حاكم الولاية «نشجع الناس أيضا على إبلاغ القوات الأفغانية بمواقع المتفجرات». وتكرر الرسائل التي تذيعها مكبرات الصوت باستمرار، أن القوات الحليفة ستأتي لتخلص مرجا من «الإرهابيين». وتمكن عبد الصمد، وهو من سكان مارجا بشق الأنفس، من إخراج أفراد عائلته الثلاثة عشر إلى لشكر كاه عاصمة هلمند التي تقع على بعد عشرين كلم إلى الشمال. وقال: «اضطررت إلى التحايل على طالبان» و«انتقلنا من قرية إلى أخرى حتى خرجنا من المنطقة، كانوا في كل مكان ورأيناهم أحيانا يزرعون العبوات على الطرق».

وتشكل تلك العبوات كابوسا للجنود الأجانب وتنال منهم العشرات شهريا. وبتلك العبوات والاعتداءات الانتحارية العنيفة وغيرها من الكمائن كسبت مقاومة طالبان خلال السنتين الأخيرتين مزيدا من القوة، وامتدت تقريبا إلى أنحاء البلاد كافة. وقتل منذ مطلع السنة الحالية 66 جنديا أجنبيا، بعد أن شهدت سنة 2008 سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوفهم خلال ثماني سنوات من الحرب، حيث بلغ عددهم 520 قتيلا. وسخر الناطق باسم طالبان، أول من أمس، من العملية «المشتركة» التي تتوعد بها القوات الدولية. وقال يوسف أحمدي: إن «العدو يروج لهذه العملية ويحاول تسويقها لوسائل الإعلام على أنها عملية عسكرية واسعة النطاق، مع أن مارجا منطقة صغيرة جدا».