رئيس الاستخبارات البريطانية ينفي التواطؤ مع أميركا في التعذيب

الأمن البريطاني ينكر حجب وثائق تتعلق بقضية بنيام محمد

TT

نفى رئيس جهاز «إم آي 5» للأمن الداخلي والمخابرات البريطانية، أمس، أن تكون الوكالة التي يرأسها متواطئة في عمليات تعذيب، بعد أن أظهر حكم محكمة أنها كانت على علم بتعرض محتجز من سكان بريطانيا لمعاملة سيئة على أيدي ضباط مخابرات أميركيين. وقال جوناثان إيفانز المدير العام لجهاز «إم آي 5» في مداخلة علنية نادرة: إن أعداء بريطانيا قد يستفيدون من انتقاد الجهاز الأمني. وكتب إيفانز في صحيفة ديلي تلغراف أن أعداء بريطانيا قد يستخدمون «حملات الدعاية لتقويض إرادتنا وقدرتنا على مواجهتهم، بالإضافة إلى القنابل والرصاص». وأضاف: سنفعل خيرا إذا حافظنا على رؤية منصفة ومتوازنة للأحداث... وتجنبنا السقوط في نظرية المؤامرة والمغالاة. ويساعد جهاز «إم آي 5» في التحقيق في المؤامرات الإرهابية ضد بريطانيا، حيث أسفرت تفجيرات انتحارية استهدفت شبكة النقل في لندن عام 2005 عن مقتل 52 شخصا. وتعرض الجهاز للانتقادات في وسائل الإعلام البريطانية منذ أن خسر يوم الأربعاء معركة قانونية لمنع الكشف عن مواد تخص المخابرات الأميركية متعلقة بمزاعم عن عمليات تعذيب «قاسية وغير إنسانية» تورطت فيها وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه». وكشف القضاة عن تقارير قدمتها وكالة المخابرات المركزية لجهاز الأمن الداخلي البريطاني تفيد بأن بنيام محمد.. وهو إثيوبي مقيم في بريطانيا يخوض معركة لإثبات تعرضه للتعذيب، وأن السلطات البريطانية علمت بذلك.. كان يقيد بالأصفاد ويحرم من النوم ويهدد أثناء وجوده في الحجز الأميركي. وحذفت فقرة واحدة من حكم القضاة الذي ينتقد الجهاز البريطاني بشدة بطلب من محامي الحكومة. وقال إيفانز: إنه يقبل انتقادا وجهته لجنة رسمية بأن المخابرات البريطانية كانت بطيئة في اكتشاف النمط الناشئ لإساءة الولايات المتحدة معاملة المحتجزين بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عليها. وتابع قائلا: لكن لم يكن هناك أي تغيير مشابه في ممارسة أجهزة المخابرات البريطانية. لم نمارس إساءة المعاملة أو التعذيب آنئذ ولا نفعل ذلك الآن، ولا نتواطأ في التعذيب أو نشجع آخرين على التعذيب لحسابنا. وقالت الحكومة البريطانية: إن كشف التقارير المتعلقة بمحمد، بشكل كامل، قد يجعل الولايات المتحدة أقل استعدادا لتبادل المعلومات المخابراتية مع لندن ويضر بالتالي بالأمن القومي لبريطانيا. واعتقل محمد وهو مواطن إثيوبي مقيم في بريطانيا في باكستان في أبريل (نيسان) عام 2002. وقال محمد: إنه نقل حين ذاك إلى المغرب على طائرة تابعة للمخابرات المركزية الأميركية واحتجز هناك 18 شهرا، زعم أنه تعرض خلالها مرارا للتعذيب. ونفى المغرب احتجازه. وقالت السلطات الأميركية أنه نقل إلى أفغانستان عام 2004 ثم نقل بعد ذلك إلى غوانتانامو في كوبا.