محادثات أرمونك حول الصحراء تفشل في تحقيق اختراق لحل النزاع

روس ينجح في عقد لقاء خاص بين الوفدين المغربي والجزائري

صورة وزعتها بعثة «مينورسو» في الصحراء للعملية الأخيرة لتبادل الزيارات الأسرية بين الصحراء ومخيمات تندوف بالجزائر («الشرق الأوسط»)
TT

بينما فشلت محادثات الاجتماع غير الرسمي التمهيدي للجولة الخامسة للمفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي لنزاع الصحراء، التي انتهت مساء أول من أمس في بلدة أرمونك بمقاطعة ويست شيستر الواقعة شمال نيويورك، في تحقيق اختراق لجهة إيجاد مخرج للنزاع الذي طال أمده، علمت «الشرق الأوسط» من مصدر موثوق في نيويورك أن كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، نجح في عقد اجتماع اقتصر على الوفد المغربي (الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، ومحمد ياسين المنصوري، مدير جهاز المخابرات العسكرية، وماء العينين بن خليهن ماء العينين، الأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية) والوفد الجزائري، الذي رأسه عبد القادر مساهل الوزير في وزارة الخارجية الجزائرية. ورفض المصدر ذاته الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول أجواء اللقاء، وفحوى المواضيع التي تم التطرق إليها. إلى ذلك، قال روس إنه «في ختام الاجتماع لم يوافق أي من الطرفين على اقتراح الطرف الآخر كأساس وحيد للمفاوضات المقبلة».

وأضاف روس في بيان صدر عقب انتهاء المحادثات، أن الطرفين أكدا التزامهما «مواصلة المفاوضات في أقرب وقت ممكن»، موضحا أن روس «سيقوم لهذه الغاية بزيارة إلى المنطقة لإجراء مزيد من المشاورات مع الطرفين وباقي الأطراف المعنية بالنزاع». وقال روس إن الاجتماع «عقد في جو من الالتزام الجدي والصراحة والاحترام المتبادل».

وعقد هذا الاجتماع المغلق في مركز «آي بي إم» التعليمي في ارمونك بمبادرة من روس، وهو ثاني لقاء غير رسمي بعد اجتماع أول مماثل عقد في فيينا في أغسطس (آب) الماضي. وكان اجتماع أرمونك يهدف إلى تمهيد الطريق لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية بين الجانبين. ويقول دبلوماسيون غربيون، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز»، إن هذا النزاع يعطل جهود التصدي لتمرد له صلة بتنظيم القاعدة يمتد جنوبا عبر الصحراء. كما أن التوتر بين المغرب والجزائر، التي تؤيد جبهة البوليساريو، يعطل أيضا مساعي تشكيل تكتل على غرار الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي إن ما عرضته جبهة البوليساريو «هو مائة في المائة نفس المقترح الذي قدمته منذ سنوات». بينما أعرب أحمد البوخاري، ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة، الذي شارك في المحادثات عن خيبة أمله أيضا إزاء موقف المغرب. وقال: «كنا نتوقع أن يغير المغاربة موقفهم المتعنت ويناقشون بصدق مقترحاتنا». وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية المغربي: «المحادثات التي جرت في ضواحي نيويورك أتاحت الفرصة مجددا للوفد المغربي لتقديم مبادرة منح الحكم الذاتي للصحراء المغربية، والبرهنة على وجاهتها وصوابها، وعلى مطابقتها التامة للشرعية الدولية وروح ومنطوق قرارات مجلس الأمن». وأوضح الفاسي الفهري أن الوفد المغربي رد «على بعض الملاحظات والأسئلة حول المبادرة المغربية». ونسبت وكالة الأنباء المغربية للفاسي قوله «على غرار الجولات السابقة التي انعقدت في مانهاست، جدد الوفد المغربي تأكيد موقفه السياسي والقانوني والعملي إزاء مقترح جبهة البوليساريو، وبين مجددا أنه لم يأت بأي جديد، في ما يخص إمكانيات وآليات التوصل إلى حل نهائي لأنه يكرر في هذا الشأن مخططات سابقة ثبتت استحالة تطبيقها».

وكان الفاسي يشير إلى اقتراح تقدمت به جبهة البوليساريو يدعو إلى البحث عن سبل إجراء استفتاء في المنطقة في إطار حق تقرير المصير، وهو ما يعتبره المغرب اقتراحا غير عملي، خاصة بعد أن عجزت الأمم المتحدة عن تنظيم هذا الاستفتاء منذ مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي.

وعلى صعيد ذي صلة، قالت مصادر البعثة الأممية في الصحراء (مينورسو) إن الرحلات الاجتماعية بين مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، ومدن العيون والداخلة والسمارة في الصحراء، ستستأنف قريبا.