الرئيس الأوكراني الجديد يبحث عن «رئيس حكومة»

التهاني تتوالى على يانوكوفيش.. وتيموشينكو تطالب بإعادة الفرز

TT

بعد صمت طال لما يقرب من أربعة أيام توالت برقيات التهنئة بفوز فيكتور يانوكوفيتش في انتخابات الرئاسة الأوكرانية من جانب عدد كبير من رؤساء البلدان الغربية، ما اعتبره كثيرون اعترافا بنزاهة هذه الانتخابات.

وقالت المصادر الرسمية: إن فيكتور يانوكوفيتش زعيم المعارضة، الذي أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات فوزه، تلقى برقيات التهاني من رؤساء عدد من البلدان، في مقدمتهم الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولاي ساركوزي. وأبرزت المصادر الأوكرانية تهنئة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الذي قالت: إنه كان من أوائل المهنئين وأبرزت ما قاله في اتصاله الهاتفي، أنه يعتبر يانوكوفيتش رمزا للديمقراطية.

واعتبر محللون أن تدفق برقيات التهاني على الرئيس المنتخب يقطع الطريق أمام أي محاولة من جانب غريمته يوليا تيموشينكو التي رفضت الاعتراف بالهزيمة، لعرقلة انتقال السلطة. وفي هذا الصدد، طالب معسكر تيموشينكو أمس، بإعادة فرز الأصوات في 1200 مركز اقتراع من أصل 34 ألف مركز. وقال ألكسندر تورتشينوف كبير مستشاري تيموشينكو في بيان: إن «قيادة حملتنا الانتخابية تطالب بإعادة فرز الأصوات في 1200 مركز اقتراع»، مضيفا أن إعادة إحصاء الأصوات في سبعة مكاتب اقتراع أظهرت أن «ما بين 5% إلى 8% من الأصوات» تبين أنها «مزورة لمصلحة فيكتور يانوكوفيتش»، من دون أن يوضح عدد هذه الأصوات.

في غضون ذلك، أعلن سيرغي تيغيبكو، المرشح الذي حل في المركز الثالث في انتخابات الجولة الأولى، عن استعداده لتولي منصب رئيس الحكومة رغم أنه سبق أن رفض هذا العرض من جانب كل من يانوكوفيتش وتيموشينكو. وقالت مصادر مجلس الرادا (البرلمان): إن مشاورات الكتل البرلمانية تتواصل في اتجاه حل الأغلبية البرلمانية التي سبق أن رشحت تيموشينكو رئيسة للحكومة وتشكيل أخرى تبدو مدعوة لاختيار مرشح آخر لهذا لمنصب.

وفي هذا الإطار تواصل كتلة «حزب الأقاليم» وحلفاؤها الاتصالات مع ممثلي حزب «أوكرانيا وطننا» وحلفائه من أعضاء كتلة الأغلبية الحالية بزعامة تيموشينكو من أجل إقناعهم بالخروج من تحالف الأغلبية الذي تتزعمه تيموشينكو.

وكشفت مصادر «أوكرانيا وطننا» بزعامة فيكتور يوشينكو، الرئيس المنتهية ولايته، عن احتمالات قبول عرض يانوكوفيتش مقابل اختيار مرشحهم رئيس الحكومة الأسبق يوري يخانوروف رئيسا للحكومة، خلفا لتيموشينكو، ما يحفظ ماء وجه يوشينكو زعيم حزب «أوكرانيا وطننا». ويعيد هؤلاء إلى الأذهان ما جرى عام 2006 حين اضطر يوشينكو إلى إقالة تيموشينكو من رئاسة الحكومة وتكليف يانوكوفيتش بها بعد فوز حزبه المعارض بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية آنذاك. غير أن هناك من يقول بجدوى قبول تيغيبكو رئيسا للحكومة ما قد يخفف من حدة الانقسام الشديد والفرقة التي تهدد بمتاعب واضطرابات جديدة. وقريبا من كل هذه المشاورات والاتصالات تقف روسيا على مقربة بعد أن كان رئيسها دميتري ميدفيديف أول المهنئين بفوز يانوكوفيتش الذي حظي بتقدير خاص لاختياره الروسية لغة للحديث إلى مواطنيه قبل وخلال وبعد انتهاء العملية الانتخابية، معلنا أولوية علاقات بلاده معه ومع بلدان الكومنولث.

وكان يانوكوفيتش أعلن أيضا عزمه دعم علاقات بلاده مع بلدان الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن مسألة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، التي كانت تروج لها «الثورة البرتقالية» لا يمكن البت فيها بدون استفتاء شعبي، في الوقت الذي سجلت فيه استطلاعات الرأي أن غالبية الأوكرانيين يرفضون هذه الفكرة. ومع ذلك فهناك من يقول إن يانوكوفيتش لن يمضى كثيرا في طريق التقارب مع موسكو، إدراكا منه لضرورة مراعاة مصالح البلدان الغربية وأهمية مصالحة جماهير «الثورة البرتقالية» التي يراودها الحنين إلى الاستقرار بعد خمس سنوات عجاف، لم تتحقق فيها الوعود بالرفاهية والازدهار، على حد قول الكثيرين من المعلقين الأوكرانيين.