أوباما يربح مؤقتا معركته مع الكونغرس

الجمهوريون وافقوا على مرشحيه للمناصب الحكومية بعد تهديدهم باللجوء للتعيين

TT

على الرغم من شدة الثلوج التي أحاطت بواشنطن وكسرها الأرقام القياسية المعروفة للثلوج في تاريخ العاصمة الأميركية، فإن حرارة المواجهة بين البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأميركي تصاعدت هذا الأسبوع، فبعد انتظار دام عدة أشهر للحصول على موافقة مجلس الشيوخ على مرشحيه لمناصب عالية في الإدارة، أصدر الرئيس باراك أوباما بيانا شديد اللهجة يوبخ فيه أعضاء المجلس الذين يستغلون مناصبهم لعرقلة إدارة البلاد.

وكان أوباما قد تعهد خلال حملته الانتخابية بتغيير طريقة عمل النظام السياسي الأميركي، بالتركيز على محاربة المصالح الخاصة واستغلال النفوذ في واشنطن سواء كان في البيت الأبيض أو في الكونغرس، وتعتبر حملته الجديدة لإظهار عرقلة شغل مناصب الدولة من قبل الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ، مقابل مطالب خاصة لولاياتهم، مرحلة جديدة من الالتزام بهذا الوعد، وقد هدد أوباما باللجوء إلى «التعيين في فترة توقف الأعمال البرلمانية» ليتجاوز بذلك موافقة المجلس، أي تجاوز مجلس الشيوخ خلال إجازته تماشيا مع الدستور الأميركي.

وقال أوباما في بيان أول من أمس: «الكثير من التعطيلات سببها رغبة في لحصول على مشاريع لولاية سيناتور معين أو فقط لتصعيب التقدم، وهذه هي أنواع التكتيكات التي تغضب الشعب الأميركي»، وعلى الرغم من موافقة الجمهوريين بمجلس الشيوخ على 27 مرشحا طرحهم الرئيس الديمقراطي لمناصب حكومية، فإن العشرات ما زالوا ينتظرون الموافقة، وأعرب أوباما عن سروره لموافقة المجلس لكنه أشار إلى أن 63 من مرشحيه تعثرت الموافقة عليهم طوال أشهر، وفي تحدٍ مباشر لمجلس الشيوخ، قال أوباما إنه يحتفظ بحقه في اللجوء إلى التعيين في فترة توقف الأعمال البرلمانية وهو تعيين مؤقت يستمر فقط حتى نهاية العام إذا استمر الجمهوريون في مجلس الشيوخ في تعطيل الموافقة عليهم.

وقال أوباما في بيان: «في بداية الأسبوع تعطل في مجلس الشيوخ بشكل مربك تعيين 63 مرشحا، لأن عضوا واحدا أو اثنين وضعا تعيينهم تحت الحفظ»، وأضاف «على الرغم من أن هذه (الموافقة) خطوة أولى طيبة ما زال هناك عشرات المرشحين تحت الحفظ يستحقون الحصول على تصويت مماثل وسأنتظر من مجلس الشيوخ التحرك لدى عودته من العطلة».

ومن بين الذين وافق مجلس الشيوخ على تعيينهم كارين واغنر التي ستتولى منصب وكيلة وزارة الأمن الداخلي لشؤون المخابرات والتحليل، ودوغلاس ويلسون كمساعد لوزير الدفاع، وماري جون ميلر كمساعدة لوزير الخزانة لشؤون أسواق المال.

وصرح أوباما أنه ما زال مستعدا للجوء إلى أسلوب التعيينات المؤقتة إذا لم يتحرك مجلس الشيوخ للبت في باقي مرشحيه لدى عودة المجلس من عطلة تستمر أسبوعا، وكان السيناتور ريتشارد شيلبي قد استخدم صلاحيته كسيناتور لمنع التصويت على أي من مرشحي أوباما، وفي فترة وصل عددهم إلى 80 مرشحا، انتظارا للموافقة على مشاريع بقيمة الملايين من الدولارات لولايته الاباما، وأصبح شيلبي مثار انتقاد الإعلام بسبب تعنته، مما دفعه للتخلي عن معارضته لعدد من المرشحين يوم الاثنين الماضي.

وقرار أوباما بتوجيه توبيخ مباشر إلى أعضاء مجلس الشيوخ يأتي ضمن جهود البيت الأبيض لمواجهة الانتقادات بشأن قدرته على فرض تعيينات ضرورية لإدارة الدولة، كما أنه يتماشى مع استياء الشعب الأميركي من عمل الكونغرس، وأظهر استطلاع لمعهد «غالوب» هذا الأسبوع أن 18 في المائة فقط من الأميركيين راضون عن عمل الكونغرس، وهو أقل مستوى منذ أكثر من عام. وقال أوباما في البيان إنه أبلغ رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل «إذا لم يوافق الأعضاء الجمهوريون على الترشيحات سأستخدم صلاحيتي لملء المناصب» بطريقة مؤقتة، وأضاف: «منذ ذلك الاجتماع، فإنني أقدر أن الأعضاء الجمهوريين أجابوا بإطلاق الكثير من هذه الاعتراضات وسمحوا لـ29 مرشحا بالحصول على تصويت في مجلس الشيوخ»، في تصريح محدد يهدف إلى قدرة أوباما على الحصول على تنازلات من مجلس الشيوخ والأعضاء الجمهوريين تحديدا.

وسارع الحزب الجمهوري بالرد أمس، إذ قال مصدر جمهوري في مجلس الشيوخ إن البيت الأبيض يبالغ حول قدرة أوباما على تحدي أعضاء مجلس الشيوخ، موضحا أن «الموافقة على المرشحين أمر روتيني نقوم به قبل بداية الإجازة، وقد فعلنا الأمر نفسه قبل عطلة نهاية العام».

وبينما نجح أوباما في هذه الجولة، فإن المعركة الطويلة مع الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ مستمرة للحصول على الموافقة للسماح بالتصويت على جميع تعييناته، التي تشمل 3 مناصب رفيعة المستوى في وزارة الدفاع، وبينما تذوب ثلوج واشنطن، هناك تحذيرات من عواصف جديدة قد تضرب العاصمة الأميركية.