هنية يمنع إعلام حماس عن بث صور مشينة لمسؤول في السلطة بثها التلفزيون الإسرائيلي

الحركة قالت إنها ترفعت عن نشر وثائق مشابهة وظهورها يعتبر دليلا على خسة الاحتلال

TT

أمر رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، بعدم بث الصور التي بثتها القناة «العاشرة» الإسرائيلية وزعمت أنها تعود إلى رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية. والتزمت وسائل الإعلام الرسمية التابعة لحماس بالأوامر، وامتنع «تلفزيون الأقصى» التابع للحركة، وهو رأس حربة الحركة الإعلامية في مواجهة فتح، وصحيفتي «فلسطين» و«الرسالة» عن عرض أي صور من الشريط الذي أثار غضبا وجدلا كبيرا لدى الرأي العام الفلسطيني.

وتظهر هذه الصور رئيس الديوان عاريا في انتظار سيدة قال التقرير إنها تقدمت بطلب وظيفة، وضباط مخابرات يقودهم فهمي شبانة يقتحمون غرفته.

وثمنت فتح، التي اعتبرت أن بث الفيديو جاء ضمن حملة إسرائيلية لتركيع السلطة، موقف هنية، وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في الحركة، إن «قرار الحكومة في غزة حكيم من شخصية مسؤولة، وإن الامتناع عن عرض ما عرضه التلفزيون الإسرائيلي يصب في المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ويعبر عن حس عال بالمسؤولية ومخاطر المرحلة التي يمر بها شعبنا».

وأكد عبد القادر أن هذا القرار يصب بالتأكيد في مصلحة المصالحة، معربا عن أمله بأن تتوج قريبا بإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام.

وأخذت حماس موقفا مغايرا لما توقعته فتح ومراقبون، وحذرت الحركة «من استخدام العدو الصهيوني الفضائح الأخلاقية في ابتزاز رجالات السلطة وفتح للعودة إلى طاولة المفاوضات والمساومات العبثية من دون شروط»، معتبرة «أن ذلك يعرض القضية الفلسطينية برمتها إلى التصفية».

ودعت حماس فتح إلى إعادة حساباتها ووقف التعاون مع إسرائيل، كما دعتها إلى «نبذ الساقطين من صفوفها والعودة إلى الصف الوطني بعيدا عن الاحتماء بالاحتلال أو غيره من أعداء الشعب والقضية الفلسطينية». وقالت في بيان: «على الرغم من أن حماس لا تثق بدرجة كبيرة في الإعلام الصهيوني، فإننا أكدنا مرارا أن لدينا وثائق خطيرة تثبت تورط قادة السلطة وفتح في فضائح كثيرة ترفعنا عن نشرها، وما زلنا، لإعطاء فرصة لإعادة تقييم الأوضاع ومن أجل لملمة الصف الفلسطيني». وتابعت: «إن ما نشرته القناة (العاشرة) الصهيونية يعد دليلا كبيرا على خسة دولة الاحتلال وعدم احترامها من يتعامل معها ويتعاون معها أمنيا ضد شعبه وضد مقاومته ومن يسهم في الحصار والحرب على أهله».

وقالت الحركة: «إن مثل هذه القيادات سواء التي وردت أسماؤها في التقرير أو التي لم يرد اسمها لا تمثل الشعب الفلسطيني، وهي تعمل لمصلحتها الشخصية ولنزواتها، وهي التي تعطل المصالحة وتعطل مقاومة الاحتلال، ولا بد من عزلها ومحاكمتها».

وسرب هذا الشريط إلى القناة التلفزيونية ضابط المخابرات السابق، فهمي شبانة، الذي هدد بكشف وثائق أخرى «تزلزل» السلطة، واعتبرت حماس الرواية التي قدمها شبانة «ليست جديدة»، مؤكدة أنها حصلت «على مقابلة شخصية مع الضابط نفس قبل فضح الأمر في القناة العاشرة، ورفضنا التعاطي معها لأهداف عليا».

ومن المفترض أن يكون رئيس الديوان، رفيق الحسيني، ظهر مساء أمس على شاشة تلفزيون فلسطين، ليتحدث عن القضية، حسب ما أعلن مستشار الرئيس السياسي نمر حماد.

لكن تصويرا آخر لا يقل إحراجا عن هذا، أظهر الحسيني يتحدث إلى سيدتين، وهو يهاجم الرئيس الحالي محمود عباس (أبو مازن) والزعيم الراحل ياسر عرفات، واصفا عرفات بـ«كبير الدجالين» وعباس بـ«فاقد للكاريزما وحب شعبه». وحسب الشريط فإن الحسيني قال عن عرفات إنه «كان يلوح دائما بعلامة النصر، بينما يلتف حوله عتاة النصب والدجالين. فكان حريا به أن يعمل على تنقية صفوفه».

وهاجم الحسيني أحد أبناء عباس، وعضو اللجنة المركزية لفتح، توفيق الطيراوي، ووصفه بـ«النصاب والحرامي».

وقالت السلطة إن الشريط مفبرك وإنها ستقاضي القناة العاشرة. لكن الصحافي تسفيكا يحزقيلي مسؤول برنامج «المصدر» الذي بث الشريط، قال إنه تم نشر القضية بعد فحص دقيق. وأضاف: «تأكدنا من صحتها وفحصنا كل الجوانب القضائية والقانونية المتعلقة بالموضوع. ونحن على استعداد للوقوف والمواجهة القضائية أمام السلطة».

وتبرأت عائلة التميمي من الفعل الذي قام به ابنها فهمي، وأعربت في بيان عقب اجتماع حاشد ضم كبار وجهاء عائلات آل التميمي في محافظة الخليل، عن استنكارهم لـ«محاولات الاحتلال النيل من المشروع الوطني».