أهالي ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة يطالبون بتوسيع رقعة البحث عن المفقودين

نقل جثث 5 إثيوبيين إلى بلادهم.. والجثث السبعة الأخرى ستنقل لاحقا

إثيوبيات يبكين أقاربهن الذين قضوا في الطائرة أمام مستشفى رفيق الحريري في بيروت أمس (أ.ب)
TT

خرج أهالي ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة عن صمتهم وانتظارهم الذي أثقل يومياتهم الطويلة، وأطلقوا صرخة عتب على المسؤولين في الدولة اللبنانية فيما يتعلق بعمليات البحث عن جثث الضحايا، وعن الأسباب الكامنة وراء وقوع الحادثة. فبعد تحركهم الأول الذي قاموا به الأسبوع الماضي باتجاه منزل وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، وطالبوه حينها بالسماح لنقابة الغطاسين اللبنانيين المشاركة في أعمال البحث، عقد الأهالي أمس، اجتماعا في قاعة المستشفى وأعلنوا بعده عن مطالبهم لجهة توسيع رقعة البحث في البحر والسماح لكل من يحمل بطاقة غطس المشاركة في هذه الأعمال مهدّدين بخطوات تصعيدية إذا لم تنفّذ مطالبهم. وطرح الشيخ حسين الحركة الذي تكلم باسمهم، علامات استفهام حول تعامل الوزارات المعنية مع الكارثة، ومستغربا كلام الوزير العريضي في مؤتمره الصحافي الذي قال فيه: إن أجهزة الطائرة كانت تعمل حتى لحظة سقوطها. وأضاف الحركة: «لسنا خبراء متفجرات ولا نريد أن نتهم أحدا، وبعض المسؤولين قاموا بواجبهم كما يجب، لكن ما رأيناه وسمعناه لغاية اليوم ليس مقنعا ولاسيما فيما يتعلّق بأسباب سقوط الطائرة لاسيما أنهم يتحدثون عن أشلاء وأجزاء بشرية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كثيرة». وسأل: «كيف يمكن أن لا يعثر على كل هذه الجثث وعلى حطام طائرة بهذا الحجم لأيام طويلة ثم يكتشف بعد ذلك أنها موجودة على عمق كيلومترات قليلة؟».

وفيما يتعلّق بمسلسل التعرّف على هوية الجثث والأجزاء البشرية التي تصل يوميا إلى مستشفى بيروت الحكومي حيث تجري عملية تسلم الجثث كي تخضع لفحص الحمض النووي وإعادة تسليمها إلى ذويها بعد التعرف على هوية أصحابها، فقد تم التعرّف على جثة اللبناني مصطفى أرناؤوط (24 عاما). كذلك، تسلّمت أمس عائلة زوجة السفير الفرنسي لدى لبنان، جثّتها ونقلت إلى مستشفى «أوتيل ديو» في بيروت قبل نقلها إلى فرنسا.

وقد خرق صمت الحزن في باحة المستشفى نحيب النساء الإثيوبيات اللواتي حضرن لوداع مواطنيهن الخمس الذين تسلمهم وفد من القنصلية الإثيوبية في بيروت، وقد نقلت الجثامين إلى مطار رفيق الحريري الدولي لإرسالها إلى إثيوبيا، وهي تعود إلى رجل و4 نساء، على أن تسلم الجثث السبعة المتبقية في وقت لاحق.

وفي حين شيعت بلدة وادي شحرور في جبل لبنان ابنها أسعد فغالي، كانت بلدة العباسية الجنوبية التي ارتدت ثوب الحداد على أربعة من أبنائها كانوا على متن الطائرة، قد اختارت أن تودع ثلاثة منهم تم التعرف على هويتهم وهم، الدكتور تنال فردون(58 عاما) وخليل صالح (49 عاما) ومحمد بزون (44 عاما)، في مأتم جماعي شعبي ورسمي حضره ممثلون عن الرؤساء الثلاثة وشخصيات من حزب الله وحركة أمل، فيما لا يزال أهل الضحية عباس حويلي، يأملون التعرّف على جثته قريبا.

وعلى صعيد عمليات البحث التي يقوم بها فريق مغاوير البحر في الجيش اللبناني والمسح التي تقوم بها باخرة «أوشن أليرت» الأميركية التي أنهت عملها مساء أمس وسلّمت المهمة إلى «أوديسيه أكسبلورر»، لم تسفر نتائجها في اليوم الـ 20 على الحادثة إلا المزيد من الأشلاء ومقتنيات الركاب من دون الوصول إلى ذاكرة الصندوق الأسود الثاني.