القربي لـ «الشرق الأوسط»: مجموعات شيعية بالخليج ساعدت المتمردين الحوثيين

وزير الخارجية اليمني دعا الدول الصديقة إلى الإسهام في إعادة إعمار صعدة بعد إعلان انتهاء الحرب

TT

دعا وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي الدول الشقيقة والصديقة للإسهام في إعادة إعمار صعدة، بعد إعلان انتهاء الحرب، قائلا: إن مجموعات شيعية في الخليج ساعدت المتمردين في شمال غرب البلاد ضد الحكومة المركزية.

وأعرب القربي عن اهتمام بلاده بتأسيس علاقات أمن حدودية «يمنية سعودية» تضمن ألا تستغل الحدود لتهريب السلاح أو تهريب المخدرات أو إثارة القلاقل وعدم الاستقرار على الجانبين. وقال الوزير أمس في مقابلة مع «الشرق الأوسط» في العاصمة صنعاء، بعد يومين من وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين: إن إحدى اللجان المشكلة (الخاصة بوقف الحرب) تتعلق بالجانب الحدودي، وذلك لكي تضمن تطبيق الشروط المتعلقة بالحدود وانسحاب الحوثيين من الأراضي السعودية وانتشار القوات اليمنية على الحدود. وعما إذا كانت الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون الأمني بين اليمن والسعودية على جانبي حدود البلدين، خاصة في المنطقة التي شهدت التمرد الحوثي، أوضح الدكتور القربي أن التعاون الأمني بين اليمن والمملكة العربية السعودية قائم حتى من قبل هذه الحرب، لأننا والسعودية في شراكة حقيقية في مواجهة تنظيم القاعدة، وبالتالي هناك تنسيق أمني وهناك تنسيق استخباراتي بين البلدين. وأضاف: كلانا يدرك أنه على اليمن وعلى المملكة العربية السعودية أن تتعاونا لجعل الحدود اليمنية السعودية حدودا آمنة، ولا تشكل خطرا على أي من الدولتين.

وعما إذا كان سيتم التحدث في هذا الأمر مع الجانب السعودي، أو أنه تم التحدث فيه بالفعل، قال الدكتور القربي: إن هذا يعتبر جزءا من التنسيق القائم بين بلاده والمملكة العربية السعودية. وإذا ما كان وقف الحرب يشمل زيادة بسط الدولة اليمنية لسلطانها على الحدود مع السعودية في المنطقة التي شهدت التمرد الحوثي، أوضح الوزير أن ما نتحدث عنه هو وقف للحرب وليس مجرد هدنة. وقال: إنه «في وقف الحرب هذه سنعود لتطبيع كامل للأوضاع في صعدة، وبسط سلطة الدولة في كل أنحاء صعدة، بما فيها المنطقة الحدودية»، مشيرا إلى اهتمام بلاده بتأسيس «علاقات أمن حدودية يمنية سعودية تضمن ألا تستغل الحدود اليمنية لتهريب السلاح أو تهريب المخدرات أو إثارة القلاقل أو عدم الاستقرار على الحدود وكذلك في المناطق الحدودية». وأوضح أن وقف الحوثيين عدوانهم على الحدود السعودية شرط من الشروط الستة التي وضعتها الحكومة اليمنية لوقف الحرب، قائلا: «ما يهدد أمن اليمن هو تهديد لأمن السعودية، والعكس أيضا.. العناصر الحوثية دخلت إلى الأراضي السعودية ونتيجة لهذا تدخلت المملكة العربية السعودية في الحرب، في إطار حدودها وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية. وبالتالي كان من الضروري أيضا أن تكون المعالجة للأمن على الجانب الحدودي جزءا من الاتفاق مع الحوثيين». ونفى وزير الخارجية اليمني ما يتردد عن وجود أياد خفية لبعض الدول الخليجية في دعم التمرد الحوثي في البلاد الذي بدأ عام 2004، قائلا: إن هذه الدول تساعد اليمن في التنمية، ولكن بعض المجموعات الشيعية في دول بالخليج هي من موّل الحوثيين. وأوضح: «أنفي أن يكون هناك أي دعم من دول الخليج للحوثيين، ولكن هناك مجموعات شيعية في بعض الدول الخليجية قدمت دعما ماديا للحوثيين.. دول الخليج تمثل فيما بينها نحو 60% من الدعم التنموي الذي يقدم لليمن وبالتالي هي شريك حقيقي للتنمية في اليمن». ودعا الدكتور القربي الدول الشقيقة والصديقة الإسهام في إعادة إعمار صعدة، وقال: إنه بعد انتهاء الحرب الخامسة مع المتردين الحوثيين (في يوليو (تموز) 2008) أنشأت الحكومة صندوقا لإعادة إعمار صعدة، لكن للأسف الشديد، ونتيجة لاستمرار الحوثيين في أعمالهم التخريبية (واندلاع الحرب السادسة في أغسطس آب 2009) توقفت كثير من المشروعات، و.. «نحن الآن كما قال فخامة الأخ الرئيس (اليمني) علي عبد الله صالح، نريد أن ننتقل من الحروب إلى التنمية».

وأضاف القربي أن الالتزامات المالية على حكومة بلاده في هذا الصدد ستكون أكبر، لكنه قال: إن هذا لا يعفيها من السير في طريق إعادة الإعمار، ومن تحديد أولوياتها، والطلب من الدول الشقيقة والصديقة أن تسهم معنا في إعادة الإعمار. وحول ما إذا كان يرى أن قرار وقف إطلاق النار يمكن أن يتحول إلى حالة دائمة، ويمكن أن يتحول إلى سلام دائم وشامل في منطقة التمرد الحوثي، قال القربي: أعتقد أن هذا هو ما يأمل فيه كل اليمنيين وعلى رأسهم الأخ رئيس الدولة، من أن هذه هي الحرب الأخيرة، وأن الجهود الآن ستنصب على إحلال السلام، وعلى إعادة الإعمار والتنمية في المنطقة.

وعما إذا كان الأمل في السلام ما زال قائما رغم خرق الحوثيين وقف إطلاق النار أول من أمس، قلل الدكتور القربي من هذه الحادثة قائلا: إن وقف الحروب دائما ما يتبعه خرق لوقف إطلاق النار من هنا أو من هناك. وأوضح: «لم تتم عملية وقف حرب بدون أن تتم فيها عملية خرق هنا أو هناك.. هذا بسبب طبيعة الحروب وطبيعة العناصر التي تقاتل.. وكذا بسبب الخلافات التي ربما تتشكل بينهم.. لكن لا أعتقد أنها (حادثة خرق الحوثيين وقف إطلاق النار) تشكل إشكالية في السير في تحقيق السلام والأمن». وعن مخاوف قطاع من اليمنيين من أن يستغل المتمردون الحوثيون وقف الحرب لإعادة تسليح أنفسهم وترتيب صفوفهم، كما حدث في الحروب الخمس السابقة، قال الدكتور القربي: «إذا انطلقنا من الشك في النوايا فلن يتحقق سلام في العالم كله وليس في اليمن فقط، ولذلك نحن ننطلق من أن هناك نوايا صادقة من جانب الحوثيين كما هي نوايا صادقة من جانبنا في أن تكون هذه الحرب هي الحرب الأخيرة. ويدرك الحوثيون أن ما ألحقوه من دمار وإراقة دماء يمنية من الجانبين لا يمكن أن يكون له أي مبرر إطلاقا، خاصة وأن الحكومة تردد دائما أنها على استعداد، في إطار الدستور والقانون والوحدة والجمهورية، لمعالجة المطالب المشروعة كافة لأبناء صعدة ولأبناء اليمن جميعا».