مَن هم المتمردون الحوثيون؟!

ينتمون إلى المذهب الزيدي الذي ينتمي إليه ثلث سكان اليمن ومنهم الرئيس صالح

TT

قبل صيف العام 2004، لم يكن أحد داخل اليمن أو خارجه يعرف باسم جماعة الحوثي، باستثناء بعض النخب المحدودة جدا التي كانت مطّلعة على أنشطة هذه الجماعة التي بدأت نشاطها مطلع تسعينات القرن الماضي تحت اسم «الشباب المؤمن» كحركة فكرية، وكان من أبرز مؤسسيها حسين بدر الدين الحوثي وأحد أشقائه وشخص ثالث هو محمد عزان الذي أنشقّ في ما بعد عن الجماعة، وتمكن هذا التنظيم من إقناع الرئيس علي عبد الله صالح بتقديم الدعم لهم وهو ما حدث فعلا. لكن هذا التنظيم لم يحافظ على تحالفه مع الرئيس صالح الذي حاول دعمهم لإيجاد توازن في محافظة صعدة، حيث بدأت تنتشر الأفكار السلفية الأصولية ومدارسها الدينية التي أسسها الشيخ الراحل مقبل الوادعي، وفي عام 2003 ظهرت بوادر أنشطتهم السياسية وذلك بإطلاق الشعار المعروف «الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود»، وترديده في الجامع الكبير عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع، ليس ذلك فحسب، وإنما بدأوا، إبان غزو العراق، بالتظاهر أمام السفارة الأميركية في صنعاء تنديدا بالحرب وبترديد الشعار المعروف أنه إيراني.

السلطات اليمنية تنبهت لهذه الأنشطة وبدأت بتنفيذ حملات اعتقالات في صفوفهم واعتقلت العشرات منهم في الجامع الكبير بصنعاء وفي التظاهرات. وفي عام 2004، أرسلت السلطات حملة عسكرية إلى محافظة صعدة بهدف اعتقال زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي، لكن الأخير رفض تسليم نفسه، وبحسب السلطات حينها، فإنه قاوم السلطات وكانت هي الشرارة التي بدأت الحرب التي شهدتها عدة مناطق في محافظة صعدة، وذلك قبل أن تتمكن القوات الحكومية من قتل حسين الحوثي في سبتمبر (أيلول) 2004. ومنذ ذلك الحين، خاض الجانبان ست جولات من الحرب، وكانت آخرتها التي أعلن عن وقفها، أول من أمس، بعد قبول الحوثيين بشروط الحكومة الستة، ويمكن القول إن الحرب الأخيرة كانت الأعنف خلال السنوات الست المنصرمة، فقد اتسعت رقعتها لتشمل مديريات كثيرة في صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، كما ثبت للحوثيين وجود جزئي في محافظة الجوف.

وبالنظر إلى القدرات العسكرية للحوثيين، فإن المراقبين يقفون حائرين أمام حقيقة مطالبهم، فهذه الجماعة، وكما تقول هي، تطالب فقط بالسماح لها بترديد الشعار وممارسة طقوسهم الدينية والعقَدية التي لا تختلف عن تلك التي تمارس في إيران.

والحوثيون هم في الأصل جماعة زيدية، وينتمي إلى هذا لمذهب نحو ثلث سكان اليمن البالغ عددهم زهاء 23 مليون نسمة، كما أن الرئيس علي عبد الله صالح ينتمي إلى نفس الطائفة، لكنهم يأخذون عليه ما يقولون إنه تشجيعه لانتشار الجماعات السلفية في البلاد عموما، وفي صعدة على وجه الخصوص وهي المحافظة التي تعد العقل الرئيسي للزيدية في اليمن. اليوم تتوجه الأنظار إلى المصير الذي ستؤول إليه الأوضاع هناك للهدنة أو الوقف النهائي للحرب، والأيام القليلة كفيلة بتوضيح الصورة.