«14 آذار» تتوقع مشاركة كبيرة في ذكرى اغتيال الحريري اليوم

أهل بيروت مرتاحون.. بعد زوال التوترات السياسية واستقرار الأمن

TT

استكملت قوى «14 آذار» أمس استعداداتها لإحياء الذكرى الخامسة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، في تجمع شعبي في ساحة الشهداء اليوم. وعقدت الأمانة العامة مؤتمرا صحافيا، تحدث فيه المسؤول عن تحضيرات الاحتفال وسط بيروت من تيار «المستقبل» صالح فروخ، فحدد مراكز الوصول إلى المواقف المحيطة بساحة الشهداء، وأشار إلى تأمين 50 مركزا للمياه والأعلام اللبنانية، إضافة إلى وضع 100 ألف كرسي تحت تصرف الجمهور.

ويبدأ برنامج الاحتفال في تمام العاشرة صباحا بالعرض الفني الخاص بالمناسبة، ويستمر حتى الساعة 12، ليبدأ بعد ذلك الحفل الخطابي مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس الجمهورية السابق أمين الجميل ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وينتهي عند الساعة الواحدة والدقيقة العشرين.

وردا على سؤال عن توقعاته لنسبة المشاركة، قال فروخ: «أؤكد لكم أن عدد المشاركين سيفاجئكم. نحن في 14 آذار نؤمن أن أهل 14 آذار يسبقون زعماءهم». وعن التهويل باحتمال وقوع أي اضطراب أمني، قال: «هناك تنسيق مع القوى الأمنية، وقيادتا الجيش والأمن الداخلي باشرتا انتشارا كثيفا في كل الطرق الأساسية ومداخل بيروت. ما يتردد في هذا الموضوع هو محاولات إحباط جمهور 14 آذار. وهي لن تنفع لأننا مستمرون».

وأكد النائب السابق وعضو الأمانة سمير فرنجية خلال المؤتمر على «أن ذكرى 14 فبراير (شباط) هي تأكيد على تمسك اللبنانيين ببلدهم وبوحدتهم الإسلامية - المسيحية. وحركة 14 آذار مستمرة رغم الخيبات والأخطاء». وقال: «بعد مرور 5 سنوات تأتي هذه المناسبة في جو مريح نسبيا، بمعنى أن هناك استقرارا أمنيا لأول مرة منذ لحظة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إضافة إلى الشعور بأننا تجاوزنا الخطر الداهم في الداخل اللبناني، خطر الفتنة». ورأى أن «الذكرى يجب أن تكون مناسبة لإعادة توحيد الصف الداخلي، ولتشكيل شبكة أمان رادعة لأي محاولة لإثارة الفتن مجددا». وقال: «نحن في بداية هذا المسار المهم، شرط أن يكون هناك وعي لدى كل الأطراف». وأضاف: «انتفاضة 14 آذار مستمرة وعلينا أن نتحرك من أجل حوار بين جميع الفرقاء والطوائف يرمي إلى وضع أسس ثابتة لميثاق العيش المشترك كي نطوي صفحة الحرب إلى غير رجعة». ودعا جميع اللبنانيين من جميع المناطق والطوائف للحضور إلى ساحة الحرية «لأن للذكرى هذا العام نكهة مميزة. كما أن مستقبل استمرارية الوطن مرتبط بحركة 14 آذار. وهي ليست ملك أي زعيم أو قائد. هناك مليون لبناني نزلوا في 14 آذار 2005. هؤلاء هم 14 آذار». ولم ينف فرنجية «ارتكاب القيادة السياسية لهذه الحركة بعض الأخطاء، لكن 14 آذار ليست حركة سياسية إنما حركة شعبية. وهذا ما يحملنا مسؤولية للعمل على تفادي الأخطاء».

وعن خيبات الأمل التي أصابت جمهور «14 آذار» نتيجة عدد من العوامل، ومنها انشقاق رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن الحركة، قال فرنجية: «الصدمة مصدرها أن جنبلاط كان الركن الأساسي ومطلق هذه الحركة، فهو اأولا بدأ التحضير لها منذ 2004 ومن ثم أطلقها، لكنه وصل إلى معادلة السلم الأهلي والسلاح. وبالتالي قبل بالأمر الواقع حفاظا على السلم الأهلي. النية نبيلة. لكن عندما ننظر إلى ما آلت إليه الأمور نرى أن فريق السلاح لم يقم بخطوة بعد المصالحات ولم يتراجع عن أي خطأ ارتكبه. عندما غادر جنبلاط كان ينوي الذهاب إلى جبهة عريضة لكن لم يلاقه أحد. ولا يزال وحده».

وفي سياق متصل، قال وزير الدولة وائل أبو فاعور عن مشاركة جنبلاط، اليوم في الذكرى: «حتى اللحظة لم نعلم كيف ستكون مشاركة النائب جنبلاط في ذكرى 14 شباط». ميدانيا، يتحضر مناصرو الحركة إلى النزول للشارع اليوم، على الرغم من تسجيلهم لبعض الاعتراضات. وقال محمود نخال، مختار إحدى المناطق البيروتية، ردا على سؤال إذا ما كان سيشارك في الذكرى: «بالتأكيد سننزل إلى ساحة الحرية... صحيح أن الأمور السياسية ليست كما نريد. وصحيح أن فريقا يصر على نعي قوى 14 آذار بمناسبة ومن دون مناسبة، إلا أن كل هذه الحسابات أو محاولات تسخيف الذكرى لا تؤثر فينا. سننزل إلى ساحة الحرية وسنتلو الفاتحة على ضريح الرجل الذي كان أبا الفقراء وأكثر الزعماء اللبنانيين ذكاء ووطنية وتواضعا». وأضاف: «لأن الشيء بالشيء يذكر، ولأننا على أبواب انتخابات بلدية، لا يغيب عن بالي كيف كان الرئيس رفيق الحريري يتعامل معنا ويأخذ ملاحظتنا بجدية، ويدهشنا بقدرته على معرفة كل ما يدور في الشارع البيروتي. وليطمئن من يحاول أن يوحي بأن المشاركة ستكون هذا العام ضعيفة. نؤكد له أن بيروت وفية لزعيمها ولابنه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وكلنا نازلون». كان فعل «النزول» الطاغي على ما عداه في لبنان أمس. تراجعت كل النشاطات السياسية للاستعدادات القائمة على قدم وساق. وعاش أهالي بيروت الذكرى براحة لم تكن متوفرة في الذكرى العام الماضي، حيث كانت الأجواء البيروتية متوترة ومشحونة على خلفية أحداث السابع من مايو (أيار) 2008، وغالبية التحضيرات كانت تتسم بشيء من التكتم والخفاء في الأحياء. يوم أمس بدت الصورة مختلفة مع أجواء المصالحة السائدة. يقول نبيل: «العام الماضي لم نكن نتجرأ على حمل العلم اللبناني ورفع شعار 14 آذار أو وضع الوشاح الأزرق الذي يدل على تيار المستقبل قبل الوصول إلى ساحة الحرية. كانت النساء أجرأ من الرجال آنذاك. أما اليوم فلا حرج في ذلك. نحن نستعيد الذكرى براحة أكبر وهذا حق لنا وحق رفيق الحريري علينا».