عباس يوقف رئيس ديوانه عن العمل ويشكل لجنة تحقيق في قضايا فساد

بعد 5 أيام من بث التلفزيون الإسرائيلي صورا ووثائق محرجة

TT

أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإيقاف مدير مكتبه رفيق الحسيني عن العمل، بعد 5 أيام من نشر القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، تقريرا تضمن تسجيلا وصورا ووثائق محرجة للحسيني وللسلطة.

وأظهرت الصور الحسيني عاريا بانتظار سيدة قال التقرير إنها تقدمت بطلب وظيفة، لكن تصويرا آخر لا يقل إحراجا، أظهر الحسيني يتحدث إلى سيدتين، وقد هاجم الرئيس الحالي محمود عباس والزعيم الراحل ياسر عرفات، ومسؤولين آخرين، وقال الحسيني إن عرفات كان كبير الدجالين، أما عباس فليس لديه كاريزما ولا يحب شعبه.

وقالت السلطة الفلسطينية في بداية الأمر إن الشريط مفبرك، وستقاضي القناة العاشرة، وتضمن التقرير وثائق قال التلفزيون الإسرائيلي إنها تظهر فسادا ماليا كبيرا في السلطة.

وقدم الوثائق والصور للتلفزيون الإسرائيلي فهمي شبانة التميمي، وهو ضابط مخابرات سابق، وتوعد شبانة بكشف المزيد من الوثائق التي قال إنها ستزلزل السلطة، واتهم رموزا آخرين فيها بالاختلاس.

وأصدر عباس مرسوما بتشكيل لجنة تحقيق في قضية الحسيني، برئاسة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح أبو ماهر غنيم، وعضوية رئيس المحكمة الحركية العليا رفيق النتشة، وعضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد. وحسب المرسوم فإنه تقرر أن تقدم اللجنة تقريرها بعد 3 أسابيع من تاريخ أمس.

وتضمن المرسوم قرارا آخر بوقف الحسيني اعتبارا من تاريخه (الأمس)، إلى حين انتهاء لجنة التحقيق من عملها.

وقال حاتم عبد القادر، مسؤول حركة فتح في القدس، التي ينحدر منها الحسيني وشبانة، لـ«الشرق الأوسط»، إن عباس كان طلب كذلك من الحسيني أن يستقيل، وأضاف عبد القادر «كان يجب أن يستقيل منذ اللحظة الأولى من دون أن يطلب منه أحد ذلك».

واعتبر عبد القادر خطوة الرئيس بإيقاف الحسيني إيجابية ومهمة، وقال «أعتقد أنها أعطته سلما للنزول».

ويرى عبد القادر أن شبانة وجهاز المخابرات الفلسطيني مدانان، كما هو الحسيني، وقال «شبانة مدان أيضا لأنه نقل معلومات ليست ملكه بل ملك المخابرات». وأضاف «والمخابرات مدانة أيضا لأنه لا يجوز أن تتحول أجهزتنا الأمنية إلى أجهزة إسقاط».

وقال عبد القادر إن لجنة التحقيق يجب أن تحقق في كل ذلك، من أجل تصويب أوضاعنا الأمنية والأخلاقية والإدارية».

وتابع «يجب أن نعرف لماذا تم التصوير، ومن أعطى الأوامر، ولحساب من، وكيف حصل شبانة على الوثائق، ولماذا نقلها للتلفزيون الإسرائيلي، ولماذا لم يتم اخذ قرار منذ عامين عندما أبلغ الرئيس بالأمر».

ولم يكن التلفزيون الإسرائيلي (القناة العاشرة) أول من تناول القضية، بل سبقته إليها صحيفتا «معاريف» و«جيروزاليم بوست» الإسرائيليتان، لكن بث مقاطع الفيديو على القناة العاشرة قاد إلى هزة في أوساط الرأي العام.

وظهر شبانة على التلفزيون الإسرائيلي ووسائل إعلام أخرى، وهو يهدد الرئيس الفلسطيني بكشف المزيد خلال أسبوعين إذا لم يتخذ إجراءات، وقال شبانة إنه صور الشريط بأوامر عليا.

كما اتهم مسؤولين كبارا بالاختلاس عن طريق شراء أراض، وادعى أنه يملك وثائق فساد يمكن لها أن تمنع أي دعم للسلطة.