مجلس الجامعة العربية يجتمع في دارفور ويصدر «إعلان الفاشر» تضامنا مع السودان

هبوط اضطراري لطائرة الوفد العربي في مدينة الأبيض بكردفان.. موسى: دارفور تتجه نحو الاستقرار

جندي اندونيسي في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في اقليم دارفور يتحدث لأطفال في معسكر زمزم للاجئين بشمال دارفور (رويترز)
TT

واصل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين زيارته أمس لدارفور، فيما عقد المجلس اجتماعا غير عادي أمس بمدينة الفاشر، وأصدر المجلس في ختام أعماله «إعلان الفاشر»، أكد فيه تضامنه الكامل مع السودان في حفاظه على سيادته وأمنه واستقراره ووحدة شعبه وأراضيه، ومواجهة كل ما يهدد استتباب السلام في ربوعه.

وعقد المجلس اجتماعه برئاسة يوسف أحمد سفير سورية في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية، وبحضور عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية، ومنى أركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني، فيما شدد المجلس في بيانه (إعلان الفاشر) على اللحمة التاريخية بين مكونات أهل دارفور، وأكد دعمه الكامل لجهود المصالحات الأهلية في دارفور، في إطار اتفاق السلام الموقع في أبوجا عام 2006، والتفاهمات الأخرى الموقعة في هذا الإطار، بما يعزز من جهود التنمية ويدفع جهود السلام ويساعد على تثبيت السلم والاستقرار الأهلي، وفي ربوع السودان.

وأعلن المجلس الذي عقد في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، تأييده الكامل للجهود المبذولة في إطار المبادرة العربية الأفريقية لحل أزمة دارفور عبر مسار التفاوض السلمي في العاصمة القطرية الدوحة، ودعا المجموعات الدارفورية إلى سرعة توحيد مواقفها التفاوضية لإنجاز التسوية السلمية الشاملة في أسرع وقت ممكن بغية تثبيت السلم والاستقرار في جميع أنحاء دارفور، ولدفع عجلة التنمية فيها وفي ربوع السودان كافة.

ورحب المجلس بالإرادة السياسية لشريكي السلام السودانيين من أجل تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل، وبعقد الانتخابات العامة في البلاد في شهر أبريل القادم.. كما رحب بالخطوات الإيجابية على صعيد تطبيع العلاقات السودانية التشادية والجهود المبذولة من الطرفين لتعزيز وتمتين علاقاتهما على الأصعدة كافة.

وأعرب المجلس عن ارتياحه لتصاعد الوجود العربي الإنمائي المباشر في دارفور، وللجهود المبذولة سواء على صعيد جامعة الدول العربية أو على الصعيد العربي السوداني الثنائي لمعالجة الأوضاع الإنسانية، داعيا إلى استمرار هذه الجهود، بما في ذلك إرسال عيادات متنقلة إلى ولايات دارفور الثلاث، تشجيعا للعودة الطوعية وإنفاذا للتعهدات المعلنة في المؤتمر العربي لدعم الأوضاع الإنسانية بدارفور الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم في أكتوبر (تشرين الأول) 2007، ولقرارات القمم العربية ذات الصلة وآخرها قراري قمة الدوحة عام 2009.

وطلب المجلس إلى الآلية المشتركة المكونة من الأمانة العامة للجامعة العربية وحكومة السودان مواصلة عملها في تقييم الاحتياجات الخدمية اللازمة لبرامج العودة الطوعية. ووجه المجلس الشكر إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية على الجهود الفعالة التي قامت بها الأمانة العامة لصالح المساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية في دارفور، وطلب من الأمانة العامة تقديم تقرير شامل حول الجهود العربية الحثيثة المبذولة في هذا الإطار إلى القمة العربية القادمة المقرر عقدها في الجماهيرية العربية الليبية في مارس (آذار) 2010.

وفي ختام الاجتماع طلب مجلس الجامعة من الأمين العام، تقديم تقرير شامل حول جهود الدول العربية المبذولة إلى القمة العربية القادمة، المقرر عقدها نهاية مارس المقبل في ليبيا.

وطلب مني أركو مناوي كبير مساعدي الرئيس السوداني، من مجلس الجامعة، مواصلة دعم دارفور، لا في مجالات الإغاثة فحسب، وإنما في مجالات التنمية المختلفة، وتحويل دارفور إلى قري نموذجية، واعتبار دارفور خالية من الصراعات والنزاعات. وأكد يوسف الأحمد تضامن كل الدول العربية مع السودان، لمواجهة كل أشكال التحدي الخارجية، التي تستهدف وحدته واستقراره وأمنه. ودعا إلى التمسك بالمبادئ العربية والقومية، وأكد انعقاد مجلس الجامعة في دارفور صورة طبيعية.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كانت زيارة وفد الجامعة لدعم الرئيس السوداني في الانتخابات، بالنظر إلى تزامن الزيارة مع بدء الحملة الانتخابية، قال موسى: «الجامعة العربية تدعم العملية الديمقراطية بالسودان ولا تتدخل في شؤونها الداخلية والاختيار مرهون بالإرادة السياسية للسودانيين»، وأكد أن الجامعة العربية تدعم السودان بكل مكوناته ومناطقه، لا الرئيس البشير. وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أكد محمد عباس الكلابي سفير المملكة العربية السعودية لدى السودان أن السعودية لها إسهامات كبيرة في دارفور وتعمل من خلال آليتين: الأولى الهلال الأحمر السعودي، وقدمت من خلالها 20 مليون دولار لبناء 21 قرية، والثانية هي الصندوق السعودي للتنمية، وقدم 15 مليون دولار لبناء 21 قرية، بالولايات الثلاث، إسهاما من السعودية في العودة الطوعية للنازحين وتقدم العلاج والغذاء للنازحين في معسكراتهم.

إلى ذلك اضطرت الطائرة التي كانت تقل عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، والوفد المرافق له العائد إلى الخرطوم من زيارة لدارفور، إلى الهبوط في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بوسط السودان بسبب مشكلات فنية في مطار الخرطوم. وقال موسى في تصريحات: «اضطررنا إلى الهبوط (في الأبيض) بطلب من السلطات السودانية بسبب عطل في التيار الكهربائي بمطار الخرطوم»، وأشار إلى أن «جميع أعضاء الوفد بحال جيدة». وقال موسى إن الأوضاع في دارفور تتجه نحو الاستقرار.