تحطم سابع مروحية يمنية في صعدة منذ بدء الحرب السادسة.. ومقتل 10 عسكريين

مظاهرات في مدن جنوبية.. واللقاء المشترك يطالب الحكومة بعدم تشويه سمعته واللعب بالورقة الأمنية

يمنيون يتظاهرون في مدينة الضالع أمس رافعين لافتات تطالب بانفصال الجنوب (إ.ب.أ)
TT

لقي ما لا يقل عن 10 ضباط وجنود يمنيين مصرعهم، أمس، في حادث تحطم مروحية عسكرية شرق مدينة صعدة بشمال البلاد، وقالت مصادر محلية إن المروحية سقطت وتحطمت بعيد إقلاعها بلحظات من مطار صعدة وهي في طريقها إلى مطار العاصمة صنعاء.

وفي الوقت الذي لم يصدر أي بيان رسمي عن وزارة الدفاع اليمنية، فإن المصادر ترجح فرضية «الخلل الفني» كسبب وراء تحطم الطائرة، التي لم يعرف بعد أسماء ورتب العسكريين الذين كانت تقلهم، يذكر أن حوادث الطيران العسكري اليمني تزايدت في الآونة الأخيرة، حيث تحطمت نحو 6 طائرات حربية من مختلف الطرازات، منذ اندلاع النسخة السادسة من الحرب بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين.

وفي جنوب اليمن شهدت عدة مدن وبلدات، أمس، مظاهرات ومسيرات لقوى وفصائل ما بات يعرف بـ«الحراك الجنوبي»، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: إن آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة الضالع عاصمة محافظة الضالع وفي مدينة الحبيلين، مركز مديريات ردفان بمحافظات لحج، وذلك لتنديد بقمع أجهزة الأمن لفعالية تشييع جثمان أحد قتلى الحراك، أول من أمس ، في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، وهو ما أدى إلى سقوط قتيلين جديدين في المواجهات من أنصار الحراك.

وذكر شهود العيان أن المتظاهرين رفعوا شعارات منددة بقمع المظاهرات، وعلمت«الشرق الأوسط» أن مدينة الضالع الجنوبية، شهدت في الساعات الأولى ليوم أمس، اشتباكات بأسلحة مختلفة، دون معرفة بين من دارت، غير أن المصادر أكدت أنها أسفرت عن احتراق منزل مواطن بالكامل ومنزل مواطن آخر بصورة جزئية، بعد أن تعرض المنزلان للقصف بقذائف «دوشكا».

وفي الوقت الذي أصدرت قوى «الحراك الجنوبي» بيانا نددت فيه بقمع «المسيرات السلمية»، وحذرت السلطات اليمنية من «تشويه سمعة الحراك واللعب بالورقة الأمنية»، وطالبت «الدول العربية وقادة الشعوب الإسلامية إلى التدخل العاجل لإنقاذ شعب الجنوب»، حسب تعبير البيان، فقد دعا وكيل أول محافظة لحج، ياسر اليماني، قيادة وزارة الداخلية إلى العمل على «ملاحقة العناصر الخارجة على القانون والنظام»، التي، بحسب اليماني، تعمل على «زعزعة الأمن والاستقرار وممارسة الأعمال التخريبية»، وطالب بالقبض على «المتورطين في جرائم الاعتداء والتخريب والشغب وإقلاق السكينة العامة وتقديمهم إلى المحاكمة كمجرمين متهمين بقتل الأبرياء ونشر الفوضى والكراهية وإحراق المحلات».

وقال اليماني إن الأجهزة الأمنية في محافظة لحج «احتجزت عددا من المطلوبين والخارجين على القانون في حين ما زالت رموز الإجرام التي تعمل على التحريض والقتل طليقة في إطار المحافظة»، مشددا على ضرورة و«سرعة القبض على تلك العناصر الانفصالية التخريبية»، ومؤكدا أن «الدولة ستضرب بيد من حديد كل من يعمل على ممارسة هذه الأعمال ولن تقف مكتوفة الأيدي إزاء من يقوم بتلك الأعمال أيا كان ومن أي منطقة كانت».

وفي محافظة حضرموت، اعترفت أجهزة الأمن باعتقال 4 من نشطاء الحراك الجنوبي، وعلمت «الشرق الأوسط» أن بين المعتقلين قياديا بارزا في الحزب الاشتراكي اليمني، هو عباس باوزير، سكرتير الدائرة الإعلامية في فرع الحزب بالمحافظة، وأرجعت المصادر الأمنية اعتقال الأشخاص الأربعة إلى قيام «نحو 120 شخصا بالتجمع أمام مبنى إدارة أمن المديرية ورمي رجال الأمن بالحجارة بالإضافة إلى قيامهم بقطع الطريق وبأعمال شغب وفوضي».

وذكر مركز الإعلام الأمني، نقلا عن مصادر أمنية أن «رجال الأمن قاموا بالتصدي لتلك الأعمال الخارجة على القانون، وتفريق المجتمعين أمام مبنى إدارة الأمن حفاظا على الأمن والاستقرار»، وأنها اعتقلت 4 ممن وصفتهم بـ«المحرضين على التجمع المخالف للقوانين».

ودعت أحزاب المعارضة اليمنية الرئيسية، الحزب الحاكم إلى العدول عن موقفه بإغلاق باب الحوار، والكف عن السياسات المتطرفة ونهج القوة والعنف والحروب الأهلية بالحلول العسكرية العقيمة، وحذرت قيادة التكتل الرئيسي المعارض (اللقاء المشترك)، في بيان، صدر مؤخرا بصنعاء، من استخدام ملف «القاعدة» والإرهاب لتبرير ضرب المعارضة وتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم السياسيين، وقال الدكتور عبد الوهاب محمود زعيم حزب البعث، الذي يتولى قيادة هذا التحالف التي تعاقب عليها قيادة 6 أحزاب هي قوام هذا التحالف: «نحن لا نتحاور مع تنظيم القاعدة فـ(القاعدة) خارجة على الشرعية وخارجة على الحوار الوطني، ونحن في اللقاء المشترك ضد التطرف»، وأضاف «التعامل مع تنظيم القاعدة والتطرف عموما لا يجب أن يتم بالأسلوب الأمني بمفرده، وإنما بإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية وديمقراطية حقيقية، وهذا يتطلب أن لا توضع كل الأمور في سلة واحدة هي السلة الأمنية».

وقال حسن زيد، زعيم حزب الحق المقرب من الحوثيين، إنه اطلع على رسالة من عبد الملك الحوثي إلى الوسيط بين الحكومة والحوثيين الشيخ حسن قرشة، أكد فيها ضرورة إشراك أحزاب اللقاء المشترك في تنفيذ النقاط الخمس التي قبلها، وأضاف أن تلك الرسالة تضمنت ضرورة أن يتم العرض على أحزاب اللقاء المشترك لكي يكون مشاركا في اللجان التي ستتولى تنفيذ تلك النقاط بالإضافة إلى مطالب الحوثيين بالتزام السلطة تجاه محافظة صعدة بإعادة إعمارها، وتجاه المواطنين وتجاه المعتقلين، وقال إنه يقدر موقف «اللقاء المشترك» الداعي إلى وقف الحرب.