إسرائيل تضغط من أجل فرض عقوبات على إيران الشهر المقبل.. ونتنياهو إلى روسيا لهذا الغرض

دول أبلغت تل أبيب بأن الجهود تنصبّ على فرض عقوبات على حرس الثورة الإيراني

TT

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، روسيا بدولة عظمى وصديقة حقيقية لإسرائيل، مؤكدا أن الملف الإيراني سيكون في صلب محادثاته مع القيادة الروسية، إذ ترى إسرائيل «وجوب فرض عقوبات شديدة للغاية على طهران».

وقال نتنياهو في جلسة الحكومة أمس، قبل ساعتين من سفره إلى روسيا، إنه سيسعى لإقناع الروس بفرض عقوبات صارمة على طهران. وقالت مصادر إسرائيلية إنه سيحثها على الامتناع عن تزويد إيران بصواريخ «إس - 300» المتطورة المضادة للطيران، وعدم تزويد سورية بأسلحة متطورة.

وقال نتنياهو لوزراء الليكود إن «المهمة الأكثر أهمية في الساحة الدولية حاليا هي إقناع الدول المؤثرة بفرض عقوبات على إيران». وقال وزير الإعلام الإسرائيلي يولي ادلشتاين الذي يرافق نتنياهو إلى موسكو إنه إذا طرأ حقا تغيير على موقف روسيا من القضية الإيرانية فقد يؤدي ذلك أيضا إلى تغيير في موقف الصين. ويوجد لنتنياهو هدف آخر، وهو كسب الدعم الروسي من أجل تعجيل استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة.

وتأتي زيارة نتنياهو إلى موسكو في وقت وصل فيه إلى تل أبيب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايكل مالون، الذي تتمحور محادثاته مع القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية حول الملف النووي الإيراني وسبل ضمان التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى بعض الجهود المبذولة لمنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله وحماس. وأكدت محافل أمنية إسرائيلية أن إسرائيل تولي هذه الزيارة أهمية كبيرة.

واختار نتنياهو هذا التوقيت للذهاب إلى روسيا في وقت تسارعت فيه المداولات والاستعدادات لتقديم مشروع قرار بفرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن الدولي.

وتقرر في إسرائيل تكثيف الاتصالات الدبلوماسية مع دول العالم من أجل العمل على فرض عقوبات على طهران. وقال مسؤول حكومي لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تبلغ إسرائيل أولا بأول بنتائج اتصالاتهم مع عواصم دول العالم من أجل التوصل إلى صيغة متفق عليها لمشروع قرار العقوبات على إيران.

وأشار المسؤول إلى أن الجهود الغربية تنصبّ على بلورة صيغة مشروع قرار يطرح على مجلس الأمن حتى نهاية مارس (آذار) المقبل، يتضمن عقوبات على حرس الثورة الإيراني ومؤسسات لها علاقة بالمشروع النووي، وتتفادى قدر المستطاع الإضرار بالشعب الإيراني.

وقالت «هآرتس» أن إسرائيل والولايات المتحدة أجريتا مشاورات على مستويات رفيعة في الأسابيع الأخيرة حول المشروع النووي الإيراني، من ضمنها زيارة مستشار الأمن القومي، جيمس جونس، لتل أبيب قبل شهر، وزيارة رئيس جهاز الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» قبل نحو أسبوعين.

والأسبوع المقبل سيصل وفد أميركي رفيع المستوى لإجراء حوار استراتيجي مع المسؤولين الإسرائيليين، هو الأول في عهد الإدارة الأميركية الحالية. وقالت «هآرتس» إن الحوار الذي سيجرى في الخامس والعشرين من الشهر الجاري سيبحث قضايا سياسية وأمنية واستراتيجية، وعلى رأسها المشروع النووي الإيراني. وسيرأس الطاقم الإسرائيلي نائب وزير الخارجية داني ايالون، فيما يرأس الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية الأميركية، جيم ستانبرغ.

وحسب «هآرتس» فإن المسؤولين الأميركيين طلبوا من الإسرائيليين الحفاظ على ضبط النفس والتصرف بمسؤولية حتى عبر وسائل الإعلام في ما يتعلق بإيران. وفي السياق قالت الصحيفة إن الجهود لكبح برنامج إيران النووي تقف أيضا في مركز زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لقطر والسعودية. وستطلب كلينتون من السعودية التعهد للصين بإمدادها بشكل منتظم بالنفط في سياق الجهود لإقناع بكين بتأييد العقوبات على إيران. وقال ادلشتاين إنه يعتقد في النهاية أن الصين لا تريد أن تبقى الدولة الوحيدة في العالم التي تعارض فرض عقوبات جديدة على طهران.

وفي هذا الإطار سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع نائبا كلينتون، جيمس ستاينبرغ وجيكوب لاو، لزيارة كل من إسرائيل ومصر والأردن. أما وكيل الخارجية الأميركية وليام برنس فسيتوجه إلى سورية ولبنان.