حماس توقف صحافيا بريطانيا بتهمة ارتكاب «جرائم أمنية غير محددة» في غزة

القنصلية البريطانية: قلقون إزاء الوضع ونحاول تقديم مساعدة قنصلية

TT

أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المُقالة بغزة أن النيابة العامة وقفت صحافيا بريطانيا بتهمة ارتكابه «جرائم أمنية غير محددة». وقال إيهاب الغصين الناطق بلسان الوزارة إن المعتقل هو بول مارتن مصوّر الأفلام الوثائقية ويعمل صحافيا حرا، وإنه قد تم إلقاء القبض عليه بعد أن قدّم معتقل فلسطيني شهادات تؤكد تورطه في ارتكاب مخالفات ضد القانون الفلسطيني بما يؤدي إلى ضرر بأمن البلاد، دون أن يذكر تفاصيل عن التهم الموجهة إليه. ونوه الغصين بأنه تم توقيف مارتن حسب الأصول القانونية، حيث تم السماح لممثل القنصلية البريطانية بزيارته، وعرض عليه توكيل محام للدفاع عنه. موضحا أن الصحافي البريطاني «قام باختيار محام وسيكون المحامي» حاضرا معه في مختلف أطوار الجلسات والتحقيقات.

من جهة أخرى قال الناطق باسم القنصلية البريطانية في القدس أن السلطات البريطانية «قلقة جدا» إزاء توقيف الصحافي البريطاني. وأوضح لوكالة وكالة الصحافة الفرنسية: «نحن قلقون جدا إزاء الوضع ونحاول تقديم له مساعدة قنصلية»، مضيفا: «نحن على اتصال حاليا مع عائلة مارتن». ولم يتسنَّ للقنصلية البريطانية إعطاء توضيحات حول أسباب وجود البريطاني في قطاع غزة.

وقال فادي أديب مسؤول الإعلام في القنصلية البريطانية في القدس، لـ«الشرق الأوسط»، إن بريطانيا مزعَجة جدا من هذا الاعتقال المفاجئ. وموظفوها في القنصلية البريطانية في قطاع غزة، يتابعون بشكل حثيث قضيته، ويسعون للقائه. وردا على سؤال حول ظروف هذا الاعتقال قال: «ليست لدينا معلومات، وما نستمع إليه هو مجرد إشاعات، ونحن لا نرد على الإشاعات».

وذكرت مصادر فلسطينية أنه تم وقف الصحافي البريطاني في أثناء وجوده أول من أمس في المحكمة العسكرية بغزة، حيث حضر للإدلاء بشهادة لصالح شاب فلسطيني متهم بجنح أمنية. وقد أمر قاضي المحكمة باعتقاله بعد أن أدلى الفلسطيني المعتقل بشهادة تؤكد تورط مارتن في جنح أمنية. ورفضت القنصلية البريطانية في القدس المحتلة التعقيب على توقيف مارتن.

من ناحيتها أكدت جمعية الصحافيين الأجانب في القدس المحتلة أن صحافيا يحمل اسم بول مارتن زار الأراضي الفلسطينية قبل عدة سنوات، وتبين من خلال البحث عن محركات البحث عبر الإنترنت أن كلا من صحيفتَي «ميرور» و«تايمز» وموقع هيئة الإذاعة البريطانية، قد نشر أعمالا لشخص يحمل نفس الاسم.

وقال المكتب الحكومي الإسرائيلي للصحافة الذي يصدر بطاقات اعتماد كل الصحافيين الأجانب الراغبين في العمل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، إن كاينر بول مارتن يملك ثلاثة جوازات سفر: بريطاني وأميركي وجنوب إفريقي.

من جهتها قالت جمعية الصحافة الأجنبية التي تشرف على عمل الصحافيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية إن مارتن عمل صحافيا حرا في المنطقة قبل نحو خمس سنوات لكنها فقدت الاتصال به منذ ذلك الحين. ويُحتمل أن يكون عمل لعدة وسائل إعلام بريطانية ومخرجا لأفلام وثائقية.

وهو أول أجنبي يتم وقفه في غزة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو (حزيران) 2007 بحسب المنظمات الفلسطينية المدافعة عن حقوق الإنسان في غزة.