هلمند: قوات المارينز الأميركية تتقدم ببطء في حملة محفوفة بالمخاطر ضد مقاتلي طالبان

TT

كانت مهمة سرِيّة تشارلي من الفصيلة الثالثة بقوات المارينز يوم الأحد، سهله للغاية؛ كان عليهم التوجه ناحية الغرب لمسافة تزيد على الميل قليلا للانضمام إلى فصيلة «ألفا» استعدادا لتأمين بعض المباني الحكومية المتداعية في هذا المجتمع الزراعي.

لكن تلك المسافة مع قصرها استغرقت من السرية تسع ساعات لقطعها، في رحلة تكشف عن مدى الخطر والتعقيد في جهود جنود المارينز للسيطرة على مارجا من أيدي طالبان. حيث تشهد عملية تأمين المنطقة التي بدأت نقل المئات من جنود المارينز والقوات الأفغانية يوم السبت تقدما أبطأ مما توقعه القادة الأميركيون بسبب المقاومة الشرسة لمقاتلي طالبان، والقنابل المزروعة على جانب الطريق.

في واحدة من أكثر العمليات الهجومية جرأة من جانب طالبان منذ بدأ العمليات قامت مجموعة من المتمردين بإطلاق صواريخ «آر بي جي» في محاولة للهجوم على القاعدة المؤقتة التي تستخدمها سرية «برافو» التابعة للكتيبة الأولى من الفوج السادس مساء يوم الأحد. تبع إطلاق القذائف محاولة هجوم لثلاثة من المتمردين على المعسكر. اعتقد المتمردون أن الرجال انتحاريون وألقوا القنابل اليدوية عليهم.

يعد هذا الهجوم على دورية سرية «برافو» واحدا من بين العديد من الهجمات التي تعرضت لها مواقع القوات الأميركية يوم الأحد، لكن كل تلك الهجمات تم دحرها.

وقال الكولونيل كال ورث قائد الكتيبة: «إن العدو يحاول أن يبذل أقصى جهد لديه».

وتجبر قوة مقاومة طالبان القوات على التقدم بحذر وهو ما يعني في بعض الأحيان التقدم بضع مئات من الياردات كما اكتشفت سرية تشارل يوم الأحد.

في السادسة والنصف صباحا تَرجّل جنود المارينز من الشاحنات التي أقلتهم والتي وقفت في صف طويل عبر ممر منزوع الألغام يمر في حقل طيني زُرع بالمتفجرات المصنوعة محليا.

بعد ثلاثين دقيقة قاموا خلالها بخلاقة ذقونهم ذلك التقليد الذي يتبعه المارينز مهما كانت الظروف، كان من الواضح أن الشاحنات المدرعة لن تصل بالمارينز إلى هدفهم، فالجسر المؤقت الذي شيده المهندسون على القناة في اليوم السابق بدأ في الانزلاق وكان يتوقع أن يكون الطريق أمام ملغما بالقنابل الارتجالية.

انطلقت السرية في السابعة والنصف سيرا على الأقدام مصحوبة بفرقة من الجنود الأفغان من معسكر الجنود، ولتجنب القنابل المصنوعة محليا ساروا عبر الحقول خاضوا في الأوحال ووسط نباتات الخشخاش مصدر الأفيون.

قبل أن يكملوا 15 دقيقة من السير سمع الجنود أول طلقات الرصاص، ما دفع الجميع إلى الانبطاح على الأرض.

بحث الجميع عن مطلق الرصاص لكن لم تسمع أصوات طلقات في ما بعد.

لم يكن هناك طريق مستقيم لوجهتهم - كانت المنازل المبنية بالطوب اللبِن التي تقع على بعد مئات الأقدام إلى الشمال والجنوب من مسارهم - يجب أن يتم تطهيرها من المقاتلين.

كانت الخطة تقضي بأن يقوم الجنود الأفغان بالطرق على الأبواب لدى الوصول إليها، ففي هذه العملية أحيط جنود المارينز علما بأن سكان مارجا هم الجائزة لا العدو. لا تتحولوا عنهم ولا تطرقوا الأبواب دون داعٍ.

بعد دقائق قليلة تردد صدى صوت طلقة عبر مزارع الخشخاش. كانت تلك الطلقة لأحد جنود المارينز الذي أطلق النار على كلب شرس خلال تفتيشه مستودعا سكنيا.

قبل أن يتمكن أي منهم من إيجاد صاحب المنزل لتوضيح الأمر له، كانت هناك بعض طلقات النار على الجنود من قِبل الغرب، ورد الجنود الأميركيون والأفغان على النيران ببنادقهم «إم4» ومدافعهم الرشاشة.

بعد ثماني عشرة دقيقة سُمع ما يشبه صوت محرك جزازة العشب فوق المنزل. كانت تلك واحدة من الطائرات دون طيار المنطلقة من قاعدة قريبة تحوم حولهم. وكشفت عما لم يتمكن المارينز من رؤيته في الحقل. كان هناك ثلاثة من المتمردين أحدهم مقتول، يحمل جهاز لاسلكي.

ومع تقدم مجموعة من الفصيلة الثالثة بنشاط غير متأكدين مما إذا كان هناك المزيد من المتمردين لم ترهم الطائرة دون طيار، تَلقّى ورث تقريرا عبر اللاسلكي بأن قوات المارينز من سرية «برافو» تمكنوا من رفع العلم الأفغاني على سوق في الشمال الغربي.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»