نتنياهو يبدأ زيارة لموسكو.. لإقناع روسيا بالتشدد مع إيران

ميدفيديف يؤكد أن إسرائيل «ليست مجرد شريك عادي»

نتنياهو يتحدث إلى ميدفيديف خلال لقائهما في روسيا، أمس (أ.ب)
TT

بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس زيارة لموسكو تهدف إلى إقناع القادة الروس باعتماد حزم أكبر حيال إيران، بعد أن أعطى روسيا مؤشرات على نفاد الصبر حيال طهران بخصوص برنامجها النووي المثير للجدل، والتقى نتنياهو بعد الظهر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، لكنهما لم يتحدثا علنا إلا عن دور الاتحاد السوفياتي السابق في الانتصار على ألمانيا النازية من دون ذكر إيران.

وقال الرئيس الروسي: «نستعد للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين للانتصار على الفاشية، إنه نصر مشترك»، ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي: «أنتم محقون حين تتحدثون عن ضرورة الاعتراف بالمساهمة الاستثنائية التي قدمتها روسيا لإنقاذ البشرية من ألمانيا النازية».

لكن نتنياهو الذي يلتقي اليوم نظيره الروسي فلاديمير بوتين لم يخفِ القول قبل زيارته، إن الملف النووي الإيراني سيكون في صلب محادثاته في موسكو، وقال نتنياهو أول من أمس: «سنبحث عددا من المسائل لكن أولا مسألة إيران، ترى إسرائيل ضرورة ممارسة ضغط قوي على إيران».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي اشترط عدم ذكر اسمه، أن نتنياهو طلب أمس من الرئيس الروسي فرض «عقوبات ذات أنياب» تستهدف قطاع الطاقة في إيران.

وكان قد تحدث الأسبوع الماضي عن عقوبات من شأنها أن تصيب إيران «بالشلل»، محذرا من أن طهران «في سباق مع الوقت لإنتاج السلاح النووي»، وأكد الكرملين في بيان أمس أن نتنياهو وميدفيديف سيبحثان الملف الإيراني «الذي تسعى روسيا إلى حله عبر سبل سياسية مع شركائها الدوليين»، وقال مسؤول إسرائيلي، إن نتنياهو سيلتقي أيضا ممثلين ليهود روسيا. واستهل ميدفيديف لقاء أمس بقوله: «إن إسرائيل ليست مجرد شريك عادي بالنسبة لنا، بل هي دولة تربطنا بها علاقات طويلة وتركيبة خاصة لسكانها».

وتأتي هذه الزيارة فيما شددت موسكو لهجتها حيال إيران التي قررت بدء عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وأدانت موسكو هذا القرار، معتبرة أنه يدفع إلى التشكيك في «صدق نوايا» الجمهورية الإسلامية في ملف برنامجها النووي المثير للجدل، ولكن يبدو أن روسيا لا تسير على الخط نفسه مع إسرائيل كما دلت تصريحات مساعد سكرتير الأمن القومي الروسي فلاديمير نزاروف الأحد الذي اعتبر أن أي عقوبات جديدة محتملة لن يكون من شأنها «تضييق الخناق على إيران ولا معاقبة شعبها»، وتطرق المسؤول الروسي إلى ملف حساس آخر هو ملف بيع طهران أنظمة صواريخ روسية من نوع إس - 300، وقال: «هناك عقد موقع وعلينا الالتزام به لكن التسليم لم يبدأ بعد، هذه الصفقة ليست موضع أي عقوبات دولية».

وكان فلاديمير نزاروف، نائب سكرتير مجلس الأمن القومي، قال في تصريح نقلته وكالة «إنترفاكس» الروسية، إن تشديد العقوبات على إيران «لا بد أن يكون متوازنا مع الأخطار التي يمكن أن تنجم عن البرنامج النووي الإيراني دون الإضرار بشعب إيران»، وقال إن العقوبات «لا تؤثر عادة كثيرا على النهج السياسي والقدرات العسكرية والدفاعية للدول وإن أي انحراف عن الهدف المرجو يمكن أن يسفر عن نتائج سلبية».

وطالب باستئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى أنه قد يعيد الشفافية والثقة إلى البرنامج النووي الإيراني من جانب المجتمع الدولي، وقال المسؤول الأمني الروسي، إن السبل الدبلوماسية لم تستنفد بعد، مشيرا إلى قلق موسكو تجاه الإشارات المتناقضة من جانب إيران التي تتضمنها إجاباتها على مقترحات «السداسية» ومطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلى الرغم من تأكيده أن إيران تعتبر بالنسبة لروسيا شريكا استراتيجيا مهما تهتم بتطوير علاقاتها معه في مختلف المجالات، أشار إلى أن تملكها للأسلحة النووية يعتبر «أمرا غير مقبول»، وأنه يشكل بالنسبة للمنطقة والعالم كله «عواقب وخيمة، فيما قد يفتح الباب أمام بلدان أخرى كثيرة في المنطقة لبذل الجهود من أجل تملك الأسلحة النووية ما ينذر بأزمات ونزاعات جديدة».

أما عن إمداد طهران بمنظومات «س - 300»، قال نزاروف إن موسكو لا ترى سببا يحول دون تنفيذ العقد الموقع مع إيران حول هذه المنظومات ذات الخصائص الدفاعية التي لا تخضع لنظام الحظر الدولي، وأشار إلى ضرورة أن تستهدف أي خطوات من جانب روسيا دعم الأمن العالمي والإقليمي واحترام القانون الدولي بما في ذلك معاهدة حظر الانتشار، وقال: «إن إسرائيل والولايات المتحدة دأبتا على مطالبة روسيا بعدم إمداد طهران بهذه المنظومات التي طالما طلبتها بلدان أخرى كثيرة، وعلى البلدان التي تطالب روسيا بذلك النظر إلى نفسها وإلى ما عقدته من صفقات مع جورجيا» في إشارة إلى أن روسيا طالبت الدول الغربية بعدم تقديم المساعدات العسكرية لجورجيا.