واشنطن تطلب تعهدا قاطعا من تل أبيب بأن لا تقصف المفاعل الإيراني من دون تنسيق مسبق

مولين في إسرائيل بعد خلافات بين البلدين حول الموضوع الإيراني

TT

في أوج اللقاءات التي أجراها قائد أركان القوات المشتركة الأميركية مايكل مولين في تل أبيب، أمس، أعلنت واشنطن عن زيارة أخرى لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، لاستكمال المحادثات التي بدأها مولين، وذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة، أن خلافات بدأت تظهر في المواقف بين الطرفين، هي التي استدعت قدوم بايدن، وقد لمح إلى هذه الخلافات، أمس، وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، عندما قال لدى استقباله الأدميرال مولين: «إن العلاقات بين بلدينا عميقة وممتازة والخلافات هي خلافات حلفاء وأصدقاء حميمين». وقالت تلك المصادر، إن إسرائيل معنية جدا بإبراز خلافاتها مع واشنطن في الموضوع الإيراني، باعتبار هذا الإبراز عامل ضغط على إيران، وحسب هذا المنطق، فإن إسرائيل معنية بالظهور على أنها اتخذت القرار بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، وأن الولايات المتحدة تبذل جهودا عظيمة لمنعها من توجيه هذه الضربة، وادعت هذه المصادر أن موضوع الخلاف مرتبط بهذه النقطة بالذات، حيث إن الإدارة الأميركية تطالب إسرائيل بالتعهد لها بشكل قاطع بأن لا تقدم على قصف المفاعل النووي في إيران من دون تنسيق مسبق وموافقة صريحة.

وكان مولين قد عقد سلسلة اجتماعات في إسرائيل، أمس، أكد خلالها أن بلاده تساند إسرائيل وتقف إلى جانبها بكل قوتها في مواجهة أي خطر أمني خارجي، وتحدث عن قلقه من التسلح النووي الإيراني ومن النشاط الإيراني في دعم حزب الله وحماس لمحاربة إسرائيل، وأيضا من تصريحات القيادات الإيرانية المنادية بتدمير إسرائيل، وقال إن رئيسه، باراك أوباما، أوضح بما لا يقبل التأويل أن الولايات المتحدة تساند إسرائيل ولن تسمح بالمساس بكيانها.

ولكنه في الوقت ذاته، تحدث عن القلق من ضربة عسكرية إلى إيران، وقال: «نحن لا نخشى من الشعب الإيراني، بل من تصرفات قيادته، فهذه القيادة غير متوقعة، وقد ترد بهستيريا»، ودعا إلى اتخاذ خطوات محسوبة جيدا في كل اتجاه.

وقد حاول القادة الإسرائيليون من طرفهم طمأنة الضيف الأميركي، ولكن من دون تسليمه تعهدا رسميا بعدم توجيه ضربة لإيران، وقال مصدر إسرائيلي: «إن هذه المسألة يجب أن تبقى مفتوحة، فهذا لمصلحة الغرب كله ولمصلحة دول الشرق الأوسط وليس فقط لمصلحة إسرائيل»، وصرح وزير الدفاع، باراك، أن مولين يعتبر من أكبر أصدقاء إسرائيل، وأنه يؤدي دورا في أهم ركن من أركانها، وهو ركن الوجود القوي الذي يجعلها أقوى دولة في المنطقة.

ومع أن مصادر إسرائيلية قالت إن نائب الرئيس الأميركي حدد موعد زيارته القادمة إلى إسرائيل في فترة سابقة، حيث إنها ستكون الزيارة الأولى له منذ انتخابه نائبا للرئيس، إلا أن مصادر إسرائيلية قالت، إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأ منذ أمس فقط ترتيب هذه الزيارة، وأضافت المصادر أن إسرائيل كانت قد طلبت عدة مرات أن يأتي الرئيس أوباما نفسه لزيارتها، ولكنه يمتنع عن التجاوب مع الطلب حتى الآن، وهناك من يعتبره إشارة إلى عدم رضاه عن السياسة الإسرائيلية.