مقتل مرشح صدري في بغداد.. و4 تفجيرات تهز الموصل مع اشتداد الحملة الانتخابية

مصدر كردي لـ «الشرق الأوسط»: الوضع غير طبيعي في مركز محافظة نينوى

عراقيان يعاينان الأضرار التي خلفها انفجار في مقر كتلة الأحرار في بغداد، أمس (أ.ب)
TT

يزداد الوضع الأمني تأزما مع اشتداد الحملة الانتخابية خاصة في الموصل، مركز محافظ نينوى، حيث هزت أربعة انفجارات المدينة وقتل طالب مسيحي برصاص مجهولين. وفي بغداد قتل مرشح عن التيار الصدري في انفجار. وقال مصدر خاص في المكتب التنظيمي للاتحاد الوطني الكردستاني بمدينة الموصل إن «أربعة انفجارات هزت أمس مركز المدينة، بينها هجمة بعبوة ناسفة استهدفت دورية تابعة للجيش العراقي قرب المقر التنظيمي للاتحاد الوطني الكردستاني، أسفرت عن إصابة أربعة أفراد من الدورية بينهم اثنان من أفراد البيشمركة الكردية». وبحسب المصدر، فقد انفجرت عبوة ناسفة في الساعة الثامنة والنصف صباحا في دورية للشرطة العراقية قرب مرقد «النبي يونس» أسفرت عن إصابة شرطيين وسبعة مواطنين، فيما استهدف تفجير عربة متنقلة في أحد الشوارع القريبة من مزار «النبي شيت» أسفر عن إصابة خمسة مواطنين. وفي وقت لاحق انفجرت عبوة ناسفة بدورية تابعة للقوات العراقية في منطقة «التأميم» بمركز المدينة أسفرت عن إصابة ضابطي شرطة ومواطنين اثنين إلى جانب إلحاق أضرار بالغة بالسيارات الأهلية الموجودة هناك، وكان الانفجار الأخير قد استهدف دورية تابعة للجيش العراقي قرب المكتب التنظيمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، أسفر عن إصابة أربعة أفراد من الدورية بينهم ضابط وجندي من قوات البيشمركة الكردية.

كما قتل طالب جامعي مسيحي برصاص مسلح مجهول وأصيب آخر في المدينة ما يرفع عدد المسيحيين الذين قتلوا إلى ثلاثة في ثلاث هجمات متفرقة منذ الاثنين. وأعلن مصدر في الشرطة أن «مسلحا خرج من سيارة في شمال مدينة الموصل، وأطلق النار من سلاح رشاش على طالبين في جامعة الموصل متوجهين إلى جامعتهما ما أسفر عن مقتل أحدهما على الفور.. وإصابة الآخر بجروح»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وقال رائد في الشرطة رفض الكشف عن اسمه في موقع الحادث لوكالة الصحافة الفرنسية إن «استهداف المسيحيين يأتي ضمن عمليات منظمة، تجري بين فترة وأخرى، تقف وراءها دوافع سياسية، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات». وأكد الضابط الذي بدأ تحقيقا في الحادث أن «الجماعات المسلحة بدأت تعزف على وتر الفتنة الطائفية وتسعى إلى الإخلال بالأمن والنظام، من أجل تقويض المكاسب التي حققتها الأجهزة الأمنية في المدينة». وكان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» المرتبط بـ«القاعدة» هدد قبل أيام بإفشال الانتخابات بـ«كل السبل».

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» قال مصدر في قائمة «تآخي نينوى» الكردية إن وضع المدينة «غير طبيعي، فهناك انفلات أمني خطير». وعزا درمان ختاري أسباب اشتداد الهجمات إلى أن مدينة الموصل «أصبحت اليوم حاضنة للخلايا النائمة التي تستغل كل فرصة مناسبة سواء الحملات الانتخابية أو المناسبات الدينية والقومية للنهوض وتوجيه ضرباتها، وهذه الخلايا تستغل أيضا الخلافات القائمة بين قائمتي (الحدباء) و(تآخي نينوى) حول إدارة شؤون المحافظة، ولذلك نراها توجه ضرباتها دائما إلى الأقليات الدينية والعرقية بالمحافظة، ونحن في قائمة (التآخي) نؤكد دائما استعدادنا لحل الخلافات مع قائمة (الحدباء) الحاكمة في المحافظة لكي نتعاون وننسق جهودنا في مواجهة القوى الإرهابية التي جعلت من الموصل معقلا رئيسيا لها».

وحول دعوة رئيس البرلمان العراقي إياد السامرائي بتشكيل قوة عسكرية مشتركة من أبناء محافظة الموصل قوامها أربعة آلاف عنصر لضبط الأمن في المحافظة، قال ختاري إن «قرار المشاركة الكردية كمكون أساسي في المحافظة عائد للقيادة الكردية، ولكن الآن هناك قوة أميركية عراقية كردية مشتركة تنتشر في 15 نقطة سيطرة في أطراف المدينة، وهذه القوة ساهمت في ضبط الوضع الأمني بشكل جيد في أطراف المدينة، ولكن المشكلة تكمن في مركز المحافظة وليس خارجه، لذلك هناك حاجة ماسة إلى السيطرة على الوضع الأمني داخل المدينة، لأنه هو المصدر الأساسي للخلايا النائمة ولتخطيط عملياتها الإرهابية، وهنا تتحمل قائمة (الحدباء) العربية المسؤولية الكاملة في تحسين الوضع الأمني بالتعاون مع المكونات الأساسية في المحافظة». وفي تطور آخر ذي صلة، قضى مرشح عن تيار الأحرار، الذي يمثل الكتلة الصدرية في الانتخابات، في انفجار استهدف مقر الكتلة في بغداد أمس. وقال مصدر في الكتلة «إن هجوما بعبوة ناسفة استهدف مقر الأمين العام لكتلة الأحرار أمير الكناني، الأمر الذي أسفر عن استشهاد قيس الحمداني الذي كان يقوم بزيارة إلى المقر وإصابة شقيق الكناني بجروح بالغة».