وزير الداخلية الصومالي لـ «الشرق الأوسط»: عناصر تنظيم القاعدة نشطة في العاصمة

سفير مصر بمقديشو: لا يوجد حل فوري للأزمة وحزين لاستمرار تناحر الصوماليين

TT

اتهم وزير الداخلية الصومالي عبد القادر علي عمر حركة الشباب المجاهدين المناوئة للسلطة الانتقالية ولقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، بالوقوف وراء محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها أول من أمس في العاصمة الصومالية مقديشو وزير الدفاع الصومالي يوسف محمد سياد، مما أدى إلى مقتل مدنيين على الأقل في انفجار سيارة مفخخة. وقال عبد القادر لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مقديشو: «حاولوا اغتيال وزير الدفاع عبر تفجير سيارة مفخخة، نعتقد أن حركة الشباب تقف وراء هذه العملية الإرهابية».

وأضاف «مع الأسف الشباب يستهدفون التخريب وإشاعة الفوضى في البلاد، هم يعلنون أنهم أتباع لـ(القاعدة)، وهذا معلن في مختلف وسائل الإعلام».

وحول العملية العسكرية التي تستعد القوات الحكومية لشنها لطرد المتمردين الإسلاميين من العاصمة، قال وزير الداخلية الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن نفشي أي معلومات لكن الحكومة تريد تحقيق الاستقرار والسلام في كل العاصمة ونظن أن الحكومة ستنجح في تلك المهمة الصعبة»، على حد تعبيره.

ولفت عمر إلى أن تنظيم القاعدة يعمل بشكل نشط في الصومال وأن أتباعه موجودون في العاصمة، وقال: «لا نعرف عددهم، لكن الكثير من الأجانب موجودون بالفعل في مقديشو». ورأى أن حكومته في حاجة إلى مزيد من المساعدات، مشيرا إلى أن الشعب الصومالي يقاسي من الحروب من فترة طويلة والحكومة الصومالية تحتاج إلى مساعدات من الجامعة العربية ودولها الأعضاء.

وأعلنت الحكومة الصومالية قبل أسابيع عدة عزمها على البدء بحملة عسكرية واسعة ضد المتمردين الإسلاميين بمساندة قوة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام.

وعمد متمردو حركة الشباب والحزب الإسلامي إلى تعزيز مواقعهم في العاصمة، فيما شهدت مقديشو حركة نزوح هربا من المعارك المتوقعة.

إلى ذلك وفيما يستعد سعيد مرسي السفير المصري لدى الصومال للعودة إلى القاهرة ولملمة أوراقه منهيا فترة عمله التي دامت 4 سنوات، فإنه لا يبدو متفائلا بعد تلك المدة في إيجاد حل فوري للأزمة الصومالية. وقال مرسي الذي سيعود إلى العاصمة المصرية في يوليو (تموز) المقبل، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من مقر عمله في العاصمة الكينية نيروبي: «أنا حزين لوجود قتال وتناحر حتى الآن بين الصوماليين وهذا شيء محزن». وقال مرسي: «زمان كنت أسمع من يقول إن الأزمة الصومالية هي شبيهة بالقضية الفلسطينية، هذا وضع خطأ ومقارنة غير صحيحة، ومادام الصوماليون يتناحرون فالأمل في الحل ضعيف». وبسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في العاصمة الصومالية مقديشو ظل مرسي يمارس عمله سفيرا غير مقيم لدى الصومال من كينيا المجاورة. ونفى مرسي لـ«الشرق الأوسط» تجاهل بلاده للأزمة الصومالية، وقال: اهتمامنا بهذه الأزمة كبير جدا وحريصون على أن تستقر الأمور في هذا البلد لمصلحة الصومال أولا ومنطقة القرن الأفريقي ثانيا والمنطقة بصفة عامة. وأضاف هناك تحرك مصري فعال مع كل الأطراف الصومالية والدولية بهدف السعي لتحقيق المصالحة الوطنية في الصومال ونتعامل مع كل الأطراف الدولية الأخرى بما يحق مصلحة الصومال.