الخارجية الأميركية: أسلوب إدارة أوباما أكبر من تغيير نهج الكلام فقط

مسؤولة: نسعى للتوصل إلى السلام في المنطقة.. والانسحاب المسؤول من العراق

TT

في وقت تتهم فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم إحداث تغيير حقيقي في السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط، يؤكد مسؤولون أميركيون على جدية الإدارة في إحداث تغيير في العلاقات مع دول المنطقة والدول ذات الغالبية الإسلامية. وكان خطاب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الدوحة الأحد الماضي ينصب على هذا الاتجاه؛ إذ كررت كلمات الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة في يونيو (حزيران) الماضي والمساعي لـ«بداية جديدة» في العلاقات بين الطرفين، مع التركيز على العمل على إحلال سلام شامل في المنطقة. وأكدت نائبة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى تمارا ويتيس أمس أن «الأسلوب الجديد للإدارة ليس فقط في نهج الكلام بل في المضمون»، مؤكدة أن «مبادئنا تحكم سياساتنا». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» في لقاء مع عدد من الصحافيين الأجانب في واشنطن، أشارت ويتيس إلى سياستين محددتين؛ السعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط و«الانسحاب المسؤول» من العراق، المبني على «علاقة مدنية» معه. وأضافت أن «سياساتنا دليل على ذلك، فنحن نطبق مبادئنا على أنفسنا مثلما نريدها من دول أخرى»، موضحة أن مبادئ «العلاقات المبنية على المصالح والمسؤوليات المتبادلة والقيم العالمية والشراكة» تحدد علاقات الولايات المتحدة مع دول المنطقة. وشددت على أن الولايات المتحدة «تقوم بدورها وتعكس سياساتنا، ذلك ونحن نطالب حكومات الدول الأخرى أن تفعل الأمر نفسه»، مضيفة أنه «مثل ما قال الرئيس أوباما نفسه؛ هذه القضية ليست معتمدة على دولة واحدة تكتب فصلا بمفردها.. نحن نرغب في رؤية مزيد من الدول الشريكة لنا». واعتبرت ويتيس أن زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة إلى المنطقة «رمز مهم جدا لالتزامنا بالتواصل»، مضيفة أن الإدارة «ستواصل تصعيد حركة التواصل» مع الشرق الأوسط، خاصة في ما يخص عملية السلام. وكان البيت الأبيض قد أعلن أول من أمس أن بايدن وزوجته جيل سيتوجهون إلى الشرق الأوسط في الأسبوع الثاني من مارس (آذار) المقبل. وأفاد البيت الأبيض أن «نائب الرئيس سيلتقي مع القادة الرئيسيين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن، وخلال الزيارة سيناقش نائب الرئيس القضايا الثانوية والإقليمية كافة». ومن بين القادة المرتقب أن يجتمع بهم بايدن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. من جهة أخرى، ركزت ويتيس في لقائها مع الصحافيين حول جهود واشنطن لدعم الديمقراطية والمجتمع المدني في الشرق الأوسط، حيث وجهت لها أسئلة عدة حول دعم واشنطن لأنظمة غير ديمقراطية في المنطقة. وردت ويتيس على هذه الأسئلة بالإشارة مجددا إلى أهمية العمل بـ«شراكة» مع شعوب المنطقة وحكوماتها، مضيفة أنه «من المهم جدا أن نعود للمبادئ الجوهرية.. وهي المبادئ العالمية التي من حق كل شعب أن يتمتع بها». واعتبرت أن «مستقبل العملية الديمقراطية يرتكز على المواطنين وما يقومون به، دورنا هو دعمهم»، موضحة: «نحن علينا أن ندعم الأصوات الداخلية ولكن ليس أن نستبدلها». وردا على سؤال حول تعامل الإدارة الأميركية مع أحزاب وحركات إسلامية في المنطقة لا تتفق مع سياسات الولايات المتحدة، مثل حزب الله وحماس، ردت ويتيس: «يجب معرفة الفرق بين حماس وحزب الله من جهة، والمجموعات الإسلامية الأخرى، فالقضية ليست متعلقة بالحركات التي لديها ميول إسلامية أو بالإسلام، بل بتصرفات حماس وحزب الله». وأضافت أن استخدام حماس وحزب الله لـ«العنف» يجعل مشاركتهما في العملية السياسية أشبه بالتناقض؛ إذ لا يعتمدون على الحوار السلمي في السياسة.